القلبُ والليل بقلم الشاعر “سمير الزيات”
القلبُ والليل
ـــــــــــــــــــــ
إلامَ يا قلبُ النَّدَمْ ؟
مهلاً سيقتلُكَ الألمْ
نامتْ عيُونُ النَّاسِ ما
بين الثمالة والوخم
وأراكَ تجثو خائفاً
خلفَ الهمومِ ولم تَنَمْ
***
يا قلبُ كم للحبِّ فيـكَ
وتستغيثُ مِنَ السَّقَمْ
وتعيشُ في وهمٍ كَذُو
بٍ ، بينَ أوهامِ الظُّلَمْ
فَيَمُرُّ ليلٌ بعدَ لَيْــ
ــلٍ بينَ أنَّاتٍ وهَمْ
تُشْجيكَ أوجاعُ الهوى
وذكرياتٌ تَزْدَحِمْ
وأراكَ تعتاد الجوى
وتسْتَلِذُّ مِنَ الألَمْ
***
يا ليلُ رفقاً بالفؤادِ
إذا تهلَّلَ وابتسَمْ
رفقاً بهِ عمَّا قريــ
ــبٍ يستّبِدُّ بهِ السَّأَمْ
فَيعود مهزوماً يُوا
ري في سرسرتِهِ النَّدَمْ
وكأَنَّ مسًّا قد أصا
بهُ بالجُنونِ وباللَّمَمْ
فيظَلّ مُنكدراً يُعــا
ني من أَمانيهِ السَّقَمْ
يا ليلُ رفقا بالفؤادِ
وقد أَلَمَّ بِهِ الوَصَمْ
***
يا قلبيَ المَحْمُومُ في
صدري وتُسْكِرُكَ الحمَمْ
أَنْصِتْ لِصوْتٍ قادِمْ
يرتادُ أطرافَ القِمَمْ
يَاْتِيكَ مِنْ أُفُقٍ بعيـدٍ
فوقَ أَعْناقِ النَّسَمْ
صَوتٍ تَرَدَّدَ في الوُجُودِ
بشَدْوِهِ العَذْبِ النَّغَمْ
السِّحْرُ في نَغَمَاتِهِ
في لحنِهِ وَقْعُ الدِّيَمْ
يُحْيِّي المَواتَ وَيَسْتَمِرُّ
يَبُثُّ روحَهُ في العدَمْ
***
هلاَّ سَمِعْتَ نِدَاءَهُ ؟
أمْ أنَّ فيكَ مِنَ الصَّمَمْ
يَدعوكَ أن تحيا الحيا
ةَ بغيرِ أوهامٍ وَهَمْ
وتَفِرَّ مِنْ جُنحِ الظَّلا
مِ إلى صباحٍ يَبْتَسِمْ
فبِأَيِّ ليلٍ يا فؤادي
تستَكينُ وتنسجِمْ ؟
وبِأَيِّ حِصْنٍ يا فؤادي
تستَجيرُ وتعتَصِمْ ؟
هلاَّ أَفقْتَ مِنَ الهوى ؟
وأَفَقتَ مِنْ هذا الوَخَمْ
فغداً يموتُ اليأسُ فيكَ
وتسْتريحُ من السَّأَمْ
***
الشاعر سمير الزيات