المقال
الضاد بين الأمم بقلم: “سامي شكرجي”
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية
الضاد بين الأمم
———————
اقترب موعد النزال وحضرت الأمم .. تقدمت لغاتها بتشكيلات أحرفها وبطوابير ليس لها نظير، وما أن اخترقت حلبة السباق بدا عليها الارتباك؛ باتت ترتجف وكأنها تطوقت بزمهرير الشتاء، بينما حرارة الصيف في ارتفاع مستمر وقت الظهيرة.
ومن بعيد ثمة لغة حكمت على نفسها أن تكون آخر المطاف وقد تسلسلت حروفها بين الألف والياء، يتقدمهم الضاد محمولا على سارية شاهقة وكأنه مظلة كبيرة تغطي سوح السباق، تبدو عليه الفرحة والسعادة .. يتقدم بخطى حثيثة مناشدا الأمم…
إن كان أحدكم قادر أن يلفظ حرفي فأني سأتنازل عن حقي في السباق!!!!
التفتوا جميعا يمنة ويسرة، يحدق أحدهم بوجه الآخر، تغمرهم الحيرة..احمرت وجوههم، مسحوا عرقهم بمناديلهم، وما أن مضت دقائق معدودات حتى عم السكون بينهم..
سألهم هل من منافس؟
لماذا لا تنطقون؟، سينتهي وقت المسابقة..
تقدم أشجعهم فلفظ (الضاد) (زاد) .. تبعه الآخر فلفظ (الضاد) (زات z) وهكذا دواليك..
ابتسم الضاد وحاول أن يظهر تواضعه لجميع الأمم وجاملهم بعبارات مفادها المحبة والتسامح …
أوضح لهم أن لغته هي لغة هذا الحرف الجميل، بل هي لغة القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى على العالمين وتوجها أن تكون لغة أهل الجنة.
أثنو له بحرارة التصفيق، تناثر صداه في الهواء الفسيح، باتت ارتداداته وكأنها هلاهل عرس تمت عن فرح كبير.
——————
سامي شكرجي
العراق