المقال
الشك داء العصر الفتاك بقلم: “الحاج نورالدين أحمد بامون”
الشك داء العصر الفتاك
أخوتي أحبتي إياكم والشك فتجنبوه لأنه آفة مدمرة طال علاجها و تشفى ضرها وتفرع وتغلغ وسط المجتمع برمته و تربع على عروش مملكاته أينما كانت.
إن مرض الشك في عصرنا الحالي ,يعد أحد أكبر الأمراض النفسية المزمنة والإضطرابات السلوكية المتشعبة و المتعددة التي تصيب بعض الأشخاص خبط عشواء دون تفريق ولا تمييز.
الشك عنصر أساسي ومرافق للإنسان مدى حياته إلا القلة القيلة التي تنجوا منه و تتجنبه وتتحصن منه إلا مما رحم ربي .
يدمر الإنسان ويجعله لا يتكيف مع نفسه و لا مع عائلته ولا مقربيه ولا حتى مع المحيطين به, مما ينجم عنه مخاطر كثيرة وأضرار كبيرة وكوارث لا تعد و لاتحصى ,ينتهى الأمر بصاحبه إلى الحالة المرضية التي يصعب التخلص منها و الشفاء منها ويدخله في دوامه من أمره و يتيه .
و هو من أكبر المشاعر البشرية التي يتميز بها الإنسان عن غيره من باقي مخلوقات الله سبحانه عزل وجل ، و يحتل الشك حيزا كبيرا من تفكير الإنسان و مساحة شاسعة من عقله ويجعله في حيرة من أمره بالوقوع في الوسواس ألا متناهي , بين التصديق والتكذيب، و مكان الشك ومركز محله هو الفؤاد لكونه يستقر به ولا يتزعزع و ليس القلب المتقلب الغير الثابت على أمر واحد.
الشك مرض ناتج عن إنعدام الثقة بالنفس و التربية التي زرعتها الأسرة عموما و الأم خصوصا في نفوس الأطفال من الصغر سواء بالتفرقة او التخيز و الأب بالتفضيل أبن على اخر و أتبعها باقي الأفراد كبير وصغير سواء بالوراثة أو بالتقليد, وعلى الإنسان مخالفة النفس كما قال فضيلة الإمام البصيري رحمه خالف النفس والشيطان و أعصيهما, وقال النفس كالطفل إن تهمله شبى على حب الرضاع و غن تفطمه ينفطمي.
الشك مسير و مبرمج بفتك بالمجتمع في كل مكان الشارع و المحيط وخصوصا بالأماكن التي ينشط فيها إبليس لزرع الشك وغرسه
وهاته الأماكن الخصبة سهلة الإنتشار كالهشيم هي:
-الرجل هو الأرض الخصبة بالنسبة لإبليس من التمكين من زرع الشك بكل حرية بدو قيود ولا رقيب.
-المرأة هي السوق المورجة لبضاعة الشك بكل أرحية و بكل سهولة بدون تعب ولا عناء و لاجهد.
-الأسرة هي الفضاء المناسب لنشر الشك بكامل الأرجاء.
-و المجتمع هو السوق الذي يمكن نفث سموم الشك به بدون خوف ولا إحتياط.
فتجنوبا الشك وأحذروا منه وتجنبوه وحصنوا أنفسكم منه, فإنه مرض خطير قاتل لا يرحم .
مهدم للبيوب و مدمر للأسر و مخرب لبيوت الزوجية و مفرق لأزواج. وقاتل علاقتهم الحميمية .
وعليه فالشك أنواع كثيرة لاتعد ولاتحصى, حسب فلسفة الباحثين و علماء النفس وغيرهم وصفوه و شخصوه بما يلي ببعض الأنواع على سبيل الذكر لا الحصر:
الشك الطبيعي, الشك المرضي, الشك المؤقت, الشك المستمر المسيطر, الشك الملازم للإنسان, الشك الظرفي حسب الحالة و المكان.
فالتخلصى منه ببناء ثقة الإنسان بربه و بنفسه و تحصنه وحماية نفسه بنفسه وعليه أن يرد نفسه كما يرد جماح الخيل باللجم.
بقلم الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون — ستراسبورغ فرنسا