الحلقة الحادية عشر من برنامج #رمضانيات الفقرة الثقافية
شهر رمضان المبارك في الصين
يستقبل المسلمون في كافة أرجاء المعمورة شهر رمضان الكريم بعادات وتقاليد مختلفة من مكان إلى آخر. فمثلا في الصين يسمى شهر رمضان بـ “تشاييويه”، ويستقبل مسلمو الصين الشهر المبارك بطريقة مختلفة بعض الشيء عن نظرائهم في الدول العربية والإسلامية، وذلك لاختلاف العادات والتقاليد المتوارثة.
تقوم الجمعية الإسلامية الصينية في بكين، والتي تُعد من أهم المؤسسات الدينية في جمهورية الصين الشعبية، بتحديد مطلع شهر رمضان وفقا للحسابات الفلكية وليس برؤية الهلال كباقي الدول العربية والإسلامية، حيث يصوم المسلمون في الصين ثلاثين يوما. ويتركز المسلمون في العديد من المناطق بالصين، ومنها منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم ومنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي، كما يعيش عدد كبير من المسلمين في بكين بمنطقة نيوجيه وهي منطقة تشتهر ببيع اللحوم المذبوحة وفق الشريعة الإسلامية، إضافة إلى المصاحف والملابس الإسلامية والسجاجيد والمسابح الإسلامية.
يحتفل المسلمون الصينيون بشهر رمضان قبل قدوم الشهر، وذلك بالقيام بتنظيف المنازل وتزيينها باللوحات القرآنية وتزيين المساجد، وفرشها بالسجاجيد الجديدة. وفي رمضان تشارك جميع المساجد في ختم القرآن، كما هو الحال في باقي بلاد العالم الإسلامي. كما تحرص المساجد خلال شهر رمضان على فتح أبوابها أمام المسلمين وغير المسلمين من أجل تعريفهم بالدين الإسلامي.
ويعتبر تنظيم مآدب الإفطار الجماعي من أجل زيادة الروابط بين المسلمين من أبرز مظاهر شهر رمضان في الصين. حيث تتميز موائد الطعام في الصين بالتصميم الدائري والمتحرك في نفس الوقت، بجانب تنوع أصناف الطعام، فالمسلم الصيني قد يفطر على التمر أو اللبن أو الشاي الأخضر وقطع من البطيخ، ثم يذهب إلى المسجد لأداء صلاة المغرب وبعد عودته إلى منزله يتناول وجبة الإفطار التي يستغرق تناولها ساعة أو ساعتين. وعلى مائدة الفطور،
يتحاور أفراد العائلة أو الأصدقاء ويناقشون كافة الأمور حتى الانتهاء من تناول الأطعمة التي تحتوي في العادة على لحم الضأن ويتم تقديم الأرز المسلوق في نهاية الوجبة، أما الحلويات فهي عبارة عن كعكة من التمر والزبيب والمشمش المجفف والسكر والسمسم.
إعداد وتقديم: الصحفي محمد وسوف
المحررة شهد سلوم