الشاعرة تسنيم سلطان ضيفة برنامج #حكايتي مع الصحفي محمد وسوف
في حكايتنا الرابعة تأخذنا الكاتبة و المعلمة الشاعرة تسنيم سلطان لتعرفنا على مدارس الشعر و الحس تارةً و مدارس الحب واللهفة تارةً أخرى لتجعلنا نشعر بأننا أطفال و حكايتها لنا لحن قديم يداعب القلب و أنامل تداعب اليد لتقودها للسلام و المحبة لنبدأ :
حكاية تسنيم كيف و متى بدأت ؟
” ومزاجه من تسنيم ” .. من هذا المِزَاج كانت البداية، عندما قرأ أبواي هذه الآية القرآنيّة .. حِينها ملأ أبي رَحِمَ أُمـي بالطُعمِ فَجِئتُهم ” سنَّارةَ صَيدٍ ”
ربّما تستغرب أنت والقرَّاء لمَ أطلقتُ على نفسي هذا اللقب الغريب، لكنّني أجده مناسبٌ جدا لي، حيث أنني منذُ صغري وأنا اتصيّد المواهب والفرص، لأرى نفسي في كلّ شيء، فنّيّا وشعريّا وووو …..
ابتدأتُ بكتابة الشعر منذ أن كنتُ طفلةً صغيرة في الصف الثالث الإبتدائي ، كان هنالك في بيتنا ثلاثةُ دواوين شعريَّة وكنتُ أقرأها ليل نهار وهي ( لمحمود درويش، والمتنبي، وشاعر المرأة نزار قباني)
منذ كنتُ طفلة أنتقدُ كلَّ ما يتواجد حولي فأحاولُ أن أغيرَ الأمور السلبيّة الموجودة في المجتمع إلى الأفضل والأحسن عبر كلماتي ، وذلك لأنني لم أكن أجرؤ بأن أغيِّرَها في الواقع .. بحكم سنّي الصغير وفي البدايةِ لم أعلن عن نفسي بشكل واضح كشاعرة ، والكتابة بالنسبةِ لي تنفيس عن الذات وتفريغ الطاقات المكبوتة . إلى أن مات أبي .. ثم أخي .. تفجّرت المكنونات بشكل أكبر ..
وكأي إنسان يطمحُ للمعالي كانت هنالك بعض العقبات ، ولكن بفضل شخصيَّتي القويَّة التي تربَّيتُ عليها وثقتي بنفسي لم أكترث بتاتا لكلِّ هذه العقبات ولم أرَهَا، وهي ما زالت موجودة إلى غاية اليوم ، ولكن هي لا ولم ولن تؤثِّر عليّ في يوم من الأيام . أنا اسيرُ نحو تحقيق حلمي وهو العطاء اللامحدود للآخرين بقوَّة وعزم وصمود وإقدام، فالله يحبّ المؤمن القويّ فقد جاء في الحديث النبويّ الشريف” ان المؤمن القويَّ خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ” ولذلك عزمتُ على أن أكون قويَّة أسير بصمود وعزم.. والآيةُ القرآنيَّة تقولُ : ( وإذا عزمت فتوكّل على الله) .. وأنا دائما أتوكَّلُ وأتكلُ على الله واثقة بما منحني إيّاه من مواهب عديدة ولا أكترث للكثير مما ممكن أن أراهُ وأسمعه..
يقول أدونيس : الشعر قدر بشري و الشاعر مفصول عن التنبؤ ، و يقول البياتي : الشعر اكمال لرحلة وصل لها اللاهوت و توقف . و بين هذا و ذاك هناك محاولة للوصول إلى شيء مفقود عبر القصيدة ، لا أستطيع تحديد ماهية ما أبحث عنه عبر الشعر سواء في دائرة الزمان أو المكان ، باعتقادي هما متداخلان في لعبة تكوين الوعي و الذات بشكلٍ مباشر و غير مباشر ، القصيدة و الهدف منها باتت بمعنى أكبر يختلف من شخص ٍ لآخر ، و من ثقافة ٍ لأخرى ، فمثلاً ترى الشاعرة الاسترالية جوان بورنز أن الشعر لغة تبحث عن نفسها .. دعني أخبرك إنني أبحث عن نفسي عبر الحلم الذي يضعه لي الشعر برحابة .
وبالنسبة لحلمي في القصيدة، فأرى أن الحلم و الواقع غير منفصلان عن بعضهما البعض دائماً هنالك حبل سري يربط بينهما ، و كما النظرية الفرويدية يبحث الانسان عن مفقوداته في الواقع عبر الحلم .. الحلم مكنسة الروح ، و هو الأب الروحي للقصيدة ، ينقلنا إلى حيث الانسان عارٍ من التعب و الدمار .. طبعاً هنالك دائماً اسقاطات من ملموسات الحلم على الواقع ، و هذا مبحث الكثير منا
بصراحة تامة أنا لست شجاعة بالقدر الكافي أمام الواقع ، لذلك أهرب نحو الحلم في القصيدة حيث الخضرة الشاسعة التي تحتوي جميع القصائد .
ما تعريفك للمرأة الحرة ؟
الحرية يا صديقي تكمن في المسؤولية وحسن الأختيار ..
وهنـا لابـد أن نقول: أن المرأة حرّة، ولانها حرّة ومريدة ومختارة، فهي مسؤولة عن كل خطأ يصدر منها، وعن جزء من الفساد الذي يظهر في المجتمع؛ وهي مسؤولة عن إصلاح و ازالة هذا الفساد، لان المسؤولية مرتبطة بالحرية، وحيثما كانت الحرية والقدرة على الاختيار تكن هناك ايضاً المسؤولية.
ولا أخفي عليك أن قضية الحرية تشغل الشاعرة و الشاعر على حد سواء ، كل شيء بات يفضي إلى الحرية حتى مونتاني الفرنسي في ” محاولاته ” كتب : ( إن التأمل السابق للموت هو التأمل السابق للحرية ) ، رغم ذلك أجد أن المرأة بدأت عبر مساحة من الحرية و التنفس تجاوزت الكثير لتتحدث بشكل شمولي عن الانسان بجميع ارتباطاته المتعددة .
بالرغم من أن المرأة الحرة هي في كثير من الأحيان مصدر خوفٍ للكثيرين من حولها وربما للمقربين منها مثل زوجها وأولادها وأسرتها، ومديرها وزميلها في العمل..إلا أن هذا الشيء لايهمني ومتغاضية عنه تماما في تعاملاتي..
وعلى هذا يجدر بالمرأة في مثل هذه الاحوال ان تقوم بأي دور مـن الادوار، التي تسهم في عملية الاصلاح الاجتماعي. إلاّ اننا – للاسف- لانهتم بهذا الجانب، الذي هو من أهمّ الجوانب التربويــة والاجتماعية. فالمـرأة بإمكانها ان تعلّم اولادهـا الكثير مـن دروس التربيـة السليمـة.
بيد أن المرأة المشغولة بسفاسف الأمور، فانها في هذه الحالة سوف لن تخرّج إلا أجيـالاً متقاعسة، كسولة، لا همّ لها سوى اثارة الفتن والمشاكل الاجتماعية، والانغماس في الامور الجزئية التافهة.
وأنا أقول وأصرّ أن على المرأة اليوم أن تجرب العمل الرسالي، وحينئذ سوف تكتشف كيف انه سينقذها من الفراغ الثقافي واللاهدفية في الحياة، كما انه سيجعلها تعكف على تربية نفسها، وتنمية مواهبها، وتفجير طاقات النساء الأخريات اللاتي يعشن في الوسط الذي تعيش فيه، وتعبئة هذه الطاقات في طريق العمل الاسلامي جنباً الى جنب طاقات الرجل. وبذلك سوف تشعر بوجودها في الحياة، لأنها ربطت نفسها بمسيرة الاسلام الصاعدة ..
المشاعر الدفينة المكنونة داخلك هل هي سبب تميزك و نجاحك اللافت في مجال الشعر ؟
طبعاً، فالشاعر ينبغي أن يكون مطلعاً على كل المدارس والأنماط الشعرية حتى يتجنب التكرار، ولهذا أنا أحاول أن تكون لي إبداعاتي في الشعر بشكل يختلف عن غيري من الشعراء ،فأَوقاتِ كتابةِ القصيدةِ لحظاتٌ شرِسةٌ تنهشُ في الشَّاعرِ كلَّ شيءٍ. إِنَّها تحمِلُه إِلى أَراضٍ جديدةٍ، ومُناخٍ مُغايرٍ كلَّ مرَّةٍ. هيَ لا تشبَعُ من إِنهاكِ شاعرِها كلَّما مارَستْهُ بَدءًا منَ اسْتلقائِها ورقةً بيضاءَ مُغوِيةً، وحتَّى امتلائِها بما يشبِهُ التَّخطيطَ الأَوَّليَّ للَوحةٍ سِرياليَّةٍ.
هيَ، أَيضًا، أَوقاتُ حبٍّ بينَها وبينَهُ حينَ يُوافِقُهما اللِّقاءُ، ويختلِفانِ فيهِ على بعضهِما، في بعضِهِما، حدَّ الامتزاجِ الذي لا يُمَكِّنكَ من مَعرفةِ الشِّعرِ منَ الشَّاعرِ.
وأرى أن التميز في الشعر ليس في الكتابة فقط بل هو في الفكرة والإلقاء وإتقان أصول اللغة ، وإن استطاع الشاعر أن يكون متميزا في هذه النواحي يكون قد ضمن التفرد والنجاح إن شاء الله ، وهذا ما يجعلك تصل بقصائدك للناس فهذا جانب مهم لأي شاعر ، فالقصيدة الجيدة ليس ضروريا ان تكون معقدة وغير مفهومة للناس ، فالشاعر الذي تتمتع قصائده بالسلاسة والدقة اللغوية في الوقت ذاته هو أقدر من غيره على الوصول إلى قلوب الناس.
ما رأيك بكلمة الكاتب والشاعر المتداولة جداً على مواقع التواصل الاجتماعي في الأونة الأخيرة وبالأخص بين فئة الشباب التي لا تتجاوز أعمارهم فوق 18 عام ؟
أنا مع الشباب ومع دعمهم ودعم مواهبهم وقدراتهم، لكن الألقاب أكبر من هؤلاء الشباب..أنصحهم بالتركيز على موهبتهم أكثر من سعيهم وراء اللقب، فاللقب سيأتي بنفسه للشاعر عندما يكون متمكنا شعريا ..
الحجاب عادة وليس عبادة ما رأيك بهذه الجملة ؟! هل يعيق الحجاب نجاح المرأة ؟
الحجاب عبادة وفرض وتدين وتقرب إلى الله -عز وجل-، وليس من باب العادات والتقاليد، بل هو من باب الأوامر التي أمر الله بها ورسوله، فيكون فعله قربة إلى الله -عز وجل-، وهذه نقطة مهمة يجب التركيز عليها .
ومن الناحية الثانية، فإن الحجاب لا يمنع المرأة المسلمة من التفوق في الحياة. بالعكس، الحجاب يعزز هويتها وشخصيتها ويؤهلها للمشاركة بفعالية في المجتمع بكل قدراتها ومواهبها. ويجب عدم الخلط بين الحجاب والتحرر الثقافي والاجتماعي، فالحجاب لا يمنع النساء المسلمات من التعليم والعمل والتقدم في حياتهم المهنية والشخصية، بل على العكس تماما يعزز ثقتها بنفسها ويحميها من ضعاف النفوس ..
ما هي القصيدة الأقرب لتسنيم و لماذا كُتِبت ؟
كل قصيدة أكتبها تأخذ قطعة من قلبي وروحي، لكن أقرب القصائد لقلبي في الفترة الحالية هي قصيدة الصّفعة لأنني كتبتها بدمي وليس بحبر قلمي ..
#الصّفعة
مِنْ قَضْمَةِ اَلتُّفَّاحِ كَانَ لِقَاؤُنَا
فَعَلَامَ تُنْكِر شَوْقَنَا اَلمفصُوحَا
أَتْرَاك تَرْغَب فِي اِخْتِبَارِ مَشَاعِرِي
أنْظُر بِقَلْبِكَ كَيْ تَزِيدَ وُضُوحا
ماذا يُفيدُكَ أن تكونَ مكابراً ..!
تبدي بأنك تجهلُ التّلمِيحَا
مِنْ أَجْلِ حُبِّكَ قَدْ نَسفتُ مَبَادئي
وَتركتُ عَقليَ بِالْغَرَامِ طَرِيحا
وَالْآن تُحْجِمُ عَنْ حَنيني عَامِداً
تَمْضِي لأُخْرَى كَيْ تَنَالَ مَدِيحا
وَيُقَالُ أَنَّكَ عَاشِقٌ وَمُخَضْرَمٌ
وتقولُ شعراً كاملاً وفصيحا
لَنْ تَدْخُلَ اَلتَّارِيخَ عبرَ خَطِيئَةٍ
مَارَسَتْهَا عَمْدًا . . وَكُنْتَ صَرِيحا
لَا طَعْم لِلْقُبُلَاتِ مُذْ عَلَّقَتْهَا
فِي جَيدِ زَائِرَةٍ تَنِزُّ جُرُوحا
لِلْحُبِّ آثَارٌ عَلَى مَنْ ذَاقَهُ
تَحْلُو إِذَا كَانَ اَلْحَبِيبُ مُرِيحا
لَكِنْ إِذَا كَانَ اَلنَّوَى مُسْتَفْحِلاً
يَغْدُو جَمَالَ اَلْعَاشِقِينَ قَبِيحا
فِي بَحْرِ حَبْكَ رِيحُِ هَجْركَ أَقْبَلَتْ
وَحْدِي أُقَاوِمُ مُوَجَهُ وَالرِّيحَا
أَمْسَكَتُ بِالْمَعْرُوفِ جَذْوَةَ عِشْقِنَا
وَأَرَدْتَ أَنْتَ لِحُبِّنَا تَسْرِيحا
لَكَ كَمْ فَتَحَتُ مَجَالَ نَيْلِ مَفَاتِنِي
مَمنُوعهَا لَكَ قَدْ غَدا مَسْمُوحا
وَأَذقتَني خَمْرَ اَلْوِصَالِ لِلَحْظَةٍ
حَتَّى بِإِحْسَاسِي بنيَتُ صُرُوحا
لكن طيرَ الحُبِّ أصبحَ هَامِشاً
فذوى وأصبحَ صَوتُه مَبحُوحَا
وَبِقَدْر مَا ارْتَفَعَتْ بِرُوحِي نَشْوَةٌ
سَقَطَتْ وَبَاتَت لِلْغَرَامِ ضَرِيحا
أَسْبَابُ حُبكَ لَمْ تَعُدْ مَوْجُودَةً
خَطَأ سَأبدأُ بعْدَهُ اَلتَّصَحِيحَا
ماذا تفضلي لقب المدرّسة أو الشاعرة تسنيم سلطان ؟
أنا نُسخةٌ من المعلِّمةِ التي تمنَّيتُ أن تدرِّسني ….
لذا فإن لقب المعلّمة هو اللقب الذي افتخر به جدا، واتباهى به بين الجميع، وأسأل الله أن يكون عملي هذا شافعا لي يوم القيامة ..
يكفيني فخراً أنني من ورثة الأنبياء ..
يكفيني فخراً أن أرى تلميذاً تحسَّن بفضل اللَّه ومن ثم بفضلي …
يكفيني فخراً أن أرى نصيحةً أعطيتها لتلميذٍ و طبَّقها …
نعم أنا معلِّمةٌ وأفتخر
لست طبيبةً … ولكني عالجت
لست عالمةً … ولكني علّّمت
لست مهندسةً … ولكني صمَّمت
لعبت جميع الأدوار في التَّعليم … الحب والطمأنينة والقوة والدفاع والإخلاص والثقة، فكنت لطلابي الأم الحنونة والأخت الودودة والصديقة الصدوقة ..
لست غنيَّة، ولكن أملك ما لا يملكه الأثرياء
فحب الأطفالِ، وصناعة جيلٍ هو أثمن ما لديَّ، وأن اترك في روح وعقل طلابي بصمة وتأثير لا يمحى …
هو لي أروع إنجاز …
آخر تكريم لتسنيم على خلفية ماذا كان و لمن تهديه ؟
آخر تكريم كان من سعادة القنصل الإيراني له جزيل الشكر والتقدير، وكان بسبب مشاركتي في العمل الشعري المسرحي ” فلسطين هي البوصلة ”
وطبعا أهدي هذا التكريم لكل مؤمن بي وبما أقدّم …
محبة الأطفال و الطلاب لتسنيم رأيناه من خلال الفيديوهات على صفحتك الشخصية ماذا عن هذا الجانب ؟
من اللقاء الأول في الصف ما بيني وبين تلاميذي ترتسم الصورة المبدئية لي في أذهانهم ، لذا أسعى جاهدة على الظهور بأبهى صورة ليس فقط بالمظهر الخارجي وإنما بالتصرفات الصغيرة قبل الكبيرة , فالطفل يهتم بأدق التفاصيل المادية والمعنوية المتعلقة بالمعلم الخاص به والذي سيتخذه قدوة له في الحياة،
فلا بد من ابتسامات صغيره وجه بشوش، نظرات دافئة، ضحكات تدغدغ مشاعر التلاميذ وتداعب قلوبهم مما يبث الحب والطمأنينة والأمان فيها لتكون حافزاً للمجيئ إلى المدرسة والمواظبة على الدوام والقيام بالواجبات المدرسية وحب المعلم وسماع كلمته وبذل الجهد لكسب رضاه من خلال القيام بواجباتهم المدرسية على أكمل وجه،
وجَدير بالذكر بأن العلاقة الجيدة لا تكتمل إلا بالتناغم بين الطرفين فكما على المعلم أن يبعث الحب والطمأنينة والأمان في قلوب أطفاله أيضاً على الأطفال مقابلة ذلك بالاحترام والتقدير للمعلم وللعطاء وللجهد الذي يبذله من أجلهم، وبذلك تتوطد أواصر المحبة والاحترام بين الطرفين وتصبح العلاقة أقوى وأمتن مما يصب في مصلحة الطرفين على حَدٍّ سواء
لن أخفيك .. أنني معهم أكون طفلة، طفلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى،
وإن سبب تمسّكي الدّائم بمهنة التّعليم هم الأطفال.. ومحبتي لهم
وأنني أرى نفسي من خلالهم
وأنسى جميع ما مرّ وما يمرّ معي في حياتي .. معهم ..
هم سرّ قوتي وسعادتي وابتساماتي أيضا ..
ودعني أخبرك شيئا مهما.. عندما نرى هذا التناغم والانسجام الجميل بين المعلم وطلابه لابد أن يكون لهذا اللحن الجميل خلفية داعمة ومؤسسة له، الذي أعتبرهم الركن الأساسي لسعادة المعلم والطالب وراحتهما ألا وهي ” الإدارة ”
فإن إدارة المدرسة لها دور أساسي في جعل العلاقة مريحة وانسيابية، من خلال إطلاق يد المعلم في الأنشطة والتمارين والإبداع، وفتح مساحات الحوار بينه وبين الطلاب ..
واسمح لي من منبري هذا .. وبعد مرور إثنا عشر سنة على ممارستي لهذه المهنة أن أتوجه
بالشكر الجزيل والعميق لمدير مدرستي التي أعمل بها المدرسة المثالية في حلب بإدارة ” الأستاذ القدير محمد قطّان ”
وبجزيل الحب والامتنان لمشرفتي العظيمة ” آية حمزة ”
أشكرهم من كل قلبي على ثقتهم بي وبعملي، وبإمانهم المطلق بكل ما أقدمه للطلاب من فكر وقول .. وبإطلاقهم يدي في الإبداع وابتكار وسائل واستراتيجيات مبتكرة في المجال التدريسي ..
أبطال الحكاية مَن ؟ و هل لوالدك الراحل تأثير في حكايتك؟
أنا بطلة حكايتي، وجميع الأدوار فيها
وأبي .. هو بطلي وحبي الوحيد، وهو استقامة ظهري، منذ رحيلي وأنا أتوكأ على ظلّه لعلّي أستقيم ……
رأينا مؤخراً تكريم الشاب و الفنان السوري الملقب بالشامي ضمن أضخم حفل في الشرق الأوسط joy awards الذي أقيم في السعودية ما رأيك أنتِ ك شابة مميزة طموحة بهذا التكريم الذي أثار الجدل و انقسم الرأي بين مؤيد و معارض ؟
لستُ مؤيدة ولستُ معارضة ..
أنا مع كل صاحب موهبة استطاع أن يثبت نفسه، والأهم كل هذا استطاع أن يخرج من بؤرة الموت سوريا.. وحلّق بأجنحته عاليا ..
رسالة الشابة والمدرّسة الشاعرة المتألقة تسنيم سلطان لكل مبدع و شاب يسعى لتحقيق أهدافه ؟
الشباب هم نبض الحياة في المجتمع، ولا شك في أن لديهم قدرات عقلية فائقة، وإمكانات كبيرة فيما يخص التعامل مع التكنولوجيا الحديثة ومفردات الحياة العصرية التي نعيشها الآن. ولا شك أن مهمة توجيه تلك الطاقات واستغلالها إيجابياً هو أفضل استثمار يمكن أن يؤدي إلى تقدم أي مجتمع وتفوقه بكل تأكيد. ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى هذه الطاقات، لنزرع الأمل في الشباب ونهيئهم لمستقبل مشرق وإيجاد قاعدة إنتاجية مبدعة مفكرة تأخذ بيد مجتمعها لمسايرة التطور العملي والتطور العالمي السريع. أمّا أولى خطوات هذا الاستثمار فهو تفعيل الدور الإيجابي للمؤسسات الشبابية والمجتمعية بداية من التواصل والتفاعل مع هؤلاء الشباب، وخلق برامج من شأنها أن تنمي مهاراتهم، وترعى مواهبهم وتوجهها إيجابياً لخدمة بلادهم. فالشباب ثروة المجتمع والاستثمار فيهم هو أفضل استثمار، فمكاسبه مضمونة ولا خسارة فيه.
والرسالة الوحيدة التي أوجهها للشاب الموهوب ” العمل ثم العمل ثم العمل ”
قام بالحوار : الصحفي محمد وسوف / سوريا