السِّرُّ الدفين
شعر/د. عبدالعزيز محيى الدين خوجة
للقلبِ طَلْسَمُهُ وسرٌ مُغلقٌ مِفتاحُهُ بيدٍ الإلَهْ
لكنَّ بينَ الآهِ والجسرِ المُؤَدِّى للعناقِ لمُنْتَهاهْ
خطرُ السُّقوطِ إلى مَهاوى الجَمرِ في أقصى مَداهْ
سِرُّ الهَوى في خَطْفةٍ كالبرقِ، تأخذُنا إلى آهٍ وآهْ
ونكونْ لا نَدْرى
حتَّى ولمْ نَرْقُبْ،ولم نعرِفْ، ولم نسمعْ نِداهْ
هيَ نظرةٌ أو لفْتَةٌ أو أي شيءٍ غامضٍ
ويرِقُّ قلبٌ، أو تذوبُ حُشاشَةٌ
ويطِيبُ أسرٌ في جَفاهُ وفى صَفاهْ
ويزلزلُ السِّرَّ الدفينَ يُفجِّرُ المَخْبُوءَ لا نَخَشْى صداهْ
مطرٌ تَساقطَ من سماهُ إلى الضُّلوعِ
إلى الشفاهِ الظَّامئاتِ إلى الشِّفاهْ
في لحظةٍ نَهْرٌ تفجَّرَ مِنْ هُنا
من أرضِ مَهْمَهَةٍ، وقلبٍ كانَ صحراءً فَلاهْ
كيفَ استحالَتْ فجأةً خضراءَ تَنْبُعُ بالمياهِ
هذا هو السِّرُّ الدفينُ كمِثلِ ما
بدأتْ على الأرضِ الحَياة.”