اللغة العربية الجزء الخامس والثلاثين الفصل الخامس بعد الاسلام المسلمون في العهد العثماني // للكاتبة اللبنانية ملفينا ابومراد
اللغة العربية
الجزء الخامس والثلاثين
الفصل الخامس بعد الاسلام
المسلمون في العهد العثماني
ولد أرطغرل بك بن سليمان شاه القايوي التركماني عام 1189 حسب ما اتفقت عليه أغلب الروايات، ومعنى “أرطغرل” بالتركي “الرجل العقاب”. وهو من عشيرة قايي (كايي) التابعة لقبيلة بوروك من قبائل أوغوز المنقسمة إلى 24 قبيلة، وغالبا ما يشار إلى أرطغرل ونسله من سلاطين الدولة العثمانية باسم غازي أي “مقاتل في سبيل الله”.
وأوصى أرطغرل ابنه عثمان بوصية طويلة قيمة، يحثّه فيها على ضرورة الاهتمام بأولياء الله من العلماء، ومنهم شيخه أديب علي الذي ساعده كثيرا خلال فترة التأسيس، وما يزال جزء صغير من الوصية مكتوبا عند قبر أرطغرل، وهو الجزء الذي يحثّ به ابنه على عدم عصيان الشيخ.
وكان عثمان كأبيه مخلصا للدولة السلجوقية حتى سقطت، فقام بتأسيس الدولة العثمانية لتكون بداية لإمبراطورية جديدة امتد حكمها عدة قرون.
تأثر العثمانيون باللغة العربية ليس في المصطلحات الخاصة بالدين فحسب، وإنما تعدى هذا إلى كثير من المصطلحات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
-بدأ اهتمام العثمانيين باللغة العربية منذ عهد المؤسس الأول عثمان بن أرطغرل، وقد أثْرَت تربيته على القرآن الكريم اهتمامه بالغة العربية.
-في عهد أورخان بن عثمان، تم إقرار التدريس لعدد كبير من كتب التراث بالعربية، إضافة لكتب النحو والصرف.
-كل أمير وسلطان عثماني كان يجيد اللغة العربية، تعلم ودرس بها، واتخذها وسيلة لتعلم الدراسات الإسلامة المنصوص عليها في نظام تربية الأمراء في القصر العثماني.
-العثمانيون لم يستخدموا اللغة التركية رسميا إلا في الدوائر الإدارية والأوساط الحكومية، في حين لم يدرسوها للشعوب العربية ولم يجبروهم عليها.
-عدد المخطوطات العربية في المكتبات التركية حوالي 300 ألف مخطوط، وفي المكتبة السليمانية وحدها ما يقدر بحوالي 200 ألف مخطوط عربي.
-العثمانيون لم ينغلقوا في دائرة القومية التركية، ونظروا لأنفسهم على أنهم حملة الإسلام وقادة العالم الإسلامي، وفكرتهم المركزية لم تكن سوى الإسلام، ولم يعملوا على نزع سمات الشخصية العربية.
لما كانت اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، فقد أصبحت هي لغة الحضارة الإسلامية، ومن ثَمّ حظيت باهتمام كبير من قبل العثمانيين رغم أنها ليست لغتهم الأصلية.
لقد كان تأثر الدولة العثمانية باللغة العربية واضحا، ليس في المصطلحات الخاصة بالدين من عقائد وعبادات ومعاملات فحسب، وإنما تعدى هذا التأثر إلى كثير من المصطلحات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية
سيطر العثمانيون على المماليك
كانت العلاقة بين العثمانيين والمماليك متضاربة منذ فتح القسطنطينية في أيدي العثمانيين عام 1453، حيث تنافست الدولتان للسيطرة على تجارة التوابل وطمح العثمانيون في النهاية للسيطرة على المدن المقدسة للإسلام . أدى صراع سابق بين العثمانيين والمماليك استمر من عام 1485 إلى عام 1491 إلى طريق مسدود.
.
لما كانت اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، فقد أصبحت هي لغة الحضارة الإسلامية، ومن ثَمّ حظيت باهتمام كبير من قبل العثمانيين رغم أنها ليست لغتهم الأصلية.
لقد كان تأثر الدولة العثمانية باللغة العربية واضحا، ليس في المصطلحات الخاصة بالدين من عقائد وعبادات ومعاملات فحسب، وإنما تعدى هذا التأثر إلى كثير من المصطلحات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وفي الأرشيف العثماني العديد من الوقفيات المكتوبة باللغة العربية، مثل وقفية السلطان مراد الثاني لإنشاء دار الحديث أدرنة، وتحمل وثيقتها رقم 7081 في أرشيف طوب قابو، ووقفية الشيخ المولى فناري الخاصة بمدرسته في القدس، بأرشيف رئاسة الوزراء في إسطنبول قسم الوقفيات، رقم 6/ 62)).
إذن، فالحكم العثماني قد حافظ على بقاء اللغة العربية في ثقافة شعوب تلك الدول، ذلك لأن العثمانيين كانوا يجلون تلك اللغة باعتبارها لغة القرآن، فنستطيع القول أنهم تأثروا باللغة العربية أكثر مما تأثر العرب بالتركية، فأسماء السلاطين كانت معظمها عربية، وأختامهم كانت باللغة العربية، وحتى أسماء السفن العثمانية كانت تحمل أسماء عربية مثل محمودية ومجيدية وسليمية.
التناقض بين مرجع و اخر
التتريك هو مفهوم يطلق على عملية تحويل أشخاص ومناطق جغرافية من ثقافاتها الأصلية إلى التركية بطريقة قسرية أي بالإكراه أو الإجبار والقهر. سمي بالتتريك لانه صادر عن الاتراك في العهد العثماني .
سياسة التتريك والغطرسة والتعالي التي مارسها العثمانيون على العرب أدت إلى تخلف المنطقة وإغراقها في مستنقعات الجهل والتخلف والفقر، لأن همّ الباب العالي كان سرقة ثرواتها ونفائسها ونقلها إلى مركز سلطانه، واستغلال طاقات أبنائها لخدمة الباب العالي.
وأفضت هذه السياسة إلى تخلف معظم الحواضر العربية مقابل ازدهار عاصمة الخلافة، فضلاً عن أن الدولة العثمانية لم تعطِ أي اهتمام للثقافة واللغة العربية، بل حاربتهما رغم أنها لغة القرآن الكريم الذي يحكمون باسمه.
وقد لعب الأزهر الشريف في القاهرة وجامع الزيتونة في تونس والجامع الأموي في دمشق والحرمان الشريفان في الحجاز والأقصى في القدس والنجف في العراق حينذاك دورا كبيرا في الحفاظ على اللغة والعلوم ، معتمدة في تمويلها على الأوقاف وتبرعات الناس والمحسنين فقط..
وقد درّست هذه المراكز، بإمكاناتها المادية المتواضعة، علوم الرياضيات والهندسة
في القرن السادس عشر، استولى العثمانيون على البحر الأحمر وساحل الخليج العربي (الحجاز،وتهامة وعسير، والأحساء) وضمّوها إلى إمبراطوريتهم، وأعلنوا هيمنتهم عليها ، أراضي البرّ. كان الهدف الأساسي من هذه الحركة هو تثبيط محاولات البرتغاليين في الهجوم على البحر الأحمر (ومنه، الحجاز) والمحيط الهندي
الانبهار التركي بالثقافة الأوروبية ، كان عاملاً أساسياً في الاهتمام الذي حظيت به الحروف الاتينية. فاعتباراً من عام 1850م-1860 م كانت طبقة المثقفين في تركيا جميعها مُلمّة باللغة الفرنسية ويتقنونها؛ لدرجة أنهم يستخدموها في المراسلات والخطابات فيما بينهم.
ملاحظة :المغرب هو البلد الوحيد الذي بقي خارج الحكم العثماني”، ملأت هذه العبارة الدنيا وشغلت الناس، لا يزال المغاربة يرددونها حتى الآن،( فما مدى صحتها)
تابع
ملفينا توفيق ابومراد
لبنان
25/8/2023
جزء من المعلومات من غوغل