اللغة العربية
الجزء السادس والعشرين
الفصل الرابع بعد الاسلام
العهد العباسي
وهي أطول مدة عرفها نظام الخلافة الإسلامي.من العام 750 م /233 هـ الى العام 1258 م / هـ 656
كما اهتم ألأمويون بتنظيم مهنة الطب وطرق العمل بها والمعالجة وأصدروا التشريعات المنظمة لذلك وللمعالجين والأطباء، وكان يوجد قانون تشريعي ينظم مزاولة مهنة الطب ، سار العباسيون على خطاهم ، ففي عهد الخليفة المقتدر العباسي صدر أول قانون للرخص الطبية وبموجبه لا يجوز ممارسة الطب إلا بعد امتحان وشهادة. ووضعت آداب وأخلاقيات المهنة، وكان كل من يقوم بممارسة مهنة الطب، يؤخذ عليه قسم الطبيب المسلم والذي كان يعتمد على المحافظة على سر المريض وعلاجه دون تمييز وأن يحفظ كرامة المهنة وأسرارها، وكان في سنة 218هـ /833م وفي عهد الخليفة المأمون صدر أول قانون للرخص الصيدلية وبموجبه يجري امتحان للصيدلاني ثم يعطى بموجبه مرسوما يجيز لهُ العمل. وأخضع القانون الصيدليات للحسبة (التفتيش)، وكان الخليفة قد كلف الرازي شيخ الأطباء بتأليف كتاب بعنوان «أخلاق الطبيب» ليدرس للطلبة، وقد شرح فيه العلاقة الإنسانية بين الأطباء والمرضى وبينهم وبين بعضهم كما ضمنه نصائح للمرضى في تعاملهم مع الطبيب ووضع أيضا كتاب «طب الفقراء» يصف لهم فيه الأدوية الرخيصة للعلاج المنزلي.
وكانت البيطرة قد أصبحت علماً له قواعده وأصوله لأن الإسلام عني بالرفق بالحيوان وعلاجه وتغذيته ونهى عن تحميله ما لاطاقة له به أو تعذيبه، ومنع قتله إلا لضرورة. وحرم وشمه أو جدع أنفه أو وخزه بآلة حادة، وقد حقق العرب قدرا عظيما من التطور العلمي في ميدان الطب البيطري حيث عني بأمراض الخيل، والمظهر الخارجي والصفات العامة المميزة للفرس والحمار والبغل ووظائف الأعضاء الخارجية والعيوب الوراثية في الخيل.
اشتهر الرازي في الطب و الكيمياء ، بلغت مؤلفاته الطبية (56) كتابا منها :
كتاب الحاوي
بحث في الحصبة و الجدري
بحث في اعضاء الجسم و هو عشر اجزاء في التشريح
رسالة الى المنصور بن اسحاق في تاريخ الامراض الوبائية
كتاب في الحصى و الكلى و المثانة
كتاب برء الساعة
الطب الملوكي
في قصص و حياة المرضى اشتملت على موضوعات جديدة تشهد بعبقرية الرازى وإجادته وأمانته وأصالة منهجه العلمي في التأليف والبحث وظلت مكانته في القمة ووضعه المستشرقون والمشتغلون بتاريخ الطب أعظم طبيب أنجبته النهضة العلمية الإسلامية. و كتب كثيرة لا تقل اهمية عن ما ذكر اعلاه .
وكان الأطباء المسلمون عظيمي التحمس في دعوتها إلى الاستحمام، وخاصة عند الإصابة بالحميات، وإلى استخدام حمام البخار، ولا يكاد الطب الحديث يزيد شيئا على ما وصفوه من العلاج للجدري والحصبة، وقد استخدموا التخدير بالاستنشاق في بعض العمليات الجراحية كما يصف مؤرخ الحضارة ول ديورانت. وهكذا لم تكد تنقضي القرون الأربعة الأولى من عمر الإسلام حتى رأينا في الحضارة العربية الإسلامية تطور العلوم والمعارف الطبية تطورا مذهلا، في المجالين النظري والعملي على السواء.
اتخذ الرازي منهاجا قائما على اساس علمي سلسم يقوم على علم الغذاء قبل الدواء في الابراء فقال : «مهما قدرت أن تعالج بالأغذية فلا تعالج بالأدوية، ومهما قدرت أن تعالج بدواء مفرد فلا تعالج بدواء مركب»،»، بالإضافة إلى ذلك اتبع العلماء من صيادلة وأطباء منهجًا علميًا يقوم على التجربة والمشاهدة، وقد انعكست كل هذه الفلسفات في كل ما كتب عن علم العقاقير والعلاج بالأدوية سواءً ضمن التآليف الطبية أو في مصنفات مستقلة، الأمر الذي جعل هذه المصنفات تحظى باهتمام علماء الشرق والغرب.
ان علم الصيدلة مر كغيره من العلوم بالترجمة ثم مرحلة التلخيص و الشرح ، حتى وصل الى مرحلة الكشف و الابتكار في العصر الذهبي للحضارة الاسلامية الإسلامية ابتداء من القرن العاشر الميلادي وحتى أواخر القرن الثالث عشر. فبالنسبة لمرحلة الترجمة فقد نقل حنين بن إسحاق كتاب «ذياسقوريذوس» عن «الأدوية المفردة» ونقل مرة أخرى أيام عبد الرحمن الثالث. وكذلك اهتم «حنين بن اسحاق» بترجمة مؤلفات «جالينوس» في الطب والصيدلة.
ثم جاءت بعد ذلك مرحلة التلخيص والشرح، وقد تميز بها القرن الثاني الهجري، إذ وضع حنين بن اسحاق كتابًا في تدبير الناقهين وفي الأدوية المسهلة والأغذية ووضع يوحنا بن ماسويه كتاب «الأغذية» وصنف على بن الطبري كتاب «منافع الأطعمة والأشربة والعقاقير» وكان علي أستاذًا لأبى بكر الرازى والكندى الذي ألف كتابًا في «الغذاء والدواء» وكتاب «الأبخرة المصلحة للجو من الأوباء»، وكتاب «الأدوية المشفية من الروائح المؤذية»، وكتاب «كيفية إسهال الأدوية»، وكتاب «أشفية السموم» وكتاب في «الأقربازين» وكلها جاء ذكرها في كتاب «أخبار العلماء بأخبار الحكماء» للقفطى. ووصل التقدم إلى مرحلة النضوج الفكرى والعلمي والمقدرة على الابتكار واستخلاص النظريات السليمة بعد بحث ونقد وتجربة. فقد ظهر العديد من نوابغ الطب والصيدلة وأثروا المكتبة العربية والإسلامية بإنتاتجهم الغزير ودراساتهم الأصيلة، ومن ذلك على سبيل المثال :كتابا ( من 19 بابا ) لابي بكر الرازي يتحدث فيه عن منافع الاغذية في العديد من الاطعمة و يبين مضار هذه الاغذية والأحوال التي ينبغى فيها تناولها. وللرازي مؤلفات أخرى مثل: «سر الأسرار»، و«المرشد»، و«صيدلة الطب»، و«الحاوى»، وفيها يعرض لصفات الأدوية وألوانها وطعومها وروائحها ومعادنها.
ملاحظة : نعود للحديث لولا الترجمة ثم ذكاء المتلقي ، لَمَ وجد هذا العلم .
تابع
ملفينا توفيق ابومراد
لبنان
جزء من المعلومات من غوغل
2023/8/7