الدولتان الآثمتان (بريطانيا وفرنسا) … بقلم/شعبان منير
الدولتان الآثمتان (بريطانيا وفرنسا)
بقلم/شعبان منير
لن يستطيع أي باحث عربي في التاريخ أن ينسى جرائم تلكما الدولتين اللتين أذاقتا الشعوب العربية الويل والثبور وعظائم الأمور..
فهاتان الدولتان قد تزعمتا الحروب الصليبية، ونشرتا الرعب في جميع أرجاء وطننا العربي، واستمر احتلالهما للمنطقة العربية حِقَبًا حفرت أخاديد في تاريخنا..
ولنأخذ فرنسا -كمثال أول- دليلًا على ما نقول: فلقد كانت هي الراعي الأكبر للحملات الصليبيَّة على الدول العربية والإسلامية، ويكفينا أن نعرف أن إشارة بدء الحملات الصليبيَّة كانت من البابا الفرنسيِّ الأصل “أوربان الثاني” عام 1095م، وكانت هذه الإشارة أمام ثلاثمائة من الأساقفة.
تدنيس المقدسات: لك أن تعلم أن تعمُّدَ إهانة، وتدنيس المقدسات الإسلامية كان من أهم أهداف الاحتلال الفرنسي، فعندما استولى الصليبيون بقيادة زعيمهم الفرنسي “جان دى بريّن” على مدينة دمياط عام 1219م تم تحويل جامع دمياط إلى كنيسةً، ولما خرج الصليبيون من دمياط عام 1221م تم إعادته إلى مسجد كسابق عهده.
وأثناء حملة لويس التاسع على دمياط عام 1249م، قام بتحويل الجامع إلى كاتدرائية، وبعد هزيمة لويس التاسع وخروج الصليبيين من دمياط عاد المسجد إلى سابق عهده مرة أخرى.
وحدِّثْ ولا حرج عن جرائم فرنسا في الجزائر، وسوف نذكر لك بعضًا منها، ونرجئ الحديث عن بريطانيا وكوارثها لمقالة مقبلة إن شاء الله.
بعض جرائم فرنسا في الجزائر: يعدّ احتلال فرنسا للجزائر هو أطول احتلالٍ غربي لبلدٍ عربي، حيث استمر أكثر من 132 سنة… وذلك من عام 1830م، وحتى عام 1962م.
فعندما احتلت فرنسا الجزائر قام الجنرال “الدوق دو روفيغو” بتحويل جامع “كيتشاوة” إلى إسطبل، وأخرج المصاحف وأحرقها، وتم تحويل الجامع إلى كاتدرائية عام 1832م، كما قام بقتل آلاف المصلين الذين اعتصموا في المسجد احتجاجًا على تحويل المسجد إلى كنيسة.
ويكفينا أن نعلم أن الجزائر ما زالت تُعرف إلى يومنا هذا ببلد المليون شهيد جرّاء ما فعلته فرنسا فيها، والحقائق تقول إن عدد الشهداء أضعاف ذلك بكثير.
وعندما خرج الشعب الجزائري يطالب بالاستقلال بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، قامت المدافع الفرنسية بقتل أكثر من 45 ألف جزائري.
ومن أكبر المآسي التي تعرض لها الجزائريون عام 1955م هي تلك المأساة التي عاشها سكان “سكيكدة”، حيث قام الفرنسيون بجمع عدد من الرجال يقدر بـ1500 جزائري بملعب مدينة “سكيكدة” ثم تمّ قتلهم ودفنهم جماعيًّا في خنادق تم حفرها بواسطة جرافات في الملعب!