إشراقات أدبيةتراث عربي /نحو/علوم لغة

اللغة العربية الجزء الثامن الفصل الثاني بعد الاسلام //للكاتبة ملفينا ابومراد

اللغة العربية

الجزء الثامن

الفصل الثاني  بعد الاسلام

 

**

اعلام اللغة العربية عند ظهور الاسلام

تولد في صدر الإسلام ضرب من الإنشاء من أبلغ ما يكون، وأحسن الأمثلة عليه مخاطبات الخلفاء والقواد، وكلها من السهل الممتنع … ككتاب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص لما بعث به إلى فتح مصر، ثم تخوف فكتب إليه: «بسم الله الرحمن الرحيم، من الخليفة عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص عليه سلام الله تعالى وبركاته، أما بعد فإن أدركك كتابي هذا وأنت لم تدخل مصر فارجع عنها، وأما إذا أدركك وقد دخلتها أو شيئًا من أرضها … فامض واعلم أني ممدك».

وكتب ابن الخطاب إلى ابن العاص يستنجده في مجاعة بقوله: «من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاصي ابن العاص سلام، أما بعد فلعمري يا عمرو ما تبالي إذا شبعت أنت ومن معك أن أهلك أنا ومن معي فيا غوثاه ثم يا غوثاه» فكتب إليه عمرو: «إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من عمرو بن العاص، أما بعد فيا لبيك ثم يا لبيك، قد بعثت إليك بِعيرٍ أولها عندك وآخرها عندي والسلام».

ذلك أسلوبهم فيما يكتبونه أو يقولونه من المخابرات السياسية أو الخطب الحماسية أو العهود أو العقود … حتى إنك إذا قرأت لهم رسالة تبينت أسلوب صدر الإسلام فيها، فيهون عليك التفريق بين الصحيح والموضوع منها …

وتجد أمثلة من المخابرات السياسية والخطب ونحوها على أسلوب صدر الإسلام في كتب الفتوح والغزوات، كفتوح الشام للواقدي، وفتوح البلدان للبلاذري، ومنها جانب كبير في خطط المقريزي عن فتوح مصر، وتجد معظمها مجموعًا في كتاب فتوح الشام للشيخ أبي إسماعيل محمد بن عبد الله الأزدي البصري من أهل أواسط القرن الثاني للهجرة طُبع في كلكته سنة ١٨٥٤، وقد شاهدنا فيه ما لم نشاهده في غيره مما وصل إلينا من كتب الفتح … فإنه عبارة عن مجموع المخابرات السياسية أو الأوامر الرسمية التي جرت بين الخلفاء الراشدين وقوادهم أو ما تكاتب به القواد أو ما كتبوه إلى كبراء الروم وغيرهم، أو ما عقدوه من العهود في أثناء حروبهم في الشام إلى فتحها وفتح أجنادها … كأنها الأصول التي أخذت أخبار الفتح عنها.

(٢) التأثير في الألفاظ

أما تأثير القرآن الكريم في ألفاظ اللغة فضلًا عن الأسلوب، فظاهر فيما دخلها من الألفاظ الإسلامية مما اقتضاه الإصلاح الديني أو الشرعي، وأكثر هذه الألفاظ كانت موجودة في اللغة قبل الإسلام، لكنها كانت تدل على معانٍ أخرى فتحولت للدلالة على ما يقاربها من المعاني الجديدة) الألفاظ

وكانت ألفاظها موجودة قبل الإسلام، لكنها كانت تدلُّ على معانٍ أُخرى، فتحوَّلت للدلالة على ما يقاربها من المعاني الجديدة”. ويقال نحو ذلك في الاصطلاحات اللغوية التي اقتضتها العلوم اللغوية. ويذكر أن الإسلام محا من اللغة ألفاظًا قديمة، ذهبت بذهاب بعض اعتقادات الجاهلية وعاداتهم.   (، فلفظ «مؤمن» مثلًا كان معروفًا في الجاهلية، ولكنه كان يدل عندهم على الأمان أو الإيمان وهو التصديق … فأصبح بعد الإسلام يدل على المؤمن وهو غير الكافر، وله في الشريعة شروط معينة لم تكن من قبل، وكذلك المسلم والكافر والفاسق ونحوها، ومما حدث من المصطلحات الشرعية الصلاة وأصلها في العربية الدعاء، وكذلك الركوع والسجود والحج والزكاة … فقد كان لهذه الألفاظ وأشباهها معانٍ تبدلت بالإسلام وتنوعت.

وقس على ذلك المصطلحات الفقهية، كالإيلاء والظهار والعدة والحضانة والنفقة والإعتاق والاستيلاد والتعزير واللقيط والآبق والوديعة والعارية والشفعة والفرائض والقسامة وغيرها.

ويروون ألفاظًا وتراكيبَ نطق بها الرسول ولم تُسمع من العرب قبله كقوله: «مات حتف أنفه» و«حمي الوطيس» و«لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين».١

 

حقق علماء الرياضيات الإسلاميون مثل الخوارزمي (عالم رياضيات وفلك وجغرافيا مسلم.[2][2][3][4] يكنى بأبي جعفر. قيل أنه ولد حوالي 164هـ 781م وقيل أنه توفيَ بعد 232 هـ أي (بعد 847م)) وابن سينا (فيلسوف و طبيب من اصل فارسي  )وغياث الدين الكاشي تقدمًا في الجبر وعلم المثلثات والهندسة والأرقام العربية. وصف الأطباء المسلمون أمراضًا مثل الجدري والحصبة، وتحدوا النظرية الطبية اليونانية الكلاسيكية.

عل أبرز مظاهر أثر الدين الإسلامي في اللغة العربية هو تحولها من لغة قوم قطرية إلي لغة دين عالمية، ومن التعبير عن مكونات حياة ضيقة إلي استيعاب مجالات حضارة واسعة، ومن الانزواء في شبه جزيرة العرب إلي الانتشار في أنحاء الكون.

 

ورد في مطالعة الدكتور محمد رزق شعير ، أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية وبلاغتها جامعة هيتت – تركيا

بحث منشور في مجلة (ضاد مجلة لسانيات العربية وآدابها) المجلد الأول – العدد الأول أكتوبر 2020

 

يدور البحث حول موضوع: (أثر الهويَّة الإسلاميَّة في التَّغيّر اللُّغويّ)؛ حيث إنَّ الإسلام أثَّر أثرًا كبيرًا في لغة العرب، من حيث استحداث ألفاظ جديدة غير معروفة من قبل، اقتضتها الشَّريعة الإسلاميَّة بما جاءت به من تعاليم تحتاج لألفاظ جديدة، كما هدمت ألفاظًا نهى الإسلام عنها حتَّى اندثرت، كما غيَّر معان كلمات كانت موجودة من قبل وتحوَّل معناها لمدلول جديد؛ فالبحث يتناول ركنًا مهمًا من أركان التَّغيّر اللُّغويّ، بل يعدُّ من أهمِّ أركان التَّغيّر لأنَّه يتعلَّق بالجانب الدِّيني (الإسلاميّ)، وهذا الجانب بطبيعته شامل لكلِّ الجوانب الأخرى وما يصاحبها من تغيّرات سواء أكانت اجتماعيَّة أم فكريَّة أم سياسيَّة أم غيرها.

وقد ذكر أبو حاتم الرَّازي (195/277) مجموعةً من الألفاظ الإسلاميَّة المتطوّرة دلاليًّا، وعرض في أثناء دراستها لأمور تتَّصل بتاريخ العربيَّة وتأصيل الدِّلالات واشتقاق الجديد من القديم؛ فقد بيَّن أنواع الأسماء الَّتي ابتغى تفسيرها في كتابه: “فمنها ما هي قديمة في كلام العرب، اشتقاقاتها معروفة، ومنها أسام دلَّ عليها النَّبيُّ- صلَّى الله عليه وسلَّم- في هذه الشَّريعة ونزل بها القرآن، فصارت أصولاً في الدِّين وفروعًا في الشَّريعة لم تكن تعرف قبل ذلك، وهي مشتقَّة من ألفاظ العرب، وأَسامٍ جاءت في القرآن لم تكن العرب تعرفها ولا غيرهم من الأمم؛ مثل: تسنيم وسلسبيل وغسلين وسجين والرَّقيم وغير ذلك”.

تابع  – المعلومات جزء من غوغل

ملفينا توفيق ابومراد

لبنان

2023/6/18

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى