تأريختراث عربي /نحو/علوم لغة

اللغة العربية  الجزء الثاني والثلاثين     الفصل الرابع   بعد الاسلام  العهد العباسي //للكاتبة اللبنانية ملفينا ابومراد

اللغة العربية

الجزء الثاني والثلاثين

الفصل الرابع   بعد الاسلام

العهد العباسي

وهي أطول مدة عرفها نظام الخلافة الإسلامي.من العام 750 م /233 هـ الى العام 1258 م / هـ 656.

الفلك

انشاء عمر الخيام

يعد العلم بما لا يسع الإنسان جهله من شرائع الدين وسنته، اعتبر المسلمون علم الفلك أو كما يسمى أيضا «علم الهيئة» من أشرف العلوم منزلة وأسناها مرتبة وأحسنها حلية وأعلقها بالقلوب وألمعها بالنفوس وأشدها تحديداً للفكر والنظر وتذكية للفهم ورياضة للعقل؛ لما في ذلك من جسيم الحظ وعظيم الانتفاع بمعرفة مدة السنين والشهور والمواقيت وفصول الأزمان وزيادة الليل والنهار ونقصانها ومواضع النيرين وكسوفها ومسير الكواكب في استقامتها ورجوعها وتبدل أشكالها ومراتب أفلاكها وسائر مناسباتها وقد أنشئ المسلمون مرصدا فلكيا كبيرا هو مرصد تدمر في الشام ضم أهم علماء الفلك. وقد وجد المسلمون منه في القرآن كثير مما يطول وصفه ويتسع القول بذكره واستشهاده «إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب» و«تبارك الذي جعل في السماء بروجاً» و«هو الذي جعل الليل والنهار خلفة» و«هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب» و«والقمر بحسبان» يدعوهم إلى إنعام النظر وإدامة الفكر ليثبتوا التوحيد وليعرفوا كنه عظمة الخالق وسعة حكمته وجليل قدرته ولطيف صنعه. لذلك برعوا في هذا العلم فكانت مريم الإسطرلابي أول من اخترعت الإسطرلاب في الفلك. كما ظهرت عبقرية الخوارزمي في الزيج (جدول فلكي) الذي صنعه وأطلق عليه اسم «السند هند الصغير» وقد جمع فيه مذاهب القدامى في الفلك. وصار لهذا الزيج أثر كبير في الشرق والغرب. وكان علماء المسلمين يصدرون كتاباً دورياً باسم المناخ، وهي موسوعات تنبؤية حولية أو فصلية تبين أحوال الجو في كل عام، ومواسم الزراعة للنباتات والطقس والمطر حسب التوقعات الفلكية. مما كان يساعد الزراع والمسافرين على التعرف على الأرصاد الجوية. وقد نقلت أوروبا فكرته. وحاليا ما زالت الموسوعة السنوية من المناخ Al) manac) تصدر سنويا في معظم بلدان العالم

الزراعة

وفي الدول الإسلامية اتبعوا تقنيات الميكنة الزراعية المتوارثة كالمحراث والساقية والشادوف والنورج. وكان الأندلسيون يسخرون الرياح في إدارة الطواحين ورفع المياه بالسواقي. وأخذت أوروبا عنهم هذه التقنية وغيرها من الأندلس أيام العصر الأموي. وهذه التقنية أخذها الغرب عن العرب إبان الدولة الأموية، وقد اشتهرت الطواحين التي لا يوجد  مثيل في العالم حتى اليوم : نواعير حماة في مدينة حماة السورية ،تجر المياه من النهر عبر قنوات منصوبة فوق قناطر لري البساتين و المناطق على جانبي النهر

وقد نقل الغرب طريقة هذه السواقي أو النواعير لكن بأحجام أصغر بكثير من الموجودة في حماة، وفي بغداد كانت تدار طواحين بالميله أو الهواء لرفع المياه وإدارة مصنع الورق هناك. وكانت طواحين الهواء ورفع المياه تدار بتروس معشقة وعجلات ضخمة متداخلة. نظرية الأنابيب المستطرقة في توصيل المياه في شبكة من المواسير إلى البيوت ، اعتمدوا

وقد عرفت دمشق في بناء النوافير داخل المنازل وكانت سباقة في ذلك، وقد أبدع المسلمون في استغلال علم الحيل في صناعة السلاح. فطوروا المنجنيق والدبابات الخشبية وكانوا أول من صنع المدافع والبندقية ومضخة المكبس التي اخترعها بديع الزمان الرزاز الجزري  سنة 1184م). ومضخة، الجزري عبارة عن آلة من المعدن تدار بقوة الريح أو بواسطة حيوان يدور بحركة دائرية، وكان الهدف منها أن ترفع المياه من الآبار العميقة إلى سطح الأرض، وكذلك كانت تستعمل في رفع المياه من منسوب النهر إذا كان منخفضاً إلى الأماكن العليا، وقد جاء في المراجع أنها تستطيع ضخ الماء إلى أن يبلغ ثلاثة وثلاثين قدماً، أي حوالي عشرة أمتار وهو ما يعادل ارتفاع مبنى يتألف من ثلاثة أو أربعة طوابق، وتنصب المضخة فوق سطح الماء مباشرة بحيث يكون عمود الشفط مغموراً فيه، وهي تتكون من ماسورتين متقابلتين في كل منهما ذراع يحمل مكبساً اسطوانياً، فإذا كانت إحدى الماسورتين في حالة كبس (اليسرى) فإن الثانية تكون في حالة شفط، ولتأمين هذه الحركة المتقابلة المضادة في نفس الوقت يوجد قرص دائري مسنن قد ثبت فيه كل من الذراعين بعيداً عن المركز، ويدار هذا القرص بوساطة تروس متصلة بعامود الحركة المركزي وهناك ثلاثة صمامات على كل مضخة تسمح باتجاه المياه من أسفل إلى أعلى ولا

تسمح  بعودتها في الطريق العكسي. هذا التصميم العبقري لم يكن معروفاً ، علما ان مبدأ مضخات المكبس لا يزال مستعملا حتى الوقت الحاضر ، في جميع مضخات المكبس التي تعمل باليد لرفع المياه وهي منتشرة في كثير من القرى في العالم أجمع. وهذه المضخة هي الفكرة الرئيسية التي بنيت عليها جميع المضخات المتطورة في عصرنا الحاضر والمحركات الآلية كلها ابتداء من المحرك البخاري الذي في القطار أو البواخر و الى محرك الطائرة ، و الفكرة الرائدة هي محرك الاحتراق الداخلي الذي يعمل بالبنزين كما في السيارة . و هي استعمال مكبسين و اسطوانتين يعملان بشكل متقابل و بصورة متوازية .ثم نقل الحركة الناتجة و تحويلها من حركة خظية الى حركة دائرية بواسطة نظام يعتمد استعمال الرؤوس المسننة و هو ما يطبق حاليا في جميع المحركات العصرية .

(نعود الى الترجمة من اللغات الاجنبية و الغابرة الرى العربية ، و من اللغة العربية الى اللغات الاجنبية لانتشار تعاليم و ابتكارات العرب قبل الغرب ، لكن الغرب طور و حدث و اختراع و ابتكر …)

2023/8/19

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى