الصحفي حازم ملحم ضيف برنامج حكايتي مع الصحفي محمد وسوف
حكاية حازم مع عالم الرياضة كيف بدأت !؟
بدأت حكايتي مع الرياضة بشكل خاص مع كرة القدم، كما نعلم الرياضة متفرعة بشكل كبير، لكن من البداية، أول ما عشت معه كان كرة القدم، بدايتي مع هذه اللعبة كانت بداية أي طفل، يجري خلف أخبارها، ولأن كرة القدم برأيي لا تنفصل عن الثقافة وحياة البشر أعتقد أن حبي لألوان علم دولة الأرجنتين هو من قاد شغفي لحب كرة القدم، الموضوع سيكون غريب طبعاً للبعض، لكن عند رؤيتي لعلمهم الأبيض والسماوي لون السماء عرفت وقتها أنه خاص بدولة إسمها الأرجنتين، وعندما أدركت أنها دولة لاتينينة إزدادت رغبتي بمعرفتها أكثر وأكثر، لأن حبي للدول اللاتينية كان مرافق لي من صغري، بسبب مشاهدتي للكثير من البرامج الوثائقية التعليمية عن تلك البلدان البعيدة عنا، ومن وقتها تعلقت بالأرجنتين وبدأت قصة حبي لكرة القدم.
اهتمامك بالصحافة الرياضية كيف انعكس على شخصيتك !؟
للأمانة سؤال مهم لي جداً ولطالما كان هذا الموضوع يراود ذهني بشكل كبير، بل وللحقيقة أبني عليه الكثير من التفاصيل الصغيرة، الصحافة الرياضية جعلت مني شخص أفضل بكثير، جعلت تفكيري عام بعد عام أكثر نضجاً من العام الذي قبله، خاصة أني اخترت الدخول بالصحافة من البداية بشكل رسمي وبدأت العمل مع هدف واحد، وهو الكتابة والبحث في بحور معرفة هذه اللعبة ومواضيعها فقط لأجل هدف واحد، وهو تقديم شيء ذو قيمة، كالإرث، الإرث الذي سيرافق أسمي دائماً ويتذكر كل العالم بطريقة إيجابية ما الذي قدمه حازم ملحم بمسيرته كإعلامي وصحفي في مجال الصحافة والإعلام الرياضي، هذا هو الهدف الأسمى، أشكرك على سؤال القيّم جداً.
“حازم والدعم ” عنوان مهم يشغل حازم و يشغل كل شاب ، هل أنت فاقد للدعم ممن حولك !؟
لكي أكون صريح معك، عانيت كثيراً في بداية مشواري من هذا الأمر، لدرجة عندما انشأت فقط صفحة رياضية تحمل إسمي إنهالت علي كل عبارات التنمر والسخرية في عام 2019
ولازلت أتذكر كل الكلام حتى هذه اللحظة، لكن ولله الحمد كل هذه العبارات لم تكن تتحول إلا لشعور عال من الغضب في داخلي ويتحول ذلك الشعور من الغضب لدافع يقودني دائماً إلى الأمام، هنالك مقولة لـ للنجم زلاتان إبراهيموفيتش يقول فيها
” Anger drives me always”
الغضب دائماً يقودني، لكن من المهم جداً كبت ذلك الغضب من المحيط وتحويله لطاقة تدفع الإنسان إلى الأفضل، وعدم حبس تلك الطاقة وتحويلها لطاقة سلبية تؤثر على تقدمك، في النهاية المتنمر والذي يسخر منك، لن يخسر شيء، هو بالتأكيد فاقد وخاسر لكل معاني الإحترام، لكن إن استمعت لكلامه سيكون أعطيته ما أرادت صفته السيئة تلك، من كان يسخر مني في يوم من الأيام على كل أفكاري في بدايتها أصبح الان يعترف بالإجبار بنجاح تلك الأفكار وبنجاحي معها أيضاً…لايوجد إنتقام من الواقع أفضل من النجاح فيه.
الرياضة السورية تتخبط بين المشاكل المادية من جهة و بين الاسماء من جهة أخرى!؟
الرياضة السورية حالها حال أي مرفق آخر حالياً في بلدنا سورية، سوء تخطيط، مع قلة الوعي، مع عدم العمل بصدق، الصدق والأمانة في العمل يقود دائماّ لتحقيق الأفضل من كل شيء، على سبيل المثال أي عمل تنجزه بدون صدق وأمانة لن تحصل على نتيجة ترضيك ولن ترضي من هم حولك، بعد عودة الحياة للملاعب في المحافظات السورية بعد توقف الحرب في تلك المناطق كان بالمستطاع الكثير للقيام به، لكن للأمانة كل المخططات كانت تفشل لتحسين البيئة التحتية لهذه الرياضة بسبب عامل الصدق الذي ذكرته، في النهاية نتمنى للرياضة السورية كل النجاح، وبكل تأكيد مهما كانت الظروف أنا وغيري أول الداعمين لإسم أي رياضي يمثل إسم هذا البلد.
هجرة العقول و هجرة الشباب كيف تفسرها في الأونة الأخيرة !؟ هل أصبحت سوريا بؤرة لموت أحلام شبابها !؟
هجرة العقول شيء طبيعي عندما لاتجد هذه العقول المنتجة أي سبيل أو أي طريقة أو حتى داعم أساسي في الحياة المحيطة لدعم وتحقيق أحلامها، تلك الأحلام والأفكار التي لا تعود فقط بالفائدة والتطور على صاحبها، بل على المجتمع بشكل تراكمي، لكن نعود لنفس النقطة، العقل المنتج لن يستطيع أن يقدم شيء ما لم يجد البيئة التي تساعد على ذلك، ف للأسف جواب هذا السؤال سيكون نعم، وأتمنى أن تعود هذه البلد المنتجة لكل هذه العقول، ليست فقط منتجة، بل حاضنة وراعية أيضاً.
المحلل و الإعلامي الرياضي الأقرب لحازم !؟ وما هي الصفة التي تجذبك في أداءه!؟
بصراحة بدايتي مع عالم التحليل منفصلة عن عالم الإعلام، طريقة حديث وشرح الإعلامي والمحلل المصري المميز أحمد عفيفي كانت مميزة جداً، كانت يلفتني جداً شرحه للحالات من المباريات بشكل بسيط ووافي، بل أكثر ما كان يجذبني طريقة حديثه وشخصيته أمام الكاميرا وكنت أتمنى دائماً أن أصبح بيوم من الأيام واثق بطريقة شرحي مثله، والحمدلله قطعت أشواط مميزة بهذا الأمر، أما عن الإعلاميين فأضع إعلاميي البي إن سبورت بمهنيتهم وطريقة إدارتهم للحوار خير مثال لي، أمثال عبد العزيز النصر، محمد سعدون الكواري.
ما رأيك في التركيز على المواهب و وضع الموهبة في المقدمة و من ثم الدراسة كفرع ثانوي !؟
برأيي الشخصي، وكما فعلت أنا يجب عدم إهمال مجال الدراسي أبداً على سبيل المثال، أنا تخرجت كطالب أدب إنكليزي لأن اللغة الإنكليزية كانت شغفي الأول، ونميت اللغة مع عكلي على موهبتي في الإعلام والكتابة، مع إتباع دورات عديدية أيضاً في مجال الصحافة والإعلام، وأمتلك العديد من الشهادات في مجال الصحافة والإعلام أيضاً، العلم لا يتجزأ ولايجب علينا أبداً إهمال مجال علمي عن الآخر.
“النقد والمجتمع ” مصطلحان مترافقان فكيف حال مجتمعك مع النقد !؟ وكيف تتعامل معه أنت كَ حازم !؟
نقد المجتمع كما قلت دائماً، هو الوقود الذي يجب على الإنسان إستغلاله لدفع محرك حياته وحلمه للأمام، استمع لكل الآراء ولكن تذكر أنه لن يكمل معك الرحلة أحد غيرك أبداً.
كيف يوازن حازم بين مشاغل الحياة و بين اهتمامه في كتابة المقالات الرياضية التي تحتاج لدقة و تركيز عاليين!؟
لم تكن مشاغل الحياة بصراحة عائق أبداً بصراحة أمام حلمي، وبالمناسبة لدي مثال جيد يمكن لكل من يقرأ هذه المقابلة أن يستفاد منه، منذ مدة عشرين يوماً تقريباً، أطلق صديق لي في قنوات البي إن سبورت، الإعلامي همام كدر له تحياتي، أطلق مسابقة مهنية صحفية، والمسابقة كانت عبارة عن أفضل مقال مهني صحفي رياضي، من بين أكثر من أربعين متسابق من كل الوطن العربي، فزت أنا وشابين آخرين بجائزة أفضل مقال مهني صحفي، وللأمانة المقال الذي شاركت به في المسابقة، كتبته في ذروة عملي وإنشغالي في محل والدي ( مقهانا الخاص في القرية )، وهذا الموضوع أعتز وأفتخر به بشكل كبير، وليؤكد للجميع ويكون حافذ لهم أنه من يريد، يستطيع أن يفعل ما يريده دائماً.
الشباب العربي السّوري ماذا يحتاج ليعود إلى طاقته وإلى صحته النفسية المتوازنة التي تدمرت بعد 2011 !؟
الأمل موجود دائماً، وكما ذكرت سابقاً طالما الإرادة موجودة ف النجاح والعودة إليه مضمونة دائماً، الأهم من كل شيء أن من يريد النجاح يجب عليه العمل دائماً لأجله، الشباب السوري ممكن أن يعود لما كان عليه وأفضل عندما يدرك أن المشتتات الحالية من السوشيال ميديا والحياة السريعة لا تغنِ ولا تثمر، عندما يدرك أن طريق الصلاح هو تطوير نفسه والعمل ليصبح متميز بل ويستفيد أيضاً من سرعة العالم الحالي وسهولته بما يفيد ويغني أهدافه ويساعد على تحقيقها.
رسالة الشاب والناشط الإعلامي حازم ملحم لكل شاب و شابة و لكل حالم !؟
رسالتي للجميع ولكل العالم، أنه بإرادتك وحبك وشغفك وإصرارك وإيمانك بالله تعالى، قادر أن تصل إلى كل ما تريده مع الحفاظ على الشغف طوال الرحلة، وأن لا تنسى الإستمتاع بكل صغيرة وكبيرة في هذه الرحلة.
إعداد: الصحفي محمد وسوف/سوريا