إشراقات أدبيةكتاب وشعراء معاصرون

الجزء السابع والثامن من السيرة الذاتية للاديبة العراقية سلينا الجزائري بقلم المهندس عبدالرحمن الهاشمي

الجزء السابع من السيرة الذاتية لحياة سلينا الجزائري المرحومة امي
انتكست صحة امي جدا وبدا الشحوب واضحا على وجها وهزل جسدها وكان كل طبيب يشخص حالتها بطريقة تختلف عن طبيب اخر حتى اصبحت تمقت التحاليل والأشعة والسونارات والأدوية قدمت استقالتها من التدريس وصارت طريحة الفراش اقترح عليها ابي ان تفتح النت وتنشط صفحتها بالفيس وتنشر كتابتها التي كانت تكتب وتحتفظ بهن ومن ثم تتصفح المواقع واي موقع يعجبها تشغل نفسه به الفكرة عجبت امي حتى وقع نظرها على الفيس ففتحت صفحتها وكانت مهملة لم تستخدمها لعدة سنوات ولأنها وجدت فيها مساحة كبيرة مفتوحة لها لنشر فكرها من شعر ونثر وومضات وخواطر بعد ذلك أنشأ لها ابي جروب واطلق عليه ( ملهمتي سلينا)
وكان في بدء الأمر يقتصر الجروب على اقربائنا واصدقائنا بعدها اصبح أصدقاء امي شعراء وادباء عرب ومن كافة الإفطار العربية وكان من ضمن أصدقاء امي سيدة عربية منفصلة اقتحمت حياة امي بلمح البصر كانت امي تحبها جدا ووثقت بها صارت تفتح كاميرا ساعات وتحكي معنا بالساعات وتعرفنا كلنا واحدا واحدا بالنسبة لي لم أكن اطيق تلك المراة شيء ما في قلبي وحدسي يخبرني بان خلفها كارثة بل كوارث
كانت ليس لها حدود ولا قيود وليس لديها حرمة لخصوصيتنا تفتح كاميرا صباحا ومساءا معنا ومتى ما أرادت
وامي تخجل ان تردع إنسان بطبعها هي هكذا حتى وان رأت تطاوله او تعدى حدوده تمادت تلك السيدة واصبحت تكلم امي حتى في غرفة النوم مع ابي وكم مرة حذرت امي منها لكن للأسف دون جدوى ومرت الاشهر وشخص الأطباء حالة امي واصابتها بسرطان الثدي وبعد اجراها العملية تفاجأت امي بان صديقتها العربية ابتدات تنسحب من محادثتها وصرت ادخل الجروب وارى ابي مع تلك المرأة يكتب لها غزلا وهي ترد عليه دون حياء
لم أرغب بأخبار امي بهذا الأمر كون حالتها الصحية لا لاتسمح بذلك
حتى رات بأم عينها ذات يوم ابي يتحدث مع تلك المرأة وهو بغرفة نومه يرتدي الشورت ومنطلق معها وهي ترتدي ثوب نوم لايسترها
لم تتكلم امي فقط نظرت لهم بشمئزاز
بعد ثلاث ايام تفاجأت امي ان تلك المرأة سرقت جروب امي واخرجتها منه واخرجتني انا ونريمان فقط ابي معها
و كان معنا من ضمن الاصدقاء شخص عراقي هو من أصدقاء ابي ويحترم امي ويعرف تلك المرأة ويعرف اخلاقها جدا
لازلت اتذكر اسمه يدعى ابو سجاد الشمري دخلت عليه خاص واخبرته بالقصة قال لي بلغ سلامي لوالدتك واخبرها ان لاتهتم فهو يعرف بمرض امي واغلبهم يعرف
وقال سوف اعمل لها جروب غيره ….قلت له الجروب لايهم امي بقدر الطعنة التي طعنتها بظهرها والغدر والخيانة….قال لي اريد منك أن تسمح لي بعمل شيء اطلب إذنك قلت له افعل مايحلو لك …قال خلال يومين استرجع الجروب واطرد هذه المرأة وابيك وافقت طبعا
وكل هذا الإتفاق دون علم امي لان لو علمت ماكانت توافقني الرأي لانها تخشى ان اصطتدم مع ابي وتكون هي البسبب
بقيت على تواصل مع هذا الرجل
واذا به يبعث لي دردشته مع تلك المراة يخبرها انه سوف يعمل تصاميم ويضيف جميع أصدقائه ورمى لها طعما مع كلمات غزل بجمالها ولشدة غبائها بنفس اللحظة وضعته مسؤلا دون استشارة ابي
قام ابو سجاد باسترجاع الجروب لامي وطردها هي وابي وبعث مسجا لتلك المرأة اللعوب قال لها تعيشي وتاكلي غيرها فلا يوجد وجه مقارنة بينك وبين امراة تقية طاهرة علوية من نسب الرسول وبينك ايتها المنحطة وثقت بكِ واتتمنتك وسرقتي زوجها وجروبها
جئت لامي واخبرتها باني استعدت الجروب قالت كيف …كذبت عليها واخفيت الحقيقة عنها
وجاء ابي غاضبا ويظن امي من فعلت ذلك
اجبته بتحدي بل انا استرجعت حق امي من تلك الغادرة الخائنة
لانني لااحتمل ان يظلمها كائن وهي مريضة بمرض السرطان اللعين
فما كان من ابي إلا ان قام بصفعي وحالت بيني وبينه امي ووقفت بوجه قالت له إلا ابني خط أحمر…اضربني انا لكن ابني لا
واستمر الوضع وكأنه كالماء الذي وضع داخله كهرباء بفوليتية عالية
وتدهورت علاقة ابي بامي وساءت جدا حتى قررت امي الانفصال عن ابي وهو قرر الزواج من تلك المرأة والسفر لها لأنها كانت مقيمة بالمانيا
اشترطت امي على ابي ان يعطيها صلاحية الامومة وحق التصرف معنا ك أبناء وان يكون المنزل لنا بشرط لايأتي لنا وافق بذلك لكن اشترط عليها بالمقابل التنازل عن مؤخر صداقها وماتملك
وافقت امي
وكان طلاقهم ليس بالمحكمة فقط عند شيخ ماذون شرعي يحرمهم على بعض
كانت إجراءات السفر مطولة لابي وبصفته أصبح محرما عليها قررت السفر إلى لبنان موطنها الأصلي كي تؤمن لنا سكن هناك….سافرت إلى لبنان وعادت بذات اليوم الذي سافرت به
ورقدت بالفراش اسبوعا لاتتحدث مع احد
للحديث بقية…….يتبع

الجزء الثامن من السيرة الذاتية لحياة سلينا الجزائري المرحومة امي
توفيت جدتي منى ام سلينا فتزوج بعدها جدي من امراة لبنانية
ومن بعد وفاة جدتي لم تذهب امي للبنان إلا بعد انفصالها عن ابي وحين ذهبت استقبلها جدي بالمطار واخبرها انه حجز لها( سويت) جناح في فندق استغربت امي المرحومة وقالت لجدي لماذا لا اذهب معك في بيتنا الذي نشات وترعرت به قال لها ياابنتي منعا للمشاكل وساتدبر لك منزلا انتي واولادك لتسكنوا به اجابته وفر فلوسك الان مات ابي وليكن بعلمك للموت لن أراك ولن تراني حجزت امي تأشيرة للعودة لبغداد لكن الإجراءات تمر متثاقلة على امي وكانها دهر
رجعت امي لبغداد وصامت عن الطعام والكلام حتى تدهورت صحتها ونقلت للمستشفى
بعدها ابي سافر إلى ألمانيا وتزوج من تلك المرأة لكن زواجهم لم يدم طويلا لان من تجذرت به الخيانة حد النخاع لايستقيم ابدا انفصل عنها وحاول ان يقنع امي بالعودة له لكنها رفضت رفضا قاطعا حتى وافاه الاجل هناك بالمانيا اثر إصابته بالكورونا
اما امي بقيت منعزلة بغرفتها لاتخرج منها إلا للضرورة
بعدها قرروا أعمامي ان نسافر انا واخي عبد الله لاكمال دراستنا هناك في مدينة اخن بالمانيا
نسيت ان اخبركم…يوم طلاق ابي وامي حصل معي غيبوبة وبعد إجراء التحاليل اكتشفوا ان لدي هبوط السكري وسيقى ملازما لي طوال وعمري…. وانا الان اعيش على الشكولاته والحلويات حتى يلحقني الله بامي ويجمعني بها بجنات النعيم يارب العالمين
حياة امي اصبحت باهتة بعد سفري انا واخي عبد الله إلى ألمانيا ونريمان تزوجت وانجبت بنت اسمتها سلينا
كانت امي تعيش على اتصالنا بها ولاطمئنان عنها
فكانت تصلي وتقوم الليل وتصوم ثلاث اشهر متتالية رجب وشعبان ورمضان
وكانت تطعم الحيوانات من القطط السائبة حيث تضع لها الطعام فانجبت قطة في مطبخ امي ثلاث قطط كانت امي تضع لهن الطعام والماء حتى كبرن كانت تحدثني عنهن واطلقت عليهن اسم (نوناتي) بعد وفاة امي رأيت الوعاء الذي تضع به امي الماء خالي من الماء وبقايا اكل متيبسة في صحن طعامهن ولم أرى القطط سوى واحدة منهن ميتة
اما طيور الايك كل يوم تقف على شرفة امي وتغني بصوتها الحزين اظنها ترثي امي من كانت تضع لهن الطعام
استمرت امي تاخذ العلاج حتى انتشر المرض اللعين ونخر عظامها
وتوفيت امي الملاك النقية التقية الصابرة
اخر جزء سيكون عن الناس الذي التقت بهم في عالم التواصل الاجتماعي
للحديث بقية…..يتبع

بقلم ابن المرحومه عبدالرحمن الهاشمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى