إشراقات أدبيةالقصة

الخطيئة بقلم لطيفة نواوي

فتحت صندوق ذكرياتها،إنبعث منه صرير حاد كصوت الخناجر المنغرسة في قلبها..سحبت أول صورة وقع عليها بصرها المضبب، كزجاج السيارات في يوم ماطر،
تأملتها وتحسست ملامح صاحب الصورة، ولسان حالها يردد أسئلة لم تجد لها أجوبة، منذ أن اختفى من حياتها فجأة،تجاوزت العديد من الصور واستقرت يدها على رسالة، مغمورة بأعذب كلمات العشق والهوى تفوح منها رائحة الغدر، المتخفي وراء قبلات طبعت بأحمر شفاه، كان قد أخذه منها؛ ذكرى لأول لقاء حميمي لهما.
وككل مرة تخرج أسرارها لتبكيها ولتنذب حظها،أخرجت عود الثقاب الذي أخذته من جيبه ذات ليلة سمر،أحرقت طرف صورته كما أحترق قلبها مراراً ،مخلفة عاشر حرق بهامش ملامحه،نطقت والدموع تغسل وجهها وذنبها معا:
“سوف أظل أحرقك، فمع كل مرة تنحرق ذكراك في قلبي،وكل جزء يختفي من صورتك يختفي معه جزء من حبي لك..سوف تموت يوماً ما في دواخلي، ويصبح حبي لك رمادا جراء نار غدرك،حينها سوف تكتحل عيوني بسواد الحريق،وأتعطر ببخور دخانه!”
أرجعت كاتم أسرارها..وسيلة إنتقامها المزعوم، الوحيدة المتوفرة، إلى مكانها تحت سريرها الذي تقاسمته لليال مجنونة بصحبته.
إستلقت بجسدها النحيل المتعب، متوسدة وعودها الكاذبة لقلبها بنسيانه، ملتحفة الخيبة والعار!

قصة قصيرة:الخطيئة
أميرة الصمت
لطيفة النواوي

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى