الشاعر الفلسطيني الكبير: هارون هاشم رشيد شعر /د. عبد الولي الشميري
مولايَ هارونُ الأَجَلّْ
يا مَنْ له قَلبي مَحَلّْ
يا عَلَمًا مُرَفْرِفًا
يا شامِخًا مثلَ الجَبَلْ
يا مَنْبَعًا مُقَدَّسًا
ويا رَحيقًا وعَسَلْ
ويا أميرَ الشِّعرِ يا
رُبّانَهُ مَدَى الأَزَلْ
شَرَّفْتَني بِدَعوةٍ
إلى العَشاءِ والزَّجَلْ
لِمَجْلِسٍ أنتَ بِهِ
بَدْرٌ إذا البَدْرُ اكتملْ
إلى طعامٍ ذُقْتُهُ
حاشا له قَطُّ مَثَلْ
أَكَلْتُهُ في بَيتِكُمْ
أَلَذَّ ما ضَيْفٌ أَكَلْ
وكم شَرِبْتُ عِندَكم
ما أشتهي حتَّى الثَّمَلْ
أَلَذّ ما ذاقَ فَمي
وفي عيوني لم يَزَلْ
يا (حاتمَ) الدَّهرِ الَّذي
يُطْعِمُ كلَّ مَنْ وَصَلْ
دَعَوْتَني وكُنْتُ في
لندنَ يا نجمَ زُحَلْ
فجئتُ لَيلةَ الخَميسِ
أشتكي بعضَ العِلَلْ
احتَبَسَتْ مَسالِكِي
بألَمٍ لا يُحْتَمَلْ
فلم أُطِقْ وكنتُ في
غايةِ حُزْنٍ وخَجَلْ
فإنْ تَكُنْ عَذَرْتَني
أَحْيَيْتَ في قَلبي الأَمَلْ
أنتَ كما عَوَّدْتَني
في كلِّ مَيِدانٍ بَطَلْ