اللغة العربية الجزء الثالث والثلاثين الفصل الخامس بعد الاسلام // للكاتبة اللبنانية ملفينا ابومراد
اللغة العربية
الجزء الثالث والثلاثين
الفصل الخامس بعد الاسلام
**دور و تاثير العجم في الحضارة الاسلامي من هم العجم جزيرة العرب، يطلق على الفرس خصوصا. في الأندلس، يطلق اسم العجمية (الخميادو) على نصوص اللغات الرومنسية المكتوبة بالحرف العربي. في غرب أفريقيا، يطلق اسم العجمية (أجمي) على نصوص اللغات الأفريقية المكتوبة بالحرف العربي
العجمي من ليس عربيا و لو تكلم اللغة العربية بفصاحة (حالة تخص بالعِرق)
الاعجمي ، تخص اللسان ، اي من لا يحسن التكلم بالعربية ..
كما ذكر ابن خلدون، مؤرخ القرن الرابع عشر وعالم الاجتماع العربي، أنها لحقيقة جديرة بالملاحظة بأن معظم العلماء المسلمين في العلوم الفكرية كانوا من العجم (غير العرب):
(عدنا لفضل الترجمة )«…فصارت هذه العلوم كلها علوما ذات ملكات محتاجة إلى التعليم فاندرجت في جملة الصنائع ، وقد كنا قدمنا أن الصنائع من منتحل الحضر، وأن العرب أبعد الناس عنها فصارت العلوم لذلك حضرية ، وبَعُدَ عنها العرب وعن سوقها ، والحضر لذلك العهد هم العجم ،أو من هم في معناهم من الموالي ، وأهل الحواضر الذين هم يومئذ تَبِعَ للعجم في الحضارة وأحوالها ، من الصنائع والحرف لأنهم أقوم على ذلك للحضارة الراسخة ، فيهم منذ دولة الفرس فكان صاحب صناعة النحو سيبويه والفارسي من بعده ،والزجاج من بعدهما وكلهم عجم في أنسابهم وإنما ربوا في اللسان العربي …… واستقر العلم كله صناعة فاختصت بالعجم ،وتركتها العرب وانصرفوا عن انتحالها فلم يحملها إلا المعربون من العجم ،شأن الضائع كما قلناه أولا فلم يزل ذلك في الأمصار ما دامت الحضارة في العجم ،وبلادهم من العراق وخراسان وما وراء النهرين ، فلما خربت تلك الأمصار وذهبت منها الحضارة التي هي سر الله ، في حصول العلم والصنائع ذهب العلم من العجم جملة لما شملهم من البداوة… (مقدمة ابن خلدون، صفحة 544- 545 ).
ونستطيع ان نرجح القول بان أغلب الإسهامات الفكرية ،قد قامت على أيدي المسيحين و الفرس و غيرهم من العجم ، علما ان غالبيتهم اسلموا، و تعلم منهم المسلمين من غير العرب وبكافة الاختصاصات في الطب والهندسة والرياضيات والكيمياء ، بالإضافة إلى الجهود الكبيرة التي قام فيها المترجمون المسلمون من غير العرب ،من خلال تأسيس دار الحكمة ، وتمت ترجمة الكثير من علوم اليونان في الهندسة والفلسفة وسواها.
بهو المدرسة البوعنانية ،1357, فاس (المغرب)
ابتكر المسلمون علوماً جديدة لم تكن معروفة قبلهم، وسموها بأسمائها العربية كعلم الكيمياء وعلم الجبر وعلم المثلثات. ومن مطالعاتنا للتراث العلمي الإسلامي نجد أن علماء المسلمين قد ابتكروا المنهج العلمي في البحث والكتابة. وكان يعتمد على التجربة والمشاهدة والاستنتاج. وأدخل العلماء المسلمون الرسوم التوضيحية في الكتب العلمية ورسوم الآلات والعمليات الجراحية. ورسم الخرائط الجغرافية والفلكية المفصلة. وقد ابتدع المسلمون الموسوعات والقواميس العلمية حسب الحروف الأبجدية. وكان لاكتشاف صناعة الورق وانتشار حرفة الوراقة في العالم الإسلامي فضل في انتشار تأليف المخطوطات ونسخها. وقد تنوعت المخطوطات العربية بين مترجم ومؤلف، ولم تكن المكتبات الإسلامية كما هي في عصرنا مجرد أماكن لحفظ الكتب، بل كان في المكتبة الرئيسية جهاز خاص بالترجمة وآخر خاص بالنسخ والنقل وجهاز بالحفظ والتوزيع. وكان المترجمون من جميع الأجناس الذين كانوا يعرفون العربية مع لغة بلادهم. ثم كان يراجع عليهم ترجماتهم، علماء العرب لإصلاح الأخطاء اللغوية. أما النَّقلة والنساخون فكانت مهمتهم إصدار نسخ جديدة من كل كتاب علمي عربي حديث أو قديم. وكانت أضخم المكتبات هي الملحقة بالجامعات والمساجد الكبرى. ففي دمشق وبغداد وفي القاهرة وفي جامعة القيروان وقرطبة، كما في التي تعد أقدم الجامعات الموجودة في العالم، كانت المخطوطات فيها بالآلاف في كل علم وفرع من فروع العلم. وكانت كلها ميسرة للاطلاع أو الاستعارة. فكان يحق للقارئ أن يستعير أي كتاب مهما كانت قيمته وبدون رهن. لهذا كانت نسبة الأمية في ذلك الوقت، تكاد تكون معدومة. وكان تعلم القرآن كتابة وقراءة إلزامياً. بينما كانت نسبة الأمية في أوروبا فيما بعد القرن التاسع وحتى القرن 12م أكثر من 95%.
يقول المستشرق آدم متز في كتابه (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري)، أن أوروبا وقتها لم يكن بها أكثر من عدد محدود من المكتبات التابعة للأديرة. ولا يعرف التاريخ أمة اهتمت باقتناء الكتب والاعتزاز بها كما فعل المسلمون في عصور نهضتهم وازدهارهم. فقد كان في كل بيت مكتبة. وكانت الأسر الغنية تتباهى بما لديها من مخطوطات نادرة وثمينة. وكان بعض التجار يسافرون إلى أقصى بقاع الأرض لكي يحصلوا على نسخة من مخطوط نادر أو حديث. وكان الخلفاء والأثرياء يدفعون بسخاء من أجل أي مخطوط جديد. وهذه قائمة ببعض المجالات التي برع فيها العلماء العرب المسلمون:
الطب
لقد طور الأطباء المسلمون أساليب معالجة الجروح فابتكروا أسلوب الغيار الجاف المغلق. وفتائل الجراحة المغموسة في عسل النحل لمنع التقيح الداخلي وهو أسلوب نقله عنهم الأسبان وطبقه الأوربيون في حروبهم. وكان الجراحون المسلمون قد قفزوا بالجراحة قفزة هائلة ونقلوها من مرحلة نزع السهام كما كان عند الإغريق إلى مرحلة الجراحة الدقيقة ومما سهل هذا اكتشافهم للتخدير قبل الجراحة، فتوصلوا إلى ما سموه المرقد (البنج عبارة عن إسفنجة تنقع في محلول من الأعشاب المركبة القنب (الحشيش) والزوان والخشخاش (الأفيون) وست الحسن. وتترك لتجف وقبل العملية توضع الإسفنجة في فم المريض فإذا امتصت الأغشية المخاطية تلك العصارة استسلم للرقاد العميق لا يشعر معه بألم الجراحة.
ولم يقتصر أطباء المسلمين على طريقة الإسفنجة المخدرة فقط، بل كانوا يستعملونه لبوساً من الشرج أو شراباً من الفم. وعرف المسلمون التخدير بالاستنشاق. وبين ابن سينا أثره بقوله: (من استنشق رائحته عرض له سبات عميق من ساعته). وللإفاقة من البنج كان الأطباء العرب يستخدمون إسفنجة أطلقوا عليها الإسفنجة المنبهة المشبعة بالخل لإزالة
تاثير المخدر ة افاقة المريض بعد الجراحة .
تكلم ابن سيناء في كتابه «القانون»
عن التخدير بالتبريد قائلا: (ومن جملة ما يخدر، الماء المبرد بالثلج تبريداً بالغاً). ووصف كيفية استعمال التبريد كمخدر موضعي كما في جراحة الأسنان.. ولقد كان الجراحون قبل ذلك يتهيبون من الجراجة الداخلية، ويكتفون بعمليات البتر. ثم الكي بالنار لإيقاف النزيف الداخلي. لكنهم باكتشاف واختراع الرازي لخيوط الجراحة من أمعاء الحيوان صار بإمكانهم خياطة أي عضو داخلي بأمان دون الحاجة إلى فتحه من جديد لإخراج أسلاك الجراحة. وكان الجراحون يستعملون في خياطة جراحاتهم الإبر والخيوط من الحرير أو من أمعاء الحيوانات لربط الجروح الداخلية والخارجية أو من خيوط من الذهب لتقويم الأسنان
**
تابع .
ملفينا توفيق ابومراد
لبنان
جزء من المعلومات من غوغل .
22/8/2023