إشراقات أدبية

الحديث مع النفس //للكاتبة ملفينا ابومراد من لبنان

الحديث مع النفس، كمن يكتب افكاره على مسودة، يختار الجيد منها قبل تمزيقها او رميها..
***
الحديث مع النفس ،منها مراجعة الانسان لافكاره
في ساعات الوحدة و السكون يشتغل الفكر بما يسمى الحديث مع النفس ، باحلام اليقظة الوردية ، بالسيىء و الاسواء ، و اذا كان المرء سوداويا تتراقص و تتدافع الكوابيس في عقله ، من يراقبه يرى اطراقه ،تجهم وجهه ، عقد ما بين الحاجبين ، تجعد جبهته حسب توارد الافكار ، او تمهلها . الحركات الغريبة في يديه، بين تكابشهما او فردهما ،وضعها على الراس او على الجبهة…
اذ تحادث الانسان مع نفسه بصوت مرتفع ظنه السامع او الرائي بان به مس من الجنون ، لذلك يتحلى الحديث مع النفس بالسرية ، تخطيط للمستقبل كمن يبني قصورا بالهواء ان لم يسعى لتحقيقها ، الهدف في التقدم و النجاح قد يبداء بحالات الصمت و السكون ، ربما قبل النوم ، كما في ساعات الوحدة .
قد نسافر في الخيال ، قد نبني علاقات مع مجهولين ، قد نستشير اخرين ، قد نقع ضحايا ابتزتز ، اعتقال ، ضياع ، احيانا تكون هذه الحالات كانها بالواقع المعاش ، نتاثر بها ، قد تبقى في عقلنا كانها واقع حدث…
قد يغيب الانسان عن واقعه كأنه في ثبات عميق بينما هو غير نائم لا يدري ما يجري حوله ، لا يسمع ..
افكار و افكار كالنهر مدرار ، احلام ، منا من يسعى لتحقيقها ، منا من تذهب هذه الافكار ادراج الرياح ، الا من اثر كالغبار …
الافكار الايجابية لا تسقم الجسد و العقل ، بينما الافكار السلبية قد تبقى راسخة في الفكر ، بما يشبه الوسواس ، بين مد و جزر و مقاييس غريبة ، يجب ان افعل امراً ، حسناته و سيئاته ، اباشر به ، تبد الدراسات الفكرية ، ميزان الربح و الخسارة ، كيف ابدأ و من اين ، لكن المال ؟ كيف اجني المال لتحقيق اهدافي ؟، كلها افكار: المرهقة اكثر من المفرحة …حتى الصلاة قد تكون بشرود الفكر ، الطلبات الى الله و من الله حتى عتاب لله ، قد تتضمن شروطاً و نذورات ، عند الوعي التام من الحديث الداخلي ، اي العودة للواقع ينسى المرء غالبية ما شاهد بعين الشرود …
حديث اللاوعي يغربل افكار المرء لاختيار الافضل له . تجارب فكرية غير ملموسة او محسوسة او مقروئة ،بينما مع اشخاص قد يُحدث الحديث مع النفس ازمة نفسية لا يستطيع تجاوزها الا بمساعدة اخصائي نفسي .

ملفينا ابومراد
لبنان 🇱🇧
2023/1/15

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى