اللغة العربية الجزء الثالث والعشرين الفصل الرابع بعد الاسلام العهد العباسي// للكاتبة اللبنانية ملفينا ابومراد
**
اللغة العربية
الجزء الثالث والعشرين
الفصل الرابع بعد الاسلام
العهد العباسي
وهي أطول مدة عرفها نظام الخلافة الإسلامي.من العام 750 م /233 هـ الى العام 1258 م / هـ 656
العصر العباسي الأول أو العصر الذهبي امتد قرنًا من الزمان (132 هـ / 750م – 232 هـ / 847م)،
بينما في مرجع اخر يحدد العصور العباسية بثلاث
العصر العباسي الأول بين( 132-232ھ) وهي السنة التي توفى فيها المعتصم .
العصر العباسي الثاني بين(232-334ھ) وهي ألسنة التي آل فيها الحكم الى البويهيين. العصر العباسي الثالث بين (334-447ھ) وهي ألسنة التي دخل فيها السلجوقيون إلى بغداد .
استمرت الخلافة العباسية أكثر من خمسة قرون، حتى قضى عليها المغول عام 656 هـ/1258 م.
وهي أطول مدة عرفها نظام الخلافة الإسلامي.
تمتع فيها الخلفاء العباسيين بسلطتهم الدينية والدنيوية.
شهد أواخر القرن الأول الهجري/ أوائل القرن الثامن الميلادي، دعوة سياسية عباسية هدفت إلى القضاء على الدولة الأموية وتسلم الخلافة، وتأسيس الدولة العباسية التي بدأت عام 132 هـ/750 م، واستمرت أكثر من خمسة قرون، حتى قضى عليها المغول عام 656 هـ/1258 م. وهي أطول مدة عرفها نظام الخلافة الإسلامي.
خلال العصور الوسطى، ازدهرت العلوم الإسلامية عبر منطقة واسعة حول البحر الابيض المتوسط .و ابعد من ذلك ، لعدة قرون ، في مجموعة واسعة من المؤسسات .
التطور الطبي في العهد العباسي :
اعتمدت كتب متنوعة منها: كتاب في الرمد: وثان في الغذاء، وثالث في شرح فصول أبقراط، ورابع في مسائل “حنين بن إسحاق”، وخامس في تفاسير العلل والأسباب والأمراض، ومن أشهر أعمال ابن النفيس
( له اسهامات كثيرة في علم الطب و هو مكتشف الدورية الدموية )”موجز القانون”، وهو اختصار “القانون” لابن سينا .
كان للدورالمسيحي اهمية كبرى ، فقد كلف الخليفة ابو جعفر المنصور جورجيس بن بختيشوع النسطوري بتعريب كتب كثيرة في الطب عن الفارسية ، فكان العصر الذهبي لازدهار حركة الترجمة و الانفاق عليها بسخاء و قد برز في مجال الترجمة ، و يعتبر عهد الخليفة المأمون ، عهد التدريس و التاليف و الترجمة .
عهد الخليفة الرشيد الى ابقراط الطبيب المسيحي الدمشقي بترجمة الكثير من كتب الاطباء و الحكماء ، و عهد بالتاليف الى : ابو يعقوب يوحنا بن ماسويه الملقب بشيخ تراجمة العصر العباسي ، و خلف يوحنا تلميذه حنين بن اسحاق العبادي الذي ترجم مما ترجم ابن حنين ما يلي: كتاب «الأصول» و«المعطيات» لإقليدس و ترجم كتاب جالينوس . كما ترجم عن السريانية كتب الطبيب ابقراط.
الجدير بالذكر ، ان الترجمة في العصر العباسي شهدت نهضة في ترجمة الكثير من الكتب عن السريانية و اليونانية و الفارسية القديمة ، مما اثرى المكتبات في التاليف الطبي .بلغ بعد ذلك قمته كما و كيفا بفضل بارزين في علوم الطب تميزوا بغزارة انتجاهم و عظمة ابتكاراتهم و سلامة منهجهم و تفكيرهم .
اشهراربعة اطباء من المسلمين : جالينوس العرب ابو بكر الرازي ، و عميد الجراحة العربية ابو القاسم الزهراوي ، و ابن الجزار القيرواني الملقب بالشيخ الرئيس ، و نابغة عصره في الطب ابن النفيس و الشيخ الرئيس ابن سيناء ، كما اعتنى ابن سيناء بالفلسفة ، ظل معظمهم يدرس في الجامعات الاوروبية حتى في القرون الوسطى ، قدموا خدمات جلى للحضارة و للانسانية التي نهلت منها اوروبا ….
ومع تطور الجراحة عند المسلمين بعد اكتشافهم للتخدير، ابتكروا الكثير من آلات الجراحة التي لم تكن معروفة قبلهم، فمنها آلات من الفضة أو الصلب أو النحاس. وكانت أسماء الآلات تدل على مدى توسع الجراحة وتنوعها فهناك المشارط بأنواعها للجراحة الخارجية والداخلية ومنها ذو الحد وذو الحدين والمناشير الكبيرة للبتر والصغيرة لقص العظام الداخلية. والمباضع المختلفة الأشكال فمنها المباضع الشوكية والمعقوفة لقص اللوزتين. والمجادع والمجادر والمبادر والكلاليب. ودست المباضع والمقصات الخاصة بعمليات العيون والجفوت بأحجامها وأشكالها المختلفة، كالجفوت الكبيرة المستعملة في أمراض النساء لاستخراج الجنين أو تسهيل ولادته. أو الجفوت المستعملة في جراحة العظام لاستخراج بقايا العظم أو السلاح داخل الجسم، أو المستعملة في جراحة الأذن والأنف والعيون. والصنانير التي تدخل بين الأوعية والعروق والأعصاب وفي جراحة الأوعية الداخلية وخياطتها.
وفي كسور العظام كان الأطباء يستعملون أنواعا من الجبائر من البوص أو جريد النخل أو من الخشب. وكان المجبرون يعالجون خلع المفاصل وكسر العظام بالطرق اليدوية في خبرة ومهارة دون حاجة إلى الشق بالجراحة وفي كثير من الأحيان يستعملون الشد على المفصل لمنع تكرار الخلع، كما أنهم ابتكروا طريقة الرد الفجائي للخلع. وكان الكي بالمكاوي المختلفة، قد توارثه العرب منذ فترة الجاهلية وقد استعمله المعالجون المسلمون كمسكن للألم للأمراض المزمنة والمستعصية كعرق النساء واللمباجو والصداع النصفي. وحددوا خرائط لجسم الإنسان حددوا فيها مواضع الكي بالنسبة لكل مرض. وقد يكون الكي في أكثر من موضع للمرض الواحد. وابتكر الأطباء المسلمون أنواعا من المكاوي المحماة، من بينها الإبر الدقيقة ذات السن الواحد أو شعبتين أو ثلاثة. وصنعوها من الحديد أو النحاس أو الذهب أو الفضة وحددوا درجة الحرارة المناسبة لعلاج كل مرض. وحدد العالم ابن سينا في كتابه «القانون» القواعد الرئيسية لجراحة السرطانات. في مراحل ثلاثة هي: الاكتشاف المبكر، ثم الجراحة المبكرة، فالاستئصال التام. وذكر الزهراوي علاج السرطان في كتابه «التصريف» قائلا: (متى كان السرطان في موضع يمكن استئصاله كله كالسرطان الذي يكون في الثدي أو في الفخد ونحوهما من الأعضاء المتمكنة لإخراجه بجملته، إذا كان مبتدءاً صغيراً فافعل. أما متى تقدم فلا ينبغى أن تقربه فاني ما استطعت أن أبرئ منه أحدا. ولا رأيت قبلي غيري وصل إلى ذلك). ووصف العملية قائلا: (ثم تلقى في السرطان الصنانير التي تصلح له ثم تقوره من كل جهة مع الجلد على استقصاء حتى لا يبقى شيء من أصوله واترك الدم يجري ولا تقطعه سريعا بل اعصر المواضع ما أمكنك)كان ذلك بفضل ابو القاسم الزهراوي .
ابو القاسم الزهراوي.. من أعظم جراحي الحضارة الإسلامية، و لد أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي الأنصاري في مدينة الزهراء، العاصمة الأندلسية الجديدة على مقربة من مدينة قرطبة، المدينة أنشأها أعظم خلفاء بني أمية في الأندلس آنذاك الأمير عبد الرحمن الناصر الذي بقي في الحكم خمسين عاما متواصلة، في هذه المدينة التي أرادها الناصر درة الأندلس للإدارة والحكم والثقافة، وُلد أبو القاسم فنُسب إليها، في العام الأول من افتتاحها سنة 325هـ/936م[1].
وكان اهتمامه بعلم التشريح ودراسته سببا في الفتح الكبير الذي تحقق على يديه في علم الجراحة فضلا عن اختراعاته للأدوات الجراحية، وكان من الغريب واللافت أن علم التشريح كان علما محتقرا من قبله[5]، فجاء الزهراوي ليبدد هذه الأوهام، ويكون من أوائل الأطباء الذين يجرون العمليات الجراحية بأيديهم، فقد كان الأطباء من قبله يوكلون هذه المهمة لعبيدهم أو إمائه!
كان الزهراوي أيضا أول من وصف طريقة إخراج الأجسام الأجنبية من داخل المريء بواسطة إسفنجة متصلة بخارج الفم بخيط متين، وهو أول من أصلح طرز عمليات البتر، وكان الأطباء قبله يبترون القسم المعتلّ فقط، أما هو فقد أوصى بالقطع في الأنسجة السالمة عن بُعد من الأنسجة المريضة كما هي الطريقة المتبعة اليوم، كما بحث في الالتهابات المتقيحة، فأوصى بخزع الخُراجات القريبة من المفاصل في بادئ ظهورها، كما أوصى باستئصال جميع الأجزاء المريضة في الالتهابات العظمية.
ان الزهراوي الأندلسي أيضا أول من استعمل ربط الشريان لإيقاف النزيف قبل الفرنسي “أمبروز باريه” الذي تُنسب إليه هذه العملية ظلما وهضما للزهراوي، وهو أول من استعمل “السنارة” الطبية في استخراج البوليبس أو الزوائد الورمية، وكان أول من وصف العمليات الجراحية في كتابه وطريقة إجرائها والاحتياطات اللازمة لها، وفي كل فقرة كان يضيف الطرق التي يُجري بها عملياته وملاحظاته إلى معلوماته السابقة…
تابع
ملفينا توفيق ابومراد
لبنان
4/8/2023
جزء من المعلومات من غوغل