أخبار أدبية

الجنس والمقدّس لرؤية جديدة مختلفة كتبت / لطيفة محمد حسيب القاضى 


الجنس والمقدّس لرؤية جديدة مختلفة
كتبت / لطيفة محمد حسيب القاضى 
في أحدث كتبه تحدث  الكاتب والمفكر السياسى الكبير المستشار الدكتور السيد أبو عيطة عن كتاب “الجنس والمقدّس” الذي يتناول فيه الإجابة عن جميع التساؤلات العالقة بهذا الموضوع، ومن جميع الزوايا الفكرية سواء دينية أو سياسية أو اجتماعية. ولقد كان سلاحه وفكره  هو التجديد والإحياء الفكرى فى التصدى لتلك الإشكاليات ويعرض في كتابة أن العقل مقدم على كل شئ، فالنص دون عقل لا وجود له والعقل كاشف للنص ومفسر له ومدعم له، فالعقل والعقل وحده هو سبيل النجاة من دهاليز الجهل والتخلف.
ولقد عكف هذا الإصدار على تحليل الأطُر العلمية النظرية والعلمية لطبيعة العلاقة بين الذكر والأنثى بصفة عامة، والعلاقات التناكحية بصفة خاصة بينهما. فهذه الدراسة تحاول تقديم تفسير علمى وموضوعى لكُنه العلاقة بين آدم وحواء من منظور النواحى النفسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والفلسفية أحياناً، وعلم الفلك فى بعض الأحيان من منظور العلاقة بين الجنس والمقدّس.
وهذا الكتاب لا يخاطب فقط كبار السن، وإنما يخاطب كل الأعمار، وكل العقول، وكل الديانات، وجميع الجنسيات.
إنه خطاب عام لجميع البشر بعيداً عن اختلافهم الطبقى أو الجنسى أو العرقى أو الدينى أو الاجتماعى أو الأيديولوجى. ولم يكن اختياره لدراسة وطرح هذا الموضوع من قبيل التقعر الفقهى أو الترف الفكرى، وإنما نتيجة خطورة هذا الموضوع وأهميته فى الحياة الاجتماعية بين الذكر والأنثى، أو الإنسان خليقة الله فى أرضه، سواء ذكراً كان أم أنثى، فلا فرق بينهما أمام الله فى الحقوق والواجبات، والبعث والحساب، والجزاء فى الآخرة.

ويعتبر الكاتب من أهم المفكرين والمجددين للفكر السياسى والاجتماعى والدينى حالياً فى مصر بل والوطن العربى حيث يتناول فى معظم كتاباته الأطُر المرجعية والفلسفية للقواعد المذهبية التى تحكم المجتمعات والنظم الاجتماعية والسياسية ، ويتناول كتاب الجنس والمقدّس وفق ما جاء فى مقدمة المؤلف له : 

غير أنه يمكن إيجاز هذه الدراسة  التي قدمها في كتابة فى عدة نقاط أساسية  على النحو الآتى :
– تناول فى المقدمة التمهيدية موضوع المرأة المفترى عليها وانتهينا إلى أنه لابد من الاعتراف ودون خجل من وجود نسبة كبيرة من النساء ذات طابع سلبى سواء فى حق ممارستهن للحياة والعمل العام أو الحياة الخاصة وتكتفى تلك النسوة بدور المتفرج فقط ولا يقمن بدور الفاعل أو المحرك للاحداث.
– ولقد تناول فى الفصل الأول من هذا الكتاب موضوع تجديد الفكر الدينى وانتهى إلى أنه قد آن الأوان لأن نعيد كتابة التاريخ من جديد ، كما أن علماء التراث بمن فيهم السلفيون والاصوليون والأزهريون قدامى ومحدثين لا يزالون يعيشون بعقلية العصور الحجرية ، فهم لا يرغبون ولا يريدون أن يفهموا أن المقدس هو تعبير عن عملية اتصلاتية لها ديناميكيتها المختلفة، وهم بحكم عقليتهم وثقافتهم المحدودة ذات الطابع اللاهوتى فى أسوأ معانيها تحجراً، اعتادوا على التقوقع حول نظرتهم الذاتية للتاريخ حيث لا تسمح لهم لا بالمقارنة ولا بالفهم العميق والحقيقى لدراسة النص المقدس، فالتاريخ لا يكتب مرة واحدة وانما لكل عصر علماؤه وأفكاره ومعتقداته، فلا التقاء بين الماضى والحاضر والمستقبل فى مرحلة من أى المراحل، وليس هناك فى العالم ما يدعو إلى التقديس إلا كتاب الله وحده والسنة الصحيحة المتفقة مع القرآن والمصلحة العامة للدولة والمجتمع والعقل والمنطق.
– ولقد تناول فى الفصل الثانى من هذه الدراسة موضوع المرأة العربية ومرورها من مرحلة الاغتيال إلى مرحلة الاحياء والحرية من الاغتيال اللغوى والثقافى والتاريخى والحضارى إلى الحرية والحقوق والمساواة من خلال تحطيم المجتمع الذكورى المستبد والحرية والمساواة والمواطنة ولقد انتهينا إلى أن مفاتيح الخروج من مأزق الاستبداد هى الحرية والمساواة والعدالة بين جميع أفراد المجتمع دون تفرقة بين فئاته مع السعى لتذويب جميع الفوارق بين طبقات المجتمع الواحد فهذا هو الطريق الصحيح للنهضة الحقيقية للمجتمع وعلينا ان نتمسك بأهداب آليات الخروج من هذا الاستبداد من خلال الحرية والمساواة والعدالة.
– ولقد حاول من خلال الفصل الثالث من هذه المعالجات التصدى لاشكالية الانتخاب الجنسى بالشرح والتحليل ولقد حاول من خلاله الاجابة على عدة تساؤلات بماذا نفسر ظهور وانتشار أنواع معينة من التناكح البشرى تنتشر على حساب أنواع أخرى والتى يكون مصيرها الانقراض والندرة حيث تنقلب الاوضاع من القاعدة إلى الاستثناء، وتؤثر هذه الأنواع التناكحية وثقافتها الجديدة على الهياكل الاجتماعية والتقاليد والدين والعادات والاعراف الاجتماعية والفنون والاداب والايديولوجيات ؟؟ كما تسعى نظريتنا فى التنوع الجنسائى وتطوره الى محاولة تفسير ذلك الارتقاء؟ فهل للاستبداد السياسى تأثيره على هذه الظاهرة ؟ وهل للهرطقة الاقتصادية نفوذها على هذا التطور؟ وهل للانحراف الفكرى والرقمية والمعلومات تأثيرها وسحرها ؟؟
فلماذا انقلبت القاعدة إلى استثناء ؟ هل ثمة تطور ونشوء وارتقاء وانتخاب جديد فى العلاقات الجنسية بين البشر؟ هل هناك نزوح وتحول إلى الانحراف والشذوذ الجنسى فى هذا العصر وبات الانحراف هو الذى أضحى أكثر تكيفا مع العصر الرقمى، وثورة المعلومات فى عصر الهيمنة الكونية؟ وهل اصبحت القوة الطبيعية فى هذا المجال غير قادرة على التكيف وتلبية حاجات البشر جنسانياً ؟ هل دخلت البشرية مع الالفية الجديدة فى عصر التماثل الجنسى والانحراف الاخلاقى وبات السحاق والتماثل الذكورى هو مستقبل البشر جنسانياً وفقاً لنظريتنا فى الانتخاب الجنسى ؟؟ وهل تستطيع هذه النظرية تفسير ما يحدث الآن من تقنين التماثل الجنسى والشذوذ الاخلاقى لدى العديد من دول العالم فى اوروبا وامريكا ودول افريقيا وعربية واسيوية ؟ هل تستطيع نظريتنا هذه فى الانتخاب الجنسى تفسير ظاهرة انتشار نكاح الشواذ والمحارم والمتماثلين والبهائم والفضاء الكونى وغير ذلك من أنواع الممارسات الجنسية؟؟
– ولقد تناول فى الفصل الرابع من هذه الدراسة حول الجنس والمقدَّس نكاح المحارم والبهائم والجان وجهاد النكاح والدعارة الدولية والزنا والاغتصاب وهتك الاعراض والشواذ والفضاء الكونى على النحو الذى عرضنا له فى هذا الكتاب.
– ولقد تناول فى الفصل الخامس اشكالية ما يجوز وما لايجوز فى نكاح العجوز، تناولنا مقدمات النكاح من اشتياق الانسان الى الزواج ؟ وما هو الزواج اصلا ؟ وكيف ينعقد ؟ وشروطه ؟ وكيف يتم النكاح نفسه بين الرجل والمرأة ؟ واقوال الشراح فى هذا الشأن ورأينا الشخصى فيه وانتهت الدراسة إلى النتائج التالية:
 (1) وجود نسبة كبيرة من النساء ذات الطابع السلبى سواء فى حق ممارستهن للحياة والعمل العام أو الحياة الخاصة وتكتفى بدور المتفرج فقط ولا يقمن بدور الفاعل المحرك للأحداث.
(2) ان الخطاب الدينى التقليدى والسلفى والمتطرف لا يكتف بتثبيت النص وسلبه حركته، بل يسعى لتثبيت دلالاته بإعلان نفى الاجتهاد مفسحاً المجال لنفى التعدد وتثبيت الواقع الاستبدادى طبقاً لما يطرحه هو من أراء زاعماً احتكاره للحقيقة  الدينية.
(3) ان التجديد فى تصورنا الخاص هو الابداع هو الجديد هو الخلق من العدم هو فلسفة المستقبل، هو الاعتقاد بأن القائم والموجود او المتاح ليس هو الافضل لان المستقبل قد يأتى بالافضل.
(4) ان المرأة قد مرت بعدة مراحل من الاغتيالات منها الاغتيال الثقافى والاغتيال التاريخى والاغتيال الحضارى ولذلك كان عليها ان تحارب لتحيى نفسها من جديد وأن آليات احياء المرأة هى الحرية والنسوية والمواطنة والتشريعات الدولية الوطنية . وتوصى الدراسة بالآتى:
– توصى الدراسة بفتح أبواب التجديد الفكرى الدينى والاجتماعى والسياسى ولا نقف عند حدود التقليد وافكار السلف وإنما علينا تشجيع الابداع الفكرى والثقافى فى جميع المجالات والميادين العلمية والاعلامية والأدبية فلقد آن لنا الأوان إلى بعث جديد فنحن بحاجة الى انتاج وإعادة انتاج وعى ثقافى جديد يكون اساسه نبذ الارهاب والتطرف والتقليد، ويكون اساسها ايضاً التسامح والمحبة والسلام العالمى والابداع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى