القصة

الجريمة بقلم: “الأديبة عبير صفوت”

قصة المؤامرة
الجريمة
بقلم الأديبة عبير صفوت
جريمة غريبة الأطوار ، لا أري التساؤل ذات إجابة بعد ذلك .
لم أعلم ، أن الشقة المجاورة ، بها جثتان رحل كلاهما فى ليلة واحده
تعجب المحقق من وجة نظر جارهم مالك الشقة المجاورة ، حتى قال المحقق :
ما الدليل وراء هذا التكهن ؟!
أجاب الجاَر :
إختفي الإثنان فى توقيت واحد ، واكتشفتُ الجريمة فى توقيت واحد
نظر المحقق إلى جاَلسة ، نظرة وفاضها الشك وقليلاً من الإقتناع .
حتى بَكي حارس العقار ، بكاء يقارنة التعجب والحيرة ، ثم قال بعد الصمت :
هؤلاء عنهم ، لهم العجب يا بيه
تساءل المحقق :
اضح كلامك يا عتريس
قال متذكرا …
كان الأستاذ “شريف” يتناوب المجيئ فى ليلة
قارصة البرد ، قبل اذان الفجر بلحظات ، حقيقتاً كان الخوف يتملكني من افعالة
همس المحقق قبال “عتريس” …
ماذا كان يريد ؟! منكَ
استكمل الحارس :
كان يطلب بعض الأشياء الغريبة ،كنت اتساءل بنفسي وتجيب ، تالهي هذه الأشياء ماهي إلا قربان الابالسة والعفاريت .
تنهد المحقق وتساءل بعد برهه :
هل احضرت القرابين ؟!
قال الحارس خَلي الوفاض :
لما لا يابية
جهر المحقق :
ولما نعم
انتفض الحارس بعد الجزع ، كأنة تذكر ما كان يحدث ، ثم قال بإستسلام :
كانوا يطلبون الكثير
المحقق باستماتة:
مـــن هـــم ؟!
الحارس وهو ينظر إلى جدار غرفة التحقيق العلوية :
الراحلين قبل رحيلهم .
عاد المحقق لطبيعتة وتساءل:
ماذا كانوَ يطلبون؟!
أجاب الحارس:
الاستاذ “شريف”والاستاذ”مدحت”والأستاذة “سعاد “وايضا الأستاذة “وداد”
جلس الطبيب الشرعي وبين كفوفة اوراق صغيرة غريبة الشكل ، وقال بعد التطلع اليهم كلا على حدة :
إنها اؤامر فى الوريقات الأربعة وجملة واحدة فى النهاية ، ارضاء لهم
قال المحقق بغضب :
لابد من فك اللغز
..
قالها المحقق بلغة شديدة من الثقة :
الى اين كان الوفاض؟!
قالت “وداد” وهي ترتعش :
قررنا الرحيل الى خارج البلاد ، عند الأقارب
اتبعتها “سعاد” كانت فكرتي ، بعدما رحل الأزواج ، فى ظروف غامضة
عاد المحقق بأسلوب متبلد :
ولما هربتم وتركتم الجثث بلا مساعدة
أجابت “وداد” :
نحن منفصلين من فترة ولا نعلم عنهم الكثير
قال الطبيب الشرعي:
الحارس وبعض الجيران ، يقولون عكس ذلك ، ثم أبرز ورقتين ، على صدد ذلك ، قالت “وداد” وهي تشعر بالخطيئة والندم :
هذه طلبات تخص الصالحة .
انقشع الظلام عن اللغز ، حتى قال الطبيب الشرعي :
هذه العبارات تربط الأحداث .
الورقة التي كانت بغرفة “شريف” كانت تحضة أن يقوم بالقاء الرذاذ على اصيص النعناع عند نافذة غرفة صناعة الطعام
الورقة التي كانت بغرفة “مدحت” تحضة بشرب الشاى ، بعد وضع وريقات النعناع فى الكوب .
الورقة الثالثة التى كانت بغرفة “سعاد” تحضها على وضع قطرة بالعين من مكان يخص بائع الأدوية
الورقة الرابعة التى كانت بغرفة “وداد” تحضها على وضع نقاط بالاذُن وكان بالطبع من نفس مكان بائع الأدوية
قال المحقق بإستغراب :
ألم يتحدث الجميع كلا إلى الآخر ، عن ما طلب منهم
قال الطبيب :
قالت “سعاد” أن الغيرة والإبتعاد عن بعضهم ، واسعة المجال ، بسبب عدم الإنجاب ، وكان وراء ذلك صديقتهم المقربة إلى الأسرة “رحيمة” وهي التي بعثتهم إلى الشيخة الصالحة .
نظر المحقق ، إلى تلك الهيئة التي كانت تجلس أمامة ، ثم قال:
هل أنتِ صالحة ، أنتِ قاتلة ، سم ابيض ورذاذ للانف والعين وأعمال السحر الاسود
قامت الصالحة بمقاطعة المحقق :
هل احمل الوزر وحدي ؟! بل كانت فكرة رحيمة
قال المحقق غير متمالك :
لما كل هذا الانتقام
قالت الصالحة :
غيرة وحقد طاف بقلب رحيمة ، من النساء اللواتي أخذن كل رجلا احبتة ، و، كانت تود الزواج منه .
حضر الطبيب الشرعي ، بملامح تمن عن صدمة مروعة قائلا :
ماتت كلا من “سعاد” و “وداد” بالمحبس
تعجب المحقق :
كيف ذلك؟!
قال الطبيب الشرعي:
تبين أن رذاذ قطارة الاُذْن والعين ، مفعولهما المميت ، بعد عشرة أيام من الاِستخدام
صمت المحقق مالياً ، ثم قال ناظرا بين كفوفة :
خطة جهنمية باطلة ، انتهزت الخلاف بينهم
أضاف الطبيب :
هذا ناتج ، اللجوء لغير العلم .
المحقق ينكس رأسة :
نهايات مؤسفة مخجلة .

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى