السكون المطلق بقلم نور الدين بنعيش
السكون المطلق
******
لست أدري كما دائما!
انْ كان الغريب مازال
عني غريبا ؟
أم أنَّ حر الفراق غلبه
فصار مني قريبا
وفيا…
و على العهد محافظا
باقيا.. ؟
بذكاء حبه يريد أن يخلق
مسافة البعد
بيني وبينه
ويجلس كأنه يرقب الوحي
على حافة حرائق الانتظار
بلهفة المشتاق إلى الشوق
ينتظرني!
خجول من نفسه
دون أن يدري
تنبأ صادقا…!
بقدوم سلام من سلامي
خارج زمانه
وكل حساباته
على رؤوس احلامي
يمشي من نفسه واثقا
يحمل مني إليه
باقة من كلمات ارجوانية
استعصت في البدء الجفاء
لما طال الجفاء
زركشتها ريش الطاووس
متجاهلة كل ألم
كنت أتأمله
أتألم منه كثيرا…!
ومن كل محاولات انتقامي الجوفاء
رافضة ان يبقى الفؤاد
بالوهم عالقا. …
محتفظا وحده
بآثار الجروح القديمة
والحبيب في عناده غارقا
فرحتُ أُرتل لحنا صبا
عاريا من الحنين
أغار على دمعي المالح
أحتفظ به في مقلتاي
على مدامعي برَدا
يبقى طوال ليالي
الانس عالقا…
فكأني سمعت بوح الموج لي
فأخذت بوشايته
لأترك هدير البحر
يعبث بي كيفما يشاء
يعزف على أوتار الغيب
كما يحلو له
ووقت ما يشاء
فنفضت عني غيوم الاحزان
متأقلما مع الغياب الموجع!
حتى لا أفسد مزاج الصباح
أوالف في حضرة
السكون المطلق
القوافي و الحروف
أوّلّفُ بين هاته و تلك
اضبط في غمرة الصمت الرهيب
الكل بالكل
وعلى ميزان شعري
أخيط الابْجديات حرفا
حرفا…
جملة جملة…
فأُلبس فاتنتي قصيدة معسولة
ثم أنثرغزلا
نقيا راقيا…
يليق بقدها
يروق جمالها
وكبرياءها…
ليهدأ روعها
حين لا تجد الخلاص مني
فترقص روحها مع روحي
على رماد ذكريات
رميت بها كالحطب
دفعة واحدة…!
في موقد من أحببت
أُوقِدتْ بنيران نثر
تشبب طويلا في
دروب الهوى
فظل نقشا منقوشا
في صدر المجانين
ووشما موشوما علا
خدود الملائكة
على الدوام باقيا…