الجزائر – شعر : يوسف شهير
الجــــــــــــــــــــــــــــزائر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شعر : يوسف شهــــــــــــــير
……………………………
ِمنْكِ ارتَـــــــــوَتْ حُـــــــــريةُ الأحْــــــــــــــرارِ
وَفِيكِ أينــــــــعَ كُلُّ فَجْــــــــــــــــــــرٍ ثائـــــــــرْ
بَابَ الشَّهَــــــــــــــــــــــادةِ والحياةُ بِها تُبــــــاهِي
الآنَ يأتينــــــــــا الأمـــــــلْ من جُرحِكِ الغــــائرْ
من كُلِّ حَــــدْبٍ .. كُلِّ صَـــوبٍ ، والهَـــــــــوَىَ
منـــــكِ إليـــــــكِ بِكُلِّ حـــــــينِ ؛ يُســـــــــــــافِرْ
يا موطِنَ الأخيـــــــارِ ، والحــــــــقِ الــــــــدُّجَىَ
للهِ دَرُّكِ يـــــــاسبيــــــــــــــــــــلَ الحــــــــــــائرْ
يا وِجْهَةَ التــــــــــــــــــاريخ ، والدُّنيا معــــــــــاً
إنِّي أُصَــــــرِّحُ بِالهَــــــــــوىَ ، وَ أُفاخِـــــــــــرْ
يا مَطْلِعَ العَـــــــــبَرَاتِ في سَــــــــاحِ الـــــنُّــهَىَ
وّمّهْبِطَ الأنــــــــــــوَارِ عَلىَ ظَــــلامٍ سَــــــــــافِرْ
سَمــــيتُكِ الوَطَــــــنَ الحبيبِ بِخَــــــاطِــــــــــرِي
وَعَــــلىَ لِسَـــــاني وفي الضـــــميرِ ؛ جَــــــزَائرْ
هَـــــذَا تُرابُكِ يابِــــلادي قَــــــــدْ حَــــــــــــــوَىَ
مُهَـــــــــجَ الأحِبَّــــــةِ ، والزَّمَـــــــانِ الغَـــــــابِرْ
مَنْ قـــــــالَ إنَّ الجَنَّــــــةَ الدُّنيَــــــا بأرضِــــــكِ
لَــــــــمْ تَكُـــــــنْ تِـــــــلْكَ المَقَـــــــــــــــــــابِرْ ؟
إني أحبُّــــــــكِ ياجَــــــزَائرُ فاشْــــــــــــــــهَدي
وَالحُـــــــبُ لايـــــأتي بِــــــدونِ بَشَـــــــــــــائِرْ
رُوحِي تَهِيـــــــــــــمُ إلىّ هّــــــــوّاكِ هَهُنَــــــــا
فَتَــــــرَكْتُ رُوحِي في الِّرِّحَــــــابِ الطَّـــــــاهِرْ
أُقْسِــــــمْ بِأنَّ عُــــــرُوبَتي نَبَضَـــــتْ هُنَــــــــــا
مِنْ قَــــلْبِ قَــــلْبِكِ ، والعُــــــــرُوقُ تُجَــــــاهِرْ
أنَا فـــــــوقَ كُلِّ مَهَــــــــابَةٍ ؛ أصــــــــــبو لَكِ
يَــــــادُرَّةَ الشَّــــرَفِ الرَّفِيـــــعِ الآسِــــــــــــــرْ
لا كُلُّ وَرْدٍ مِثْـــــــلُ وَرْدِكِ في الشَّـــــــــــــــذَا
أوْ كُلُّ مَنْ حَمَـــــــلَ المَحَــــــبَّةِ ؛ قــــــــــــادِرْ
مَنْ ذَا الذي بَتَــــرَ الوَطَـــــنْ ، أو هَكَــــــــذَا ؟
إلا عَــــميلُ ، وَفي الحـــــقيقةِ ؛ كَـــــــــافِرْ !!
وَطَني أنَــــا من شَـــــاطِيءٍ ، لِلْشَــــــــاطيء
تِلْكَ الحُــــــدُودِ لِـــــكُلِّ زَيْفٍ حَــــــــــــــاسِرْ
هَــــــــــلْ حَـــــدَّدَ ابنُ زِيَادِ جُنْـــــــدَ الأنْدَلُسْ
أمْ كَانَ للإسْـــــــــلامِ جُنْــــــــدٌ آخَــــــــــــرْ ؟
أمْ كَانَ خَــــــلْفَ صَـــــــلاَحِ الـــــــــــــــدِّينِ
مِنْ غَيْـــــــــرِ العَـــــــرَب ؛ مِنْ نَاصِــــــرْ ؟؟
هيَ للعُـــــــــــــروبةِ من هُنـــــا ، أو من هُنا
والحَــــــقُ مِـــــلْكُ اللهِ ؛ رَبٌ قــــــــــــاهِرْ !
فَتَجَمـــــعوا ، وتَوَحـــــدوا .. فَلَنَا عَليــــــهِمْ
كَرَّةٌ أخْـــــــــــرَىَ بِوَعْدٍ ظــــــــــــــــــــــافِرْ
الأرضُ أرضُ اللهِ والبُشْــــــــــــرَىَ لَنَــــــــا
فاستبشـــــري بــــــــاللهِ يَا أرضَ الجـــــزائر
شُهَــــداؤكِ الأبْـــرَارُ عنــــدَ مَليــــــــــــكِهِمْ
في جَنَّــــــــــةِ الفِرْدَوسِ عِنْـــــدَ الغـــــــــافِرْ
يامَوطِنَ الأحْــــــرَارِ مِنْ أرضِ الكِنَـــــــــانةِ
للــــــــــــوَرَىَ فيـــكِ ؛ سَـــــلامٌ عـــــــــاطِرْ
ومن الفــــــؤادِ بـــــلادَ الحُــــبِّ قـــــــــاطِبَةً
حُبَّــــــاً عظيــــــماً ليسَ تُحْصيهِ الدِفـــــــاتِرْ
حُبَّــــــاً تَحِـــفُّ لَهُ الغُصُــــــــــونُ شَـــــدَا ؛
فَيَطْـــــــرَبُ كُلُّ مَشَّـــــــاءٍ ، وطــــــــــائِرْ
هــــــــــذا شُــــــعُــــــــوري يـــــــــا وَطَنْ
فاسمـــــعْ لِنَبضِ مشــــــاعِرِي ، والشَّــاعِرْ
حيَّـــــــــــاكَ رَبُ العَــرْشِ ياقلبَ العَـــــرَبْ
وحَمَـــــاكَ من شيطــــانِ ظُلمٍ فـــــــــــــاجِرْ
وَرَعَــــاكَ من أفَّــــــاكِ حِقْـــــدٍ نَـــــــــــاكِرْ
سَتَظَـــــلُ رَايَتُــــكَ الأبيــــةُ في السَّمَــــــــا
رَمــزَاً عَزيزاً للشُمُــــوخِ ، وكُلِّ عــــــــابِرْ
وَيَظَــــــلُ اسمـــــكَ نَغْمَـــــةً تُهْـــــدِي لَنَــا
كُلَّ الفَخَــــارِ ، وكُلَّمَــــــا ذُكِرَ الجَـــزَائرْ؛؛
كُلَّمَـــــا ذُكِــــــــرَ الكــــــــلامُ الحَـــــــــــقِ
عِنْــــــدَ مَلِيـــــــــكٍ جَـــــــــــــــائِرْ …. !