القصة
السجين بقلم: “الأديبة عبير صفوت”
السجين
بقلم الأديبة عبير صفوت
ليلة وضحاها ، قمت بالتخطيط وأمرت الأفراد الذين هم أصدقائي ، كان “عاطف”يخشي المجازفة و”إبراهيم” يرتاب من حمل السلاح ، و”صلاح” وطني مثلي ، كان هدفنا قتل رجلاً من أعوان الإنجليز ، جاء اليوم الموعود .
لم تكن ثورتنا الوحيدة ، بل كان كل الشعب ضد الإحتلال الإنجليزي ، حدثت الفاجعة حددنا الهدف ، إقتربت وصوبت السلاح نحو قلب الإنجليزي الدخيل ، دفعت طلقة ، هاج وماج الجميع ، جري “عاطف” واخْتفي فى لمح البصر ، وإختباء “إبراهيم”فى زاوية غير مرئية ، تحديدا تلاشي الجميع قبل حضور الأمن ، ولم استطيع الفرار ، صرتُ بين المحابس ، عشرين عام ، ضاع الشباب بين الأعمال القاسية والمعيشة المرة .
تغير الحال ، حين خرجت من المحبس ، تغيرت الشوارع والبيوت وتغيرت مَلامحي وتغيرت وجوة الناس ، لا أعلم عن أصدقائي الا “ابراهيم” صار فى مركزا مرموق ، حاولت العمل ، إنما كانت هناك يفطة خفية معلقة بعنقي ، تقول : انني كنت سجين .
لم يتلقاني الآخرين الا بسوء المعاملة والنكران
فاض بي الحال ، لكني دائما أتساءل ، هل هذا حالي ؟!لأنني كنت وطنياً .
ومن رفض الوطنية ، صار بٍاعلي المراكز .
تُري أين العدل ؟! لو كشف عنه الغموض