إشراقات أدبية

الجزء الواحد والاربعين     الفصل الخامس   بعد الاسلام  اللغة العربية في العهد العثماني // للكاتبة اللبنانية ملفينا ابومراد

اللغة العربية

الجزء الواحد والاربعين

الفصل الخامس   بعد الاسلام

اللغة العربية في العهد العثماني

 

 

أمّا الصحافة،

وهي لسان النهضة الناطق أبدًا بالحريّة والوعي والإصلاح والتقدّم، فقد نشطت منذ منتصف القرن التاسع عشر على يد اللبنانيّين، فكانت جريدة (السلطنة) 1857 ومؤسِّسها اسكندر شلهوب، و(حديقة الأخبار) لخليل الخوري عام1858، و(برجيس باريس)1858 لرشيد الدحداح، و(الجوائب)1860 لأحمد فارس الشدياق، و(نفير سوريا)1860، و(الجنان)1870 للمعلم بطرس البستاني، و(الجنة) 1870 و(الجنينة)1871 لسليم بطرس البستاني، و(ثمرات الفنون)1875 لعبد القادر القبّاني، و(المقتطف) 1876 ليعقوب صرّوف وفارس نمر، وقد نقلاها إلى القاهرة سنة1884، و(لسان الحال)1877لصاحبها خليل سركيس ، دامت حتى العقد الرابع من القرن الماضي. ومع أجواء الاضطهاد والظلم وكبح الحريّات، التي مارستها  الدولة العثمانيّة ضدّ اللبنانيّين، انتقل أصحاب الأقلام إلى مصر وأسّسوا هناك الصحف والمجلّات ودور النشر والمطابع. فقد أنشأ سليم وبشارة تقلا (الأهرام)1876، وأديب إسحق وسليم النقّاش أسّسا (المحروسة)1880، وأنشأ فارس نمر ويعقوب صرّوف وشاهين مكاريوس(المقطّم)1888، وجرجي زيدان أسّس(الهلال)1892، وشاهين مكاريوس (اللّطائف)1886، وغيرها من الصحف والمجلّات التي انتشرت في البلاد العربيّة، وجاوز عددها حتى عام 1919  المئتين.

نذكر من عناصر النهضة أيضًا: المجامع اللّغويّة، والجمعيّات الأدبيّة، والعلميّة، والسياسيّة، التي اهتمت بالثقافة، وفتح المدارس، والتأليف، وتأسيس المنتديات الأدبيّة، والسياسيّة، وغيرها، ومنها: الجمعيّة السوريّة في بيروت التي أسّسها سنة 1847 المرسلون الأميركيّون بالتعاون مع اليازجي والبستاني، والجمعيّة العلميّة السوريّة في بيروت عام 1868، وكان مؤسّسها ورئيسها حسين بيهم، والمجمع العلميّ الشرقيّ في بيروت، الذي أُسِّس عام 1882، وجمعيّة التعريب التي أنشِئت عام1892، والمجمع العلميّ العربيّ  في دمشق، ومجمع اللّغة العربيّة في القاهرة.

 

ولا ننسى فضل المستشرقين، من الأجانب الذين تخصّصوا في دراسة قضايا الشرق الإنسانيّة ونتاجه الفكريّ، وفي البحث عن المخطوطات والنقوش المدوَّنة وتحقيقها وتبويبها ووضع فهارس لها وطبعها، والعمل على ترجمة الآثار العربيّة إلى اللّغات المختلفة، وتنظيم المكتبات التي تضمّ النفيس من الكتب والمخطوطات. وغيرها من الإنجازات المهمّة في عمليّة فهم التراث الشرقيّ المتمثِّل بالآثار القديمة من نقوش ومخطوطات بلغات هيروغليفيّة ومسماريّة، ودراستها وتقديمها بمنهجيّة علميّة رصينة.

اسهم اللبنانيون في رفع مداميك النهضة العربية و احتضانها ، دعمهم العرب كما ورد على لسان الدكتور صه حسين : “إنّ من يزعم من أدباء الشرق العربيّ المعاصرين أنّه ليس مديناً للبنان بشيء من أدبه، فهو منكرٌ للحق، كافرٌ للنعمة، جاحدٌ للجميل”.

كان لبنان ملجاء المضهدين في بلدانهم من المثقفين و اصحاب الكلمة و الراي الحر .

وقال توفيق الحكيم في هذا المجال: “… فأدبنا الحديث أدب مراحل، بل أدب موجات متداخلة. فالموجة الأولى قد اندفعت من لبنان ، ولعل الرمز الأكمل هو تعريب البستاني للإلياذة. اما النهضة التي انطلقت من المهجر في ادبنا الحديث ولدت المدرسة الرومنطيقية ، انبثق عنها : الشعر الغنائيّ والنثر الصوفي، حاملاً نسيم لبنان إلى الحضارة الأميركيّة … “.

عادت الساحة الأدبية من القاهرة الى بيروت”.القول للدكتور طه حسين

فصدر في الصحافة اللبنانية جواب سريع عن هذا القول (على ما فيه من نبل كريم من طه حسين): “بل عادت الساحة الأدبية من القاهرة الى بيروت”.

كون النهضة الأدبية والصحافية التي ازدهرت في القاهرة خلال الرُّبع الأخير من القرن التاسع عشر (مع جرجي زيدان وأنطون الجميل وسليم وبشارة تقلا ويعقوب صروف وفارس نمر وخليل مطران وسواهم …) جاء أعلامها من بيروت بسبب ما كان للسلطنة العثمانية فيها (وفي كل لبنان) من ضغط وقهر وكبت وتصفيد الحريات. وحين انهارت السلطة العثمانية وتنفّست المنطقة هواء الحرية (مباشرة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى سنة 1918) نهضَت بيروت من”عَثْمَنَتها” واستعادت حضورها ولا تزال، رغم ما تعاقَب عليها من حروب و اهوال و تفجيرات.

 

ساهم المسيحيون العرب في مقارعة سياسة التتريك التي انتهجتها جمعية الاتحاد والترقي وبرز في حلب على وجه الخصوص المطران جرمانوس فرحات والخوري بطرس التلاوي، وتأسست المدرسة البطريركية في غزير التي خَرَّجت عددًا وافرًا من أعلام العربية في تلك المرحلة، ولعبت الجامعات المسيحية كجامعة القديس يوسف والجامعة الأمريكية في بيروت وجامعة الحكمة في بغداد وغيرها دورًا رياديًا في تطوير الحضارة والثقافة العربية. وفي العراق نشط الأب أنستاس ماري الكرملي، وفي الأدب يذكر جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ومي زيادة وأمين الريحاني وشفيق معلوف وإلياس فرحات. وفي السياسة يذكر نجيب العازوري وشكري غانم ويعقوب الصروف وفارس نمر وبطرس غالي في لبنان ومصر. ونظرًا لهذا الدور المسيحي المتزايد في السياسة والثقافة، بدأت الحكومات العثمانية تحوي تباعًا وزراءً من المسيحيين العرب ومنهم آل ملحمة في لبنان.

في المجال الاقتصادي، برز عدد من العائلات المسيحية ومنهم آل سرسق وآل خازن وآل بسترس في الشام ( منهم من حضر الى لبنان و استوطن به و نال الجنسية اللبنانية )وآل السكاكيني، وآل غالي وآل ثابت في مصر، وهكذا فإن الشرق العربي قاد بمسلميه ومسيحييه نهضة ثقافية وقومية بوجه الاستبداد الذي شكلت ركيزته جمعية الاتحاد والترقي وسياسة التتريك، ورسخت هذه النهضة كما يرى الاباتي بولس نعمان “المسيحيين العرب كأحد أعمدة المنطقة وليس كأقلية على هامشها”.

في القرن التاسع عشر بات لكل طائفة مدارسها الخاصة وتصاعد توافد الإرساليات الأجنبية التي افتتحت مدارس تنشر لغات بلدانها وثقافاتها  .

 

رائدة من بلدي و من بلدتي : سليمه ابي راشد المعروفة بسليمى ابي راشد ، مواليد وادي شحرور 1887 .  تنقلت في مدارس متعددة في بيروت ، المدرسة الاخيرة التي تعلمت فيها هي مدرسة شملان نالت شهادة الاسرة المقدسة كانت تعطى للمتفوقات  تعلمت و اتقنت  اللغات الفرنسية ، الايطالية ، الانكليزية ، التركية ،  الاتينية و الالمانية ، تمتعت بموهبة العزف على البيانو و بالرسم .

اول سيدة صحافية و محامية ترافع بالمحاكم في لبنان استحقت لقب محامية عن جدارة ، انشأت مجلة فتاة لبنان 1914 في خضم الحرب العالمية الاولى ، هدفها تعليم الفتيات، انشأت في بلدتها مدرسة لتعليم الفتيات  ، سافرت الى مصر ،  شاركت بندوات متعددة ، عادت الى لبنان  غدت رئيسة تحرير  جريدة النصير البيروتية ( التي كان ينشرها شقيقها عبود) بعد ان نفاه الاتراك الى ايطاليا ، توفيت عن عمر 32 سنة . اي في العام 1919 نهاية الحرب العالمية الاولى ، و انهزام الاتراك .

 

تابع

ملفينا توفيق ابومراد

لبنان

في 7/9/2023

جزء من المعلومات من غوغل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى