الحكاية الكافية)—(ك) بقلم: “عبدالمجيد محمد باعباد”
(الحكاية الكافية)—(ك)
رقم الحكاية الأبجدية (22)
الكاتب الدكتور/عبدالمجيد محمد باعباد
حكى لنا الكاف حرف كتابي،وأبجد كلامي ،وحبر كفي،وصوت كبتي،وبوح كبحي،ورحيق كأسي،وبوع كوعي,وكفل كعبي،وكثيف كثبي،ونكيف كنفي،وخلق كفاحي،وطبع كرمي،وسلاح كتفي،ويراع كسحي،وهجوم كري ،وإقدام ركلي ،ميدان فكري،،وصفاء كدري،وجلاء كربي،بساط مكتبي،ولسان حكوي،ونثر حبكي،وتبر سبكي،إكسير صكي،وانتماء سلكي،وثناء شكري ،وحسن شكي،نضال حنكي ، وصفحات اشتباكي ،وساحات معاركي،أرواق كتبي وكامل أملاكي،هي معارف إدراكي،يقول الكاف:ولأن سأمد لكم كفي لأصافحكم بيد حرف( ك )فاسمعوا مني حديثي الكافي:معظمنا تعلّم القراءة والكتابة ونحن في الصفوف الابتدائية،ثم انهينا الثانوية العامة،ودخلنا الجامعات،ثم تخرجنا بشهادات عليا، وبرغم ما قرأناه وما كتبناه، فما زلنا نعتقد أننا نكتب حرف “الكاف” وبداخله همزة صغيرة،وهذا خطأ شائع صار يشبه الحقيقة.وربما قد تتفاجأ عندما تعلم أنه داخل حرف “ك” يجب أن تكتب “كافًا”صغيرة”وليس همزة.ولماذ هكذا؟وضع اللغويون القدامى إضافة (ك)صغيرة لحرف الكاف،بحيث تتوسطه وتميزه عن حرف اللام، لاحظ الفرق في الرسم (ك) _(ل)فلن يستكفِ كافي ولن يستنكف عن إكفائي بمثل هذه الإفادات،والتي ملأت الإدراكات،بل قال لي الكاف:أنا حرف مهموس أصلا لا بدلا ولا زائدا.وإذا كنت أصلا وقعتُ فاءً وعينًا ولامًا،فالفاء نحو: (كعب)والعين نحو: (شكر وفكر )واللام نحو(:محك ،وضحك)وهذا كان أصل صرفي وجذر حرفي المبارك،حينها سكت كافي المتلبك،وسكن ذهني المرتبك،واعملتُ أنامل كفي مشبكًا،وقعدتُ حبوتي محتبكًا،ونظرت نحو الحبك،فتبسم كافي الضحوك،وهدأ جسمي الدكوك،وانشرح حالي الأفوك،وتفتح عقلي الأنوك ،واستقر عيشي النهوك،وقذعت دأب الشكوك،وأصلحت مسيرة السلوك،ومن ثّّم جاء الكاف يقبل كفي ،وجلس إلى جانبي متكئًا، وطفق يسأل إدراكي محاكيًا،.ماذا يدل كافي أيها الصيرفي الذكي؟ وماذا يعني حرف ال(ك) أيها النحوي الفذلكي؟ فأجبته يدل على معنى الكبر والتركيب فكل كلمة تحوي حرف الكاف ضمن حروفها تعني أنها (اسم لشيء مادي أو حسي كبير أو كامل) والمقصود بذلك تركيب الأجزاء الصغيرة مع بعضها
أو فوق بعض فتكبر وتصبح كبيرة ، أو تقترب من الكمال لتصبح كاملة.نحو هذه الكلمات :
(كبر – كبير – كثر – كثير – كم – كمال – كامل – كل – كثيف – ركب
تركيب- – ركام – كلمة – كتاب – شرك – كفر – كون – كوكب – فلك –ملك)والكلمات التي تحوي ضمن حروفها حرف الكاف قليلة جدا و لا تؤكد بشكل
قوي معنى حرف الكاف ولكن بوجود حرف الفاء في الكلمة التي تحوي حرف الكاف يتضح أكثر معنى حرف الكاف بعد تفريغ عمله من قبل حرف الفاء
مثال :
فك : هي نقيض تركيب وتكبير وهي تعني تجزئة الكبير أو الكامل
ولأن حرف الفاء يقوم بالتفريغ والتجزئة فإن هذا الشيء الكبير أو الكامل
الذي يقوم حرف الفاء بتفريغه هو حرف الكاف أي الشيء الكبير أو المركب
أو الكامل ويؤكد معنى الكاف في كلمة فك أي تجزئة المركب
معنى حرف الكاف في كلمة (فـكر ):
فكر : الفكر حسب معنى الأحرف إذا كان حرف الكاف يعني كبير أو كامل
هو تفريغ هذا الكبر والمركب من أجزاء أي تفكيك المركب
وبالتالي يكون المعنى مطابقًا لمعنى الكلمة في اللغة المعاصرة وهو نفس التحليل أو عكس التحليل أو الفكر هو التركيب
كــفى وكفاية
في هاتين الكلمتين حرف الفاء يفرغ حرف الكاف أي الكل أو الكبر
أي أن الكل قد فرغ وهذا المعنى مكافئ للمعنى في اللغة المعاصرة وغالبا أجد كل كلمة تبدأ بحرف الكاف غالبا ما تعطينا معنى الاحتواء نحو ( ” كيس ، كوكب ، كهف ، كفن ، كف ” كتاب” كلام “)وغيرها كثير مثل هذه الكلمات وأجد أن الأحرف ” ك ل م ” كيفما أجتمت اعطت معنى القوة والشدة مثال( ملك ، كَلَمَ ، لكم ، كَمَلَ ) فقال الكاف: والآن فصل وظائفي النحوية وما هي أنواع الكاف في اللغة العربية؟
فأجبتُ:حرف الكاف..
تأتي كافُك على أوجه ووظائف متعددة كالآتي :
أولاً : حرف جر له ثلاث معان :
1 – للتشبيه ، نحو : أنت شامخ كالطود (1) ، وأنت كالأسد .
ومنه قوله تعالى ( وردة كالدهان )(2) .
ـــــــــــــــ
(1) الطود : الجبل (2) الرحمن [37] .
ومنه قول امرئ القيس :
فادرك لم يجهد ولم يئن شأوه يمر كخذروف الوليد المثقب
2 – تأتي للتعليل ،نحو كاف التعليل في قوله تعالى ( واذكروه كما هداكم )
وقوله تعالى ( ويكأنه لا يفلح الظالمون )
وقوله تعالى ( كما أرسلنا فيكم رسولاً ).
3 – تأتي الكاف لتضمن معنى ( على ) وتسمى بكاف الاستعلاء ،كقولك : كن كما أنت ، أي ثابتاً على ما أنت عليه ،( فما ) موصولة ،ويجوز أن تكون زائدة أو كافة .ثانياً : تأتي الكاف زائدة للتوكيد .
كقوله تعالى ( ليس كمثله شيء )
ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :
فلما توافقنا عرفت الذي بها كمثل الذي بي حذوك النعل بالنعل
ومنه قول الشاعر * :
وقتلى كمثل جذوع النخل تغشاهم سيل منهمر
ــــــــــــــ
ومنه قول رؤبة :
قب من التعداء حقب في سرق لواحق الأقراب فيها كالمقق
ثالثاً : تأتي الكاف اسماً بمعنى ( مثل ) وتعرب حسب موقعها من الكلام وتكون مضافة إلى المتصل بها ، سواء أكان مفرداً أو جملة ، ومواقعها الإعرابية كالآتي :
1 – الرفع على الابتداء ، كقول الشاعر * :
أبدأ كالفراء فوق ذراها حين يطوي المسامع الصراط
ومنه قول المتنبي :
أتت زائراً ما خامر الطيب ثوبها كالمسك من أردانها يتضوع
فالكاف في قول الشاعرين ( كالفراء ) و ( كالمسك ) جاءت في محل رفع مبتدأ والفراء والمسك في محل جر بالإضافة .
2 – تأتي الكاف اسم كان ،كقول جميل بثينة :
لو كان في قلبي كقدر قلامة حباً لغيرك ما أتتك رسائلي
فالكاف في ( كقدر ) بمعنى مثل في محل رفع اسم كان ، وقدر مضاف إليه .
3 – وتأتي الكاف خبر كان ، كقول الفرزدق :
وكنت كفاقئ عينيه عمداً فأصبح ما يضيء له نهار
فالكاف في قوله ( كفاقئ ) في محل نصب خبر كان ، وفاقئ مضاف إليه .
4 – وتأتي الكاف فاعلاً ، كقول الأعشى :
أتنتهون ولن ينتهي ذوي شطط كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل
فالكاف في ( كالطعن ) في محل رفع فاعل لينتهي ، والطعن مضاف إليه .
5 –وتأتي الكاف مفعولاً به ، كقول النابغة :
لا يبرمون إذا ما الأفق حلله برد الشتاء من الأمحال كالأدم
فالكاف في قوله ( كالأدم ) في محل نصب مفعول به ليبرمون ، والأدم مضاف إليه .
6 – وتأتي الكاف خبر إن ، كقول مسكين الدارمي :
أخاك أخاك إن من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير سلاح
فالكاف في ( كساع ) بمعنى مثل في محل رفع خبر إن ، وساع مضاف إليه .
7 – وتأتي الكاف مجرورة بحرف الجر ، كقول الشاعر * :
بكالقوة الشعواء جلت فلم أكن لأولع إلا بالكمي المقنع
فالكاف في قوله ( بكالقوة ) في محل اسم مجرور بمعنى مثل ، والقوة مضاف إليه .
8 –وتأتي الكاف اسماً مضافاً إليه ، كقول الشاعر ** :
تيم القلب حب كالبدر لا بل فاق حسناً من تيم القلب حبا
فالكاف في ( كالبدر ) في محل جر بالإضافة إلى حب ، وهي مضافة ، والبدر مضاف إليه .
9 – وتأتي الكاف صفة ، كقول امرئ القيس :
وليل كموج البحر أرخى سدوله علي بأنواع الهموم ليبتلي
فالكاف في ( كموج ) في محل جر صفة لليل .
10 – وتأتي الكاف بمعنى مثل نائبة عن المفعول المطلق ، أو صفة لمفعول مطلق محذوف ، كقول جرير :
من سد مطلع النفاق عليكم أم من يصول كصولة الحجاج
ـــــــــــــــ
* الشاهد أعلاه بلا نسبة . ** الشاهد بلا نسبة .
وتأتي الكاف في ( كصولة ) إما نائبة عن المفعول المطلق ، والتقدير : يصول صولاً مثل صولة الحجاج ، فحذف المفعول المطلق وأناب عنه نائبه ، أو هي صفة له .
رابعاً : تأتي الكاف ضميراً متصلاً ومحله في الإعراب الآتي :
1 – وتأتي الكاف في محل نصب مفعول به إذا اتصلت بالفعل .
نحو: رأيتكَ ، ورأيتكِ للمخاطب والمخاطبة )، كما تلحقه علامات التثنية والجمع ، نقول : (رأيتكما ، ورأيتكم ، ورأيتكن )
ومنه قوله تعالى ( إنا أعطيناك الكوثر )(1) .
2 – وتأتي الكاف في محل جر بالإضافة إذا اتصلت بالاسم .نحو :(هذا كتابكَ ، وكتابكِ ،) كما تلحقها علامات التثنية والجمع ، فنقول: كتابكما وكتابكم ، وكتابكن
3 – وتأتي الكاف في محل جر بحرف الجر .
نحو : جاءني منك رسالة ، ومنه قوله تعالى ( ولا أعصي لك أمراً )(2) .
خامساً :تأتي الكاف حرف خطاب ، مبنياً لا محل له من الإعراب ، وذلك في المواضع الآتية :
1 – إذا لحقت اسم الإشارة ، فنقول : (ذلك ، وتلك ، وذاك ).ومنه قوله تعالى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه )(3) .
وبالضمير المنفصل إياكَ ، وإياكِ وملحقاتها .
2 – إذا لحقت الفعل ( أرأيت ) الذي بمعنى ( أخبرني ) فهي واقعة بعد الضمير ، كقوله تعالى ( أرأيتك هذا الذي كرمت علي )(4) .
ـــــــــــــــ
(1) الكوثر [1] (2) الكهف [69] (3) البقرة [2] (4) الإسراء [62] .
حرف الكاف
3 – وتدخل الكاف على بعض أسماء الأفعال وبعض الأفعال نحو : أبصر ، وليس ، ونعم ، وبئس .
نحو : حيهلك ، ورويدك . ونحو : أبصرك زيداً ، وليسك زيد قائماً ، ونعمك الرجل زيد ، وبئسك الرجل عمرو .لتوضيح أكثر كيف يدخل الكاف على ما أوردنا لكم أعلاه هاكم نماذج من الإعراب حتى يستفيد طلاب العلم ويفهموا عن ذلك بتفصيل أوسع..
قال تعالى ( وردة كالدهان ) .
وردة : خبر كان منصوب بالفتحة .
كالدهان : الكاف حرف جر يفيد التشبيه مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، الدهان اسم مجرور بالكاف ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لوردة .
قال الشاعر : لواحق الأقراب فيها كالمقق .
لواحق : خبر لمبتدأ محذوف والتقدير : هي لواحق ، ولواحق مضاف .
الأقراب : مضاف إليه مجرور .
فيها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم .
كالمقق : الكاف زائدة ، المقق مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .
وقال أبو الطيب المتنبي :
أتت زائراً ما خامر الطيب ثوبها كالمسك من أردانها يتضوع
أتت : أتى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره للتعذر ، والتاء للتأنيث
الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي .
زائراً : حال منصوب بالفتحة . ما : ما نافية لا عمل لها .
خامر : خامر فعل ماض مبني على الفتح . الطيب : فاعل مرفوع بالضمة .
ثوبها : مفعول به ، والهاء في محل جر مضاف إليه .
كالمسك : الكاف اسم بمعنى ( مثل ) في محل رفع مبتدأ ، وهي مضاف ، والمسك مضاف إليه .
من أردانها : جار ومجرور متعلقان بالفعل يتضوع ، والضمير في محل جر بالإضافة.
يتضوع : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على المسك ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر للكاف .
قال تعالى ( إنا أعطيناك الكوثر ) .
إنا : إن حرف مشبه بالفعل ، ونا المتكلمين في محل نصب اسمها .
أعطيناك : أعطى فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا المتكلمين ، ونا المتكلمين في محل رفع فاعل ، والكاف ضمير المخاطب في محل نصب مفعول به أول . الكوثر : مفعول به ثان .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن .
” هذا كتابك ” .
هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
كتابك : كتاب خبر مرفوع ، وهو مضاف ، والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه .
نحو ” جاءني منك رسالة ” .
جاءني : جاء فعل ماض مبني على الفتح ، والنون للوقاية حرف مبني ، والياء ضمير المتكلم في محل نصب مفعول به أول .
منك : جار ومجرور متعلقان بجاء .
رسالة : فاعل مرفوع بالضمة .
وقال تعالى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) .
ذلك : ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، واللام للبعد حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
الكتاب : خبر مرفوع بالضمة .
لا ريب : لا نافية للجنس تعمل عمل إن ، وريب اسم لا مبني على الفتح في محل نصب .
فيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر لا في محل رفع .
وكيف تعرب جملة (كائنا ما كان)
اسم فاعل من كان التامة بمعنى حصل أو وجد ، حال منصوبة بالفتحة الظاهرة ، و ( ما ) حرف مصدري مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وكان فعل ماض تام مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره
هو ، و ( ما ) وما بعدها في تأويل مصدر في محل رفع فاعل ( لكائن ) .
وقد تكون ( كائنا ) اسم فاعل من ( كان ) الناقصة ، وهي أيضاً حال منصوبة واسمها ضمير الشأن مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، و ( ما ) اسم موصول مبني على السكون في محل نصب خبر ( كائن ) ، و ( كان ) فعل ماض ناقص ، واسمها ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود إلى ( ما ) الموصولة ، وخبرها محذوف تقديره في مثل قولنا : سأكافئ الفائز كائنا ما كان ، كائنا الفائز الذي هو إياه ، وجملة ( كان ) واسمها وخبرها لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول .
وقد تعرب ( كائنا ما كان ) صفة إذا وقعت بعد النكرة .فصاح الكاف يكفي هذه الثرثرة وكفكف بكفه الدموع من شدة الإرتباك تقاطرت عبرات الكاف وانهمر بعينه البكاء ، وكثر من التأفُك والشكاء ،من طول الحكى،والذي لا يطيقه ولا يفهمه إلا أساتذة اللغة الأذكياء ، ولا يستوعبه إلا النحاة الفلكاء، فصاح حرف الكاف: كف عن هذا الكفاف و(كِ)لي عقدة النكاف،ولا تسأل لماذا وكيف ؟،فأجبت دعوة الكفيف ،وباشرتُ الوكاء بالنكيف ،ويقصد بقوله (كِ) فعل أمر من وَكَى يَكِي القِرْبةَ,والوكاء:رباط القربة..ومن ثم ذهبت عن الكاف الكآبة ،وعاد الكاف يكمل فحوى الخطابة ويثري مغزى الكتابة فقال لي:لقد فكفكت أوصالي وكنت قبلها متماسكًا وجعلت ذهني مفككًا وكنت مكتسيًا حلة ال(ك)والآن ذهب مني ذلك الإنهاك ،فهلا حدثتني عن كافي بإنهاك مجددًا سأوصل معك حديث الكاف ولكن قلي باختصار شديد ما هي أنواعي الكافية كما جاءت في القواعد النحوية ؟
فأجبته الكاف في قواعد اللغة تأتي على وجوه ثلاثة:
الأول:اسم يفيد التشبيه، معناه معنى [مِثْل] ولذلك يُعرَب إعرابه، إذ هو بمنْزلته ..وبعده مضاف إليه أبداً. ففي قولك: [خالدٌ كالأسد]:
[خالد]: مبتدأ. و[الكاف]: خبر المبتدأ في محل رفع. و[الأسد]: مضاف إليه.
الثاني: كاف الضمير، وتتّصل بالأسماء والأفعال، نحو: [رآك خالدٌ وكتابُكَ بيدكَ].
الثالث: كاف الخطاب، وهي حرف لا محل له من الإعراب، يلحق أسماء الإشارة نحو: [ذلكَ – ذلكِ – ذلكما…]، وضميرَ النصب المنفصل نحو: [إيّاكَ – إيّاكُما – إيّاكُم…].
* * *
ونأخذ
نماذج فصيحة من استعمال الكاف
· قال المتنبي:
وما قَتَلَ الأحرارَ كالعفوِ عنهمُ ومَنْ لكَ بالحُرِّ الذي يَحْفَظُ اليَدا
[كالعفو]: الكاف اسم بمنْزلة [مثل]، فاعل لـ [قتل] في محل رفع. و [العفوِ]: مضاف إليه.
· قال تعالى: ]أَخْلُق لكم مِن الطّين كَهَيْئَةِ الطّير فأَنفُخ فيه فيكونُ طيراً[ (آل عمران 3/49)
[كهيئة]: الكاف اسم بمنْزلة [مثل]، مفعول به في محل نصب، و[هيئةِ]: مضاف إليه.
· قال العجاج (الخزانة)
يَضْحَكْنَ عَنْ كالبَرَدِ المُنْهَمِّ (الذائب)
[كالبردِ]: الكاف اسم بمنْزلة [مثل]، في محل جرّ بـ [عن]، و[البَرَدِ]: مضاف إليه.
· قال الشاعر ذو الرّمة:
أَبِيتُ على مَيٍّ حزيناً، وَبَعْلُها على كالنَّقا مِن عالجٍ يَتَبَطّحُ
(النقا: الكثيب من الرمل، عالج: موضع معروف).
[على كالنقا]: الكاف اسم بمنْزلة [مثل]، في محل جرّ بـ [على]، و[النقا]: مضاف إليه.
·وقال أيضًا النابغة الذبياني:
فإنّكَ كالليلِ الذي هو مُدْركي وإنْ خِلْتُ أنَّ المُنْتَأى عنْكَ واسِعُ
[كالليل]: الكاف اسم بمنْزلة [مثل]، في محل رفع خبر [إنّ]، و[الليل]: مضاف إليه.فقال الكاف وهل توجد لي وظائف أخرى في اللغة العربية تختص بحرف ال (ك) فأجبتُ الكاف :لقد فصلتها وأوجزتها كما في أعلاه ،ولا داعي لتكرارها ثانيةً فقال الكاف :وماذا عن استخداماتي في قواعد النحو أقصد هل لي وظائف لغوية أخرى لم تذكرها أعلاه ؟ فأجبت الكاف:نعم وتدخل في تكوين قواعد نحوية كثيرة على نحو يكون وجودك فيها حرف (ك) فقط ووجدها فيها يكون في نطق الكاف فحسب ولا تأثر على قواعد إعرابها بل تأتي في بدايتها نحو أفعال المقاربة(كاد) وأوشك وتأتي في فعل (كان) فعل ماض ناقص يرفع المبتدأ وينصب الخبر ويفيد إضافة الاسم بالخبر في الزمن الماضي ،نحو : كان الجو دافئاً وتأتي كافًا في حرف (كأن) حرف مشبه بالفعل من أخوات أن ينصب المبتدأ ويرفع الخبر نحو : كأن وجهك بدر ، ومنه قوله تعالى ( كأنهم جراد منتشر ) وتأتي كأن في النحو لها معانٍ أربعة هي :
أولاً : تأتي للتشبيه : وهو أهم معانيها ، وعليه جمهور النحاة كقوله تعالى ( كأنهم أعجاز نخل خاوية ) .
ومنه قول قيس بن الملوح :
كأن فجاح الأرض حلقة خاتم عليه فما تزداد طولاً ولا عرضا
ثانيًا _تأتي كأن للتحقيق : كقول عمر بن أبي ربيعة :
كأنني حين أمسي لا تكلماني ذو بغية يشتهي ما ليس موجودا
ثالثاً : تأتي كأن للشك بمعنى ( ظننت ) :
نحو : كأن محمداً شاعر ، والتقدير : ظننت محمداً شاعر .
رابعاً : تأتي كأن للتعريب :
نحو : كأنك بالشتاء مقبل .
ومنه قول الحسن البصري : (كأنك بالدنيا لم تكن ، وكأنك بالآخرة لم تزل) .
وتأتي أيها الكاف بداية (كأنما) مركبة من ( كان ) و ( ما ) الزائدة ، فكفتها عن العمل نحو ، كأنما محمد قائم ، ومنه قوله تعالى ( فكأنما خر من السماء ).وتأتي أيها الكاف في تكوين (كأي وكأين) اسم مركب من كاف التشبيه و ( أي ) المنونة وهي بمعنى ( كم ) الخبرية ، تفيد الإخبار عن الكثرة ، ولها صدر الكلام ، وتمييزها مجرور بمن ، ولا يخبر عنها إلى بجملة أو شبه جملة مع اختصاصها بالدخول على الفعل الماضي ، وهي إحدى ألفاظ كنايات العدد ، فمثال جر تمييزها بمن نحو : كأي من عالم بذل حياته في سبيل العلم ، ومنه قوله تعالى ( فكأين من قرية أهلكناها ) .
وكأين : تأتي كناية عن عدد مبينة على السكون في محل نصب مفعول به مقدم .وتدخل أيها الكاف في أداة (كذا): إحدى كنايات العدد ، يكنى بها عن الكثرة والقلة المجهولة .
نحو : اشتريت كذا كتاباً .
ولا يأتي تمييزها إلا منصوباً ، وتأتي مكررة .
نحو : اشتريت كذا كذا قلما .و( كذا ) ليس كغيرها من كنايات العدد تأتي في أول الكلام ، وإنما تتوسطه ولذلك تعرب حسب موقعها من الكلام وأنواعها….
1 ـ قد تأتي في محل رفع فاعل ، نحو : جاء كذا طالباً .
2 ـ في محل نصب مفعول به ، نحو : رأيت كذا طالباً .
3 ـ في محل جر ، نحو : مررت بكذا طالباً .
4 ـ في محل نصب مفعول فيه ، نحو : سافرت كذا يوماً ، وسرت كذا ميلاً .
5 ـ في محل نصب مفعول مطلق ، نحو : ضربت المهمل كذا ضربة .
6 ـ في محل رفع مبتدأ ، نحو : عندي كذا كتاباً .
7 ـ في محل رفع خبر ، نحو : الكراسات كذا كراسة ويأتي حرف الكاف في بداية (كذلك)كلمة مركبة من ( ك ) التشبيه و ( ذا ) اسم الإشارة ، واتصلت بها لام البعد وكاف الخطاف ، نحو : نسقي الأشجار وكذلك الزهور ..وتأتي الكاف بداية (كرب)فعل ماض ناقص من أفعال المقاربة يعمل عمل كان ، ويشترط في خبره أن يكون جملة فعلية مضارعية ..ويأتي الكاف بداية في (كل )اسم معرب لاستغراق أفراد المتعدد ،ولا تستعمل إلا مضافة لفظاً أو تقديراً ، فإذا لم يذكر المضاف إليه نونت تنوين عوض ، كقوله تعالى ( وكل في فلك يسبحون ) وقوله تعالى ( قل كل يعمل على شاكلته )أما مواقع (كل) الإعرابية حسب موقعها في الجمل :وتعرب (كل )حسب موقعها من الكلام إذا أضيفت إلى الاسم الظاهر على نحو؛:.
1 ـ تأتي مبتدأ ، نحو قوله تعالى ( كل نفس ذائقة الموت )
ومنه قول المتنبي :
فكل غزو إليكم بعد ذا فله وكل غاز لسيف الدولة التبع
2 ـ وتأتي فاعلاً ، نحو قوله تعالى ( يوم تجد كل نفس ما عملت ).
3 ـ وتأتي كل نائباً للفاعل ، نحو قوله تعالى ( ثم توفى كل نفس ما كسبت )
4 ـ وتأتي (كل) مفعولاً به ، كقوله تعالى ( والله لا يحب كل كفار أثيم )
5 ـوتأتي(كل) نائباً عن المفعول المطلق ، كقوله تعالى ( فلا تميلوا كل الميل ) ، وقوله تعالى ( ولا تبسطها كل البسط )
ومنه قول قيس بن الملوح :
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظان كل الظن أن لا تلاقيا
6 ـ وتأتي اسماً مجروراً ، كقوله تعالى ( ويوم نبعث في كل أمة شهيداً )
وإذا أضيفت ( كل ) إلى الضمير كانت توكيداً معنوياً لرفع التوهم عن الشمول والعموم ، ويتبع المؤكد في إعرابه كقوله تعالى ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً ).وقوله تعالى ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون ).
ومنه قول المتنبي :
من قال لست بخير الناس كلهم فجهله بك عند الناس عاذره.. وإذا أضيفت ( كل ) إلى الاسم الظاهر وكان من لفظ الموصوف تأتي صفة تفيد بلوغ الغاية القصوى في ما تصف .
كقولنا : أبو الطيب المتنبي شاعر كل الشعراء ” .وإذا اتصلت ( كل ) بما المصدرية الظرفية أفادتها الشرطية دون إعمال الجزم ، كقوله تعالى ( كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله) أما (كلما )ظرفية مركبة من ( كل ) و ( ما ) المصدرية ، تعرب أداة شرط غير جازمة في محل نصب ظرف زمان متعلقة بجوابها ومن شروطها أن يكون شرطها وجوابها فعلين ماضيين كقوله تعالى ( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها )وقوله تعالى ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا )
ومنه قول المتنبي :
كلما رحبت بنا الروض قلنا حلب قصرنا وأنت السبيل
وتأتي (كل)” في حالة النفي ” .
أ – إذا جاءت كل قبل النفي استغرق النفي كل الأفراد .
نحو : كل الطلاب لم يحضروا .
ب – وإذا جاءت بعد النفي ثبت النفي لبعض الأفراد فقط .
نحو : لم يأت كل الناس ، والتقدير : أتى بعضهم .
أما في (كلهم ): كل توكيد معنوي للاسم المجرور مثله ، وكل مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه…ويأتي الكاف بداية (كلا وكلتا)
اسمان ملازمان للإضافة ، فإن أضيفا على الضمير كانا توكيداً معنوياً ويشترط فيهما عندئذ الآتي :
1 – أن يكون المؤكد بهما دالاً على المثنى .
2 – أن يصبح حلول الواحد محلهما .
3 – أن يكون ما أسند إليهما متفقاً مع ما قبلها في المعنى ، كقوله تعالى ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ) وتعربان حسب موقهما في الجمل اللغوية ..وما عندي وقت كافي لتفصيل وظائف (كلا وكلاتا )وتأتي حرف الكاف أيضًا في تكوين (كلاّ)حرف ردع وزجر وتنبيه على بطلان كلام المخاطب كقوله تعالى ( قال كلا إن معي ربي سيهدين)
2 _وتأتي كلا – حرف بمعنى ( ألا ) الاستفتاحية وذلك إذا لم يسبقها في الكلام ما يقتضي الزجر أو النفي .
كقوله تعالى ( كلا إن الإنسان ليطغى ).
وقوله تعالى ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )..
3 – وتأتي كلا حرف بمعنى ( حقاً ) مرافقاً للقسم .
كقوله تعالى ( كلا والقمر )
4 –وتأتي كلا حرف جواب لنفي الاستجابة .
نحو : قولك : كلا لمن قال لك : أفعلت هكذا ؟
ومنه قول ابن زيدون :
كلا ولا المسك النموم أريحه متعطر إلا بوسم ثناك..
وتأتي الكاف بداية (كثيراً)
وهو اسم يعرب حسب موقعه من الجملة ، فيأتي فاعلاً في مثل قوله تعالى ( ود كثير من أهل الكتاب ) ، ومفعول به في قوله تعالى ( يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً )واسم إن في مثل قوله تعالى ( وإن كثيراً من الناس لفاسقون )وتكون صفة للمفعول المطلق المحذوف أو صفة نائبة عنه والوجه الأول أحسن في مثل قوله تعالى ( واذكروا الله كثيراً ) والتقدير : ذكراً كثيراً ،وقد أعربها بعض المتقدمين حالاً من ضمير مصدر الفعل ،ومثله قوله تعالى ( فكلا منها رغداً ) ، والتقدير فكلا الأكل حال كونه رغدا وهي حال جامدة مؤولة بالمشتق أي راغدين هانئين ، وهذا مذهب سيبويه وقال به ابن هشام وأن أرجح رأيهما في هذا..وتأتي حرف الكافي في أداة (كم)وهي إما استفهامية أو خبرية..
أولاً : كم الاستفهامية :
اسم كناية يستفهم بها عن عدد مجهول الجنس والمقدار أو يراد تعيينه .
نحو : كم قلماً اشتريت ، وكم ريالاً معك .
ومنه قوله تعالى ( قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين ).وهي مبهمة تحتاج إلى إيضاح ،ولا يوضح إبهامها إلا التمييز الذي يليها ، ويكون مفرداً منصوباً كما مثلنا سابقاً .وكم كغيرها من أدوات الاستفهام لها مكان الصدارة في الكلام فلا يعمل فيها ما قبلها إلا إذا كانت مضافة .نحو : ورقة كم طالب صححت ، وعمل كم يوم أنجزت .
أو سبقه حرف الجر ، نحو : بكم ريال اشتريت الكتاب ؟
وفي الحالتين السابقتين يجوز في تمييزها أن يجر بمن مضمرة ولكن الأفصح نصبه .
وتعرب كم الاستفهامية بحسب العوامل .
1 – إذا استفهم بها عن المفعول المطلق كانت في محل نصب على المفعولية المطلقة .
نحو : كم طوافاً طفت ، وكم ضربة ضربته ؟
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول مطلق .
ضربة : تمييز منصوب بالفتحة .
ضربته : فعل وفاعل ومفعول به .
2 – تأتي (كم) إذا استفهم بها عن المفعول به كانت في محل نصب مفعولاً به .
نحو : كم صفحة قرأت ؟
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
صفحة : تمييز منصوب .
قرأت : فعل وفاعل .
3 – إذا استفهم بها عن المفعول فيه كانت في محل نصب على الظرفية الزمانية .
نحو : كم ساعة مكثت ؟
أو الظرفية المكانية ، نحو : كم ميلاً مشيت ؟
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية .
ساعة : تمييز منصوب بالفتحة .
مكثت : فعل وفاعل .
4 – إذا سبقها حرف جر أو مضاف كانت في محل جر .
نحو : بكم ريال اشتريت الكتاب ؟ وعمل كم طالب أنجزت ؟
بكم : الباء حرف جر ، كم اسم استفهام مبني على السكون في محل جر .
ريال : تمييز مجرور بمن مضمرة .
اشتريت : فعل وفاعل .
الكتاب : مفعول به .
عمل : مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف .
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
طالب : تمييز مجرور بمن مضمرة .
أنجزت : فعل وفاعل ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ .
5 – وإذا لم تأت كم واحدة مما سبق ، تكون في محل رفع مبتدأ .
نحو : كم كتاباً في مكتبتك ؟ وكم قلما عندك ؟
كم : اسم استفهام في محل رفع مبتدأ .
كتاباً : تمييز منصوب بالفتحة .
في مكتبتك : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر كم .
وعندك في المثال الثاني ظرف مكان منصوب والكاف في محل جر بالإضافة والظرف متعلق بمحذوف خبر كم .
6 – وتأتي( كم )في محل رفع خبر مقدم ، وذلك إذا تلاها اسم مضاف لما بعده ، ويكون تمييزها مقدراً ، نحو : كم مالك ؟ كم عدد كتبك ؟
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم .
مالك : مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف والكاف في محل جر مضاف إليه .
وتمييزها مقدر ، وكأن السؤال : كم ريالاً مالك ؟ ، أو كم كتاباً عدد كتبك ؟
تنبيه :
1 – إذا فصل بين كم الاستفهامية ومميزها بفاصل بقي المميز على نصبه .
نحو : كم حضر طالباً ؟
كما يجوز في ذلك الجر بمن .
نحو : كم في المكتبة من كتاب ؟
2 – ويجوز حذف مميزها إذا دل عليه دليل .
نحو : كم عندك ؟ ، وكم حضر إلى المدرسة اليوم ؟ ومنه قوله تعالى ( كم لبثت )(1) .
ـــــــــــــــ
(1) البقرة [259] .
وقوله تعالى ( قال قائل منهم كم لبثتم )(1)
والتقدير : كم كتاباً عندك ؟ وكم طالباً حضر ؟ وكم يوماً لبث أو لبثتم ؟
ثانياً : (كم )الخبرية تأتي:
اسم يقصد به الإخبار عن الكثرة المجهولة الكمية .
نحو : كم معركة خاضها المسلمون ، وكم من كتب في المكتبة لم تصل لها يد القارئ .
ومنه قول ابن زيدون :
كم قاعدة يحضى فتعجب حاله من جاهد يصل الدؤوب فيحرم
وتمييزها يكون مفرداً أو جمعاً مجروراً بإضافتها إليه أو بحرف الجر ( من ) وأفراد تمييزها أكثر وأبلغ ، نحو : كم شهيد هوى على الأرض .
وكقوله تعالى ( وكم من قرية أهلكناها )(2) .
وقوله تعالى ( وكم من ملك في السموات )(3) .
ومنه قول السموءل بن عدياء :
كم من أخ لي صالح بواته بيدي لحدا
ومثال الجر بالإضافة .
قول الفرزدق :
كم عمة لك يا جرير وخالة فدحاء قد ملكت على عشارى
وقول الشاعر * :
كم ملوك باد ملكهم ونعيم سوقة بادوا
ـــــــــــــــ
(1) الكهف [19] (2) الأعراف [4] (3) النجم [26] .
* آخر شاهد بلا نسبة في مصادره .
وتعرب كم الخبرية إعراب كم الاستفهامية ، أنظر كم الاستفهامية .
تنبيه :
1 – يجوز الفصل بين كم الخبرية وتمييزها ، وعندئذ يجب نصبه ، إذ لا يمكن إضافته إليها وهو مفصول عنها .
نحو : كم عندي مالاً .
ومنه قول القطامي :
كم نالني منهم فضلاً على عدم إذ لا أكاد من الإقتار أحتمل
2 – يجر تمييزها المفصول عنها ( بمن ) إذا كانت ظاهرة .
نحو : كم عندي من كتب .
ومنه قول ذي الرمة :
كم دون مية من خرق ومن علم كأنه لامع عريان مسلوب
3 – أما إذا كان الفصل بين كم الخبرية ومميزها بفعل متعد متسلط على كم ، وجب عندئذ جر تمييزها بمن ظاهرة .
نحو : كم قرأت من فصول ، وكم أهملت من عمل ومنه قوله تعالى ( وكم أهلكنا من القرون )
وقوله تعالى ( وكم أهلكنا من قرية )
4 – إذا جر مميزها ( بمن ) فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من كم ..وتأتي الكاف بداية (كما)فهي لفظة مركبة من ( الكاف ) التي للتشبيه ، و ( ما ) المصدرية ، وتقع بين فعلين ، فيكون المصدر المؤول مجروراً بالكاف ، ويعلق الجار والمجرور بالفعل قبلها ، نحو : فعلت كما فعلت ، ومنه قول ابن زيدون :
كما تشاء فقل لي ، لست منتقلاً لا تخش مني نسياناً ولا بدلا
والتقدير : كن كما تشاء ، ومنه قول جميل بثينة :
نولي قبل نأي داري جمانا وصلينا كما زعمت تلانا
وإذا وقعت بين فعلين متماثلين علق الجار والمجرور بمفعول مطلق محذوف .
كقول امرئ القيس :
كميت يزل للبد عن حال متنه كما زلت الصفواء بالتنزل
ومنه قول جرير :
ينهض في كل مخشى الردي قذف كما تقاذف في اليم المرازيب
ومنه قول المتنبي :
وانتبهنا كما انتبهت بلا شيء فكان النوال قدر الكلام
ويرى بعضهم أن ( كما ) مركبة من ( كاف ) التشبيه و ( ما ) الكافة ، وجعلوا من ذلك قوله تعالى ( كما أرسلنا فيكم رسولاً )وتأتي الكاف في تكوين (كي)ولها ثلاثة أوجه في قواعد اللغة :
أولاً : تأتي حرفاً مصدرياً ناصباً بمعنى ( أن ) ، ويغلب ورودها مع اللام لفظاً أو تقديراً ، نحو : أدرس كي تنجح أو لكي تنجح .
ومنه قوله تعالى ( لكي لا يكون على المؤمنين حرج )
فهي ناصبة للفعل بنفسها ، ولاقترانها بلام التعليل ، وإذا لم تتصل باللام يجوز فيها أن تنصب بنفسها أو بأن المصدرية المقدرة .
وتأتي في قوله تعالى ( فرددناه إلى أمه كي تقر عينها )(1) .
وقوله تعالى ( وأشركه في أمري كي نسبحك كثيراً )(2) .
ومتى سبقت كي بلام الجر كانت حرفاً ناصباً ليس غير ، والمصدر المؤول منها ومن الفعل يكون في محل جر باللام .
كقوله تعالى ( لكي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم )(3) .
ومنها الأمثلة السابقة المقرونة فيها كي باللام .
وإذا لم تتصل باللام كانت جارة للمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل .
نحو : ادرس كي تنجح .
ثانياً : تأتي حرفاً للتعليل ، ولا تجر إلا ( ما ) المصدرية ، والفعل مرفوع بعدها .
كقول الشاعر ( عبد الله بن عبد الأعلى ) :
إذا أنت لم تنفع فضر فإنما يرجى الفتى كيما يضر وينفع
كذلك إذا جاء بعدها ( ما ) الاستفهامية تكون مجرورة بها .
نحو : كيم فعلت ذلك ؟ أي : لم فعلت ذلك ؟
وقد تجر ( كي ) أن المصدرية المقدرة أو الظاهرة .
كما في قول جميل بثينة :
أكل الناس أصبحت مانحا لسانك كيما أن تغر وتخدعا
فكي في البيت السابق حرف جر ، وجر المصدر المؤول من أن والفعل ، والفاعل في الفعل ( أن ) .
ثالثاً : وتأتي كي بمعنى ( كيف ) ، وهي حينئذ اسم يأتي الفعل بعدها مرفوعاً .
كقول الشاعر * :
كي تجنحون إلى سلم وما ثئرت قتلاً كم ولظى الهيجاء تضطرم
ـــــــــــــــ
(1) القصص [13] (2) طه [33] (3) الحشر [7] . * الشاهد بلا نسبة .
كي
تنبيه :
1 – إذا اتصلت كي المصدرية الناصبة ( بما ) أو ( لا ) فلا يبطل عملها .
كقول الشاعر * :
أردت لكيما لا تراني عشيرتي ومن ذا الذي يعطى الكمال فيكمل
ومنه قوله تعالى ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم )(1) .
وقوله تعالى ( لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً )(2) .
2 – يجب أن تفرق بين كي التعليلية الجارة وبين كي المصدرية الناصبة ، فالأولى إذا اتصلت بما كفتها عن العمل ، والفعل بعدها مرفوع كما بينا ، والثانية لا تكفها عن العمل ، والفعل بعدها منصوب فانتبه .
في مثل هذا ونزيدكم نماذجًا من الإعراب ليستفيد طلاب العلم أكثر.. قال تعالى ( لكي لا يكون على المؤمنين حرج ) .
لكي : اللام حرف جر وتعليل ، كي حرف مصدري ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
لا يكون : لا نافية لا عمل لها ، يكون فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه الفتح الظاهرة ، وهو تام .
وكي والفعل في تأويل مصدر في محل جر باللام .
على المؤمنين : جار ومجرور متعلقان بيكون .
حرج : فاعل مرفوع .
قال الشاعر :
إذا أنت لم تنفع فضر فإنما يرجى الفتى كيما يضر وينفع
ـــــــــــــــ
(1) الحديد [23] (2) الحج [5] .
*والشاهد الثالث بلا نسبة في مصادره
أما (كيما) : كي حرف تعليل وجر ، ما مصدرية مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب .
وتأتي حرف الكاف بداية (كيم)
وهو لفظ مركب من ( كي ) الجارة التعليلية و ( ما ) الاستفهامية التي حذفت ألفها لدخول حرف الجر عليها ، وهي بمعنى ( لم ) .
نحو : كيم تبكي ؟ ،وتعرب كالآتي :
كي : حرف جر وتعليل مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل جر بكي ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل تبكي .
تبكي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
والشواهد على (كيما)
كلمة مركبة من ( كي ) الجارة التعليلية ، و ( ما ) المصدرية (1) .
كقول عبد الله بن عبد الأعلى ، ويقال للنابغة الذبياني :
إذا أنت لم تنفع فصر فإنما يرجى الفتى كيما يضر وينفع
ومنه قوله الآخر :
وقد مدحتكم عمداً لأرشدكم كيما يكون لكم متحى وإمراسي
والفعل بعدها مرفوع لأن كي جارة للمصدر المؤول من ( ما ) والفعل ، وتسمى كافة ومكفوفة .
وقد : الواو استئنافية ، قد حرف تحقيق ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
وتعرب مدحتكم : مدح فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء ضمير في محل رفع فاعل ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع لا محل لها من الإعراب .
عمداً : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة .
والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
لأرشدكم : اللام للتعليل ، أرشد فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازاً ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ، والكاف في محل نصب مفعول به .
كيما : كافة ومكفوفة لا عمل لها .
وتدخل الكاف في تكوين (كيت وكيت) اسم كناية مبهم ، وهي كناية عن القصة قولاً أو فعلاً .
مثال القول : قال الرجل كيت وكيت .
ومثال الفعل : فعل الرجل كيت وكيت .
ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ” بئس ما لأحدكم أن يقول : نسيت آية كيت وكيت ” .
وترد مفردة ، نحو : قال فلان كيت .
أو مكررة بالعطف ، كما في الأمثلة السابقة ، وتعرب حسب موقعها من الجملة ، وغالباً ما تكون مفعولاً به كما مر معنا ، ونعربها كالآتي :
كيت : اسم مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .
وكيت : الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، كيت اسم معطوف مبني على الفتح في محل نصب .
وقد تستعمل مكررة بدون حرف العطف ، نحو : قال الراوي كيت كيت ، وتعرب في هذه الحالة : اسماً مركباً مبنياً على فتح الجزئين في محل نصب مفعول به ، والمشهور فتح تاء كيت ، ويجوز فيها الضم والكسر أيضاً .
ويأتي أيضًا حرف الكاف بداية (كيف)وتأتي على وجهين :
أولاً : اسم استفهام لتعيين الحال .
كقوله تعالى ( وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله )(1) .
وقوله تعالى ( كيف كان عاقبة المجرمين )(2) .
ـــــــــــــــ
(1) آل عمران [101] (2) الأعراف [83]
ومنه قول أبي العلاء :
كيف أصبحت في مكانك بعدي يا جديراً مني بكل افتقار
وتعرب كيف حسب موقعها من الكلام فتأتي :
1 – في محل رفع خبر إذا تلاها اسم مفرد ، نحو : كيف أنت ؟ وكيف حالك ؟
ومنه قول المتنبي :
هبيني أخذت الثأر فيك من العدى فكيف بأخذ الثأر فيك من الحمى
ومنه قول جرير :
وكيف نجاء للفرزدق بعدما طغا وهو في أشداق أغلب حائر
كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم ، أنت مبتدأ مؤخر .
وكذلك الحال في بيت المتنبي وفي بيت جرير ، فكيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم .
بأخذ : الباء حرف جر زائد ، أخذ مبتدأ مؤخر .
وتأتي كيف خبراً للفعل الناقص ( كان وأخواتها ) إذا تلى كيف .
نحو : كيف أصبحت ؟ ، ومنه قول أحمد شوقي :
كيف كنا ولا تسل كيف كنا نتساقى من الهوى ما نشاء
كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر كان مقدم .
كنا : كان فعل ناقص ، ونا المتكلمين في محل رفع اسمها .
2 – تأتي حالاً إذا تلاها فعل تام ، نحو : كيف جئت ؟
ومنه قول المتنبي :
كيف لا تأمن الفراق ومصر وسراياك دونها والخيول
كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال .
لا تأمن : لا نافية لا عمل لها ، وتأمن فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت . الفراق : مفعول به منصوب بالفتحة .
3- وتأتي كيف مفعولاً مطلقاً .
كقوله تعالى ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل )(1) .
ثانياً : أما الوجه الثاني لكيف : فهي اسم شرط لفعلين متفقين في المعنى غير مجزومين وهذا مختلف فيه ، كقوله تعالى ( يصوركم في الأرحام كيف يشاء )(2) .
وجوابها في هذه الآية محذوف ، لدلالة ما قبله عليه ، ولكن إذا اقترنت ( بما ) الزائدة كما هو الحال في حيثما وإذما ، كانت شرطية جازمة بلا خلاف .
نحو : كيفما تكن الأمة تكن الولاة .
وتدخل الكاف في تكوين (كيفما )اسم شرط يدل على الحال ، وهي مركبة من ( كيف ) و ( ما ) الزائدة ، وهذا شرط من شروط عملها كذلك يشترط في عملها أن يكون فعلاها متفقين في اللفظ والمعنى ، نحو : كيفما تعامل الناس يعاملوك .
وتعرب حالاً من فاعل فعل الشرط كما في المثال السابق .
ومنه : كيفما تجلس أجلس .
أو في محل نصب خبر لفعل الشرط إذا كان ناقصا . نحو : كيفما يكن المرء يكن قرينه .
كيفما : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل نصب خبر يكن مقدم .
يكن المرء : يكن فعل مضارع ناقص مجزوم بكيفما ، وهو فعل الشرط ، المرء اسم يكن .
يكن قرينه : فعل مضارع ناقص مجزوم ، وهو جواب الشرط ، وقرين اسمها ، والهاء ضمير في محل جر مضاف إليه .
ـــــــــــــــ
(1) الفيل [1] (2) آل عمران [6] .
وبعد هذا التوضيح الشامل والتفصيل النحوي الكامل طلعت محيا الكاف ضاحكًا،فصاح حرف الكاف :يكفي يكفي هذا لقد جعلت كافي كثيفًا ،ملأت نحوي الإدراك، وازحت عني الارتباك،واستجم كافي بهذا الاشتباك فهلا قلت كم هي أقسام الكاف ؟حسب مذهبك النحوي وإلى كم تفصل الكاف بمعيار فهمك اللغوي؟ فأجبت الكاف أقسامُك كثيرة وتفصيل أعدادها وأقسامها تفوق المئات ولكني أوجزت جميعها في بحث اسمه( مئة كاف )من عجائب لغتنا العظيمة وأسرارها الحكيمة فالكاف ليس حرفًا واحدًا كما يظن البعض أن حروف الأبجدية هي (29) والكاف يأتي ترتيبه رقم (22)فهذا بالأصل ولكن كل حرف منها لا يكون حرفًا واحدًا فقط بل يأتي تارة حرفًا وتارة أخرى يأتي اسمًا وتارة يأتي فعلًا وصفة وضميرا أو إضافة أو نائب فاعل وغيرها من وظائف الكاف الأبجدية وقد جمعت من حرف الكاف( مئة كاف) تختلف في وظائفها النحوية وتتعدد في استخداماتها اللغوية..منها (20) (ك) تدخل على الأسماء والصفات والمصادر وتغير من أوجه إعرابها وتختلف من جملة إلى أخرى وهناك أيضًا (20) (ك) أخرى تدخل على الأفعال واشتقاقاتها في جميع أنواع المفعولات تعمل عملها أو تنوب عنها فتغير من إعرابها أو تحمل مكانها وتدخل على الجمل الإسمية فتحولها إلى فعلية وتأتي عشرين كافًا من جنس الحروف والأدوات المبنية فتدخل عليها الكاف في مواضع معينة ولها وظائف مختلفة عن الحروف الأخرى أما بقية المئة أي ( 40 )الأخرى من الكافات تأتي إضافات أو زيادات أو ملاحقات أو تشبيهات وذلك في مواضع نحوية كثيرة حينها قال الكاف :عشت ونعشت لله أنت باحثي الكافي ما أوردت لي عن حرف كافي كافي شفاك الله الشافي وأدامك الله المعافي وأبقاك للغتي طالبًا فذا وباحثًا مفيدًا وأبقاك دومًا رافعًا رآية كافي ومستخرجًا دائما من حياض لغتي كنه المعارف،وداعًا أيها الباحث الشغوف ،والقارئ الرشوف لك غامر ودي المحفوف….