الخواطر
الصبر نوعان بقلم: “نورالدين أحمد بامون”
– الصبر نوعان
صبر قناعة و صبر إيمان
لا الصبر يكفكف دمع الفقدان
ولا يحمي من إصابة الشريان
ولا يخفف من أسى الأجفان
ولا يسكت أنين يجول في الوجدان
ولا يرطب كبد من فرط الحرمان
ولا يعوض عبق شذى الريحان
ولا الزمان ينسي الأحزان
ولا العمر يتوقف دون أمر الرحمن
ولكن يبقى الصبر موضوع عنوان
فللصبر حدود بلا شطئان
فالصبر سلاح وقوة كل إنسان
فيبقى يقاوم رغم الهجران
فالقلب قطعة تتأثر من الأشجان
ولا شيء يؤلمه سوى جرح اللسان
فما يسعده سوى جميل عرفان
ونسمة بدفئ عطف حنان
كالطفل الرضيع بين الأحضان
بإبتسامة مرسومة على الشفتان
بنظرة صدق من بريق العينان
فالعمر سائر موجه بلا ربان
بحلول ساعته لا ينجو من لبس الأكفان
ولا تنفعه أمواله و لا ضخامة الأبدان
فليس له ما يفيد وبه يستعان
إلا ما قدم وأدخر بصدق الإيمان
فالرجولة بعد الرحيل أمر فان
وكل شيء بعده ضياع وخسران
ولا يبقى سوى الأثر عظيم الشأن
بعمل ذو بصمة دليل عرفان
كزخرفة تزين الجدران
و تلوين بطلاء كل الأركان
فالرحيل مر صعب الفقدان
لا يعود مها طالت الآزمان
ولا يعوضه أهل ولا خلان
فليس له سوى ما عمل بدليل برهان
ويبقى يذكر بكل خير و إحسان
لا يحرم من الدعاء وتلاوة القرآن
مغفور له برحمة الرحمان
فاتعط بإبن أدم قبل الرحيل وفوات الآوان
وصل على المختار طه مشع النور بجميع الأكوان
الحبيب محمد صلوات ربي وسلامه عليه عدد ما سطر وكان.
بقلم الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون – ستراسبورغ فرنسا .