المقال

الثقافة في خطر بقلم يمينة بديرة

الثقافة في خطر .. 👇

سبل مواجهة الثقافة في ظل الصراعات بين القيم و الوعي الزائف الذي يغزو المجتمعات …
___________________
إن تدفق خدمات إعلامية لبرامج ثقافية دون اللجوء إلى مخزون معرفي وأفكار مطروحة تكون لها علاقة بدراسة ثقافة الجماهير قد تعمل على كسر مفهوم الثقافة التي تصبح ثقافة مادية دون مستوي وخالية من الموروث الثقافي المجتمعي ومن العلوم الإنسانية التي تلعب دورا مهما في تطوير الفنون والعلوم والتعليم والأخلاق وحتى الحضارات ….
جميل أن يكون هناك تعايش سلمي وإحترام متبادل بين الثقافات المختلفة دون المساس و التأثير على الثقافات الأصلية المكتسبة التي بنيت على عادات وتقاليد وقيم مجتمعية صلبة ومعينة تختلف عن الثقافة الإستهلاكية والتسويقية التي لا تخدم المجتمعات لا علميا ولا فكريا ولا سياسيا ولا أخلاقيا ولا دينيا ، بل تكون بمثابة وعاء مملوء بأفكار سامة تهدد البشرية لدرجة زرع مستوى معين من ثقافة متدنية وخلق وعي زائف لمسح وفسخ وسلخ تاريخ وثقافة شعوب عريقة وهذا ما نستطيع أن نعطيه إسم الحروب الناعمة الهادئة والذكية التي تدخل عن طريق الغزو الثقافي و الفكري الذي يهدف إلى جر جيل الشباب نحو مستنقع الفساد ويهز قناعته ويقطعه من أصوله المرجعية وجذوره الثورية والثقافية وعلى ذلك فعلى المؤسسات الثقافية النظر إلى هذه الحرب الأكثر خطورة وإعطاء هذا الجانب أكثر أهمية لأنه سيكون خسارة لأمة كاملة، والذي يعتبر فيه الإعلام إحدى الوسائل التي تساعد هذه الحرب وكل موقع من التواصل الإجتماعي وكل مقالة تكتب دون مسؤولية ولا إدراك للخطر الذي يعادل قنبلة صاروخية في ضرب ثقافة مجتمعات ببث الفرقة داخل المجتمع الواحد والإعتماد على عالم التكنولوجيا والإتصالات الذي له تأثير كبير في تحريك مشاعر الناس بالغش والكذب حول قضايا إجتماعية يتم إستخدامها بأساليب ملتوية خادعة تعمل على خدمة مشروع الحرب الناعمة ….
أصبح اليوم التنبه إجباري لعدم التغافل عن التيارات الفكرية لأن أدوات الحرب أصبحت مفتوحة وتعمل على إستغلال وغسل العقول و الشخصيات الضعيفة …
إن المثقف و المفكر الذي يحمل كل منهما مشروع ثقيل والذي يتمثل في القدرة على الجذب والإقناع وتوضيح الحقائق للرأي العام والعمل على الوحدة أضحى اليوم يواجه صديق عدو سواء في الداخل أو في الخارج ولهذا فإنه يحتاج إلى يقظة مضاعفة وكبيرة ، فكل كلمة قد تحسب عليه وتخدم خصمه في موقع الواقع الثقافي الذي أصبح جد خطير على المجتمعات والأجيال القادمة من تخطيط إستعماري جديد ….
فلنكن وحيدين في إمتلاك مفاتيح عقولنا لأن ناقوس الخطر يدق وبقوة …
وأختم مقالي هذا وهو قوله تعالى : ( قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِين ) (سورة الحجر، الآيتان: 39 و 40)،

بقلم / يمينة بديرة / Yamina Bedira

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى