المقال

العلم بحر والعلماء في واد بقلم: كروشي يونس

العلم بحر والعلماء في واد
يعرف العلم بأنه إدراك المرء للأمور على حقيقتها ، فقد قال البعض عنهم : أنه المعرفة ، كما قال الآخر : بأنه أوضح من أن يعرف وأنا أقول :أنه بين العلم والمعرفة فرق كبير ، فالمعرفة هو الشيء الذي نراه سطحيا فوق الأرض وفي السماء ، وأمام أعيننا فيمكن أن نعرفه بطريقة بسيطة عن طريق السمع أو النظر أو القول حيث أنه ينطوي على تتبع المعرفة التي تزود بالحقائق والقوانين الأساسية للأمور المختلفة التي لا تحتاج لكثرة التجارب أو الخبرة بحيث أنك تعرف الشيء عن طريق الفطرة لا يتطلب التعمق في التفكير كثيرا والسبب من ذلك أنه يزداد المرء على فطرة أي على قاعدة وهي المعرفة، فالمعرفة تقوم على الأدلة والبراهين والتصورات التي يكونها الفرض من تكرار محاولاته والبحث في هاته المصطلحات كبير جدا ولكن نكتفي لقول الله تعالى في الأية 19 من سورة البقرة ” فلما جائهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين” وقوله أيضا في الأية 3 من سورة التحريم “فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف ببعضه ” وكلمة المعروف غير كلمة المعلوم فهي تعني التحرك لهذا العلم في سلوك الناس حتى يصبح مرئيا للعيان ومقبول كما في الأية الكريمة “الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم” الأية 146 من سورة البقرة ، وقوله أيضا “قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى ” الأية 263 من سورة البقرة .
أما العلم فهو مصطلح وشيء آخر ، وهو من النظريات والوقائع والحقائق إلى مناهج البحث المتواجدة في ذهن الأفراد ، فالعلم محدود عند العقل البشري ولهذا أمرنا الله تعالى أن نتعلم لكي لا نظل فقال لنا عن طريق القرآن في أول سورة العلق “إقرأ” لعظمة العلم في حياة الإنسان لكونه مسؤولا في الأرض والحكمة من نزول هذه الكلمة “إقرأ” هي لتعلم عبادة الله لأن الله لا يعبد بجهالة أو بدون علم قال تعالى”هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ” الأية 9من سورة الزمر ، والعلم يكون للعامة كي يتعلموا ليجدوا التسهيل في سبل الحياة و إيجاد الطرق والوسائل المناسبة للسيطرة على منهج الطبيعة والتحكم فيها ، ويعتبر رفع في قدرة الإنسان على تفسير الظواهر والأحداث والعلم يسهل طريقة النمو بين الناس كما جاء في كلام الله تعالى “وقل ربي زدني علما” وكذلك قال” فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون” وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبين أن هناك أشياء صعبة فعلينا أن نتعلمها مثل السباحة والرماية وركوب الخيل فقال “علموا أبنائكم” وكلمة العلم تبقى هي القاعدة الأساسية لهذا الكون لقوله تعالى “إني أعلم ما لا تعلمون” دليل على أننا ضعفاء لا نقدر على مفهوم ما وراء الطبيعة، نحن بقدرتنا أن نصل إلى ما يصل إليه العقل البشري.

بقلم: الكاتب كروشي يونس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى