اللغة العربية الجزء العشرين الفصل الثالث بعد الاسلام العهد الأموي //للكاتبة اللبنانية ملفينا ابومراد
اللغة العربية
الجزء العشرين
الفصل الثالث بعد الاسلام
العهد الأموي (41ـ132هـ/661ـ750م)دام 709 سنوات
من أساتذة مكة في العصر الأموي عبد الله بن عباس ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يجلس في البيت الحرام ويعلم الناس التفسير والحديث والفقه والأدب.
مدرسة مكة :
يرجع الفضل الى ابن عباس فيما كان لمدرسة مكة من شهرة علمية واسعة، فأشهر من تخرج من هذه المدرسة من التابعين والذين كان له دور كبير في الحركة العلمية في العصر الأموي مجاهد بن جبر سنة 103 هـ، وعطاء بن أبي رباح سنة 115 هـ وطاووس بن كيسان…وغيرهم كثير.
واستمرت هذه المدرسة العلمية العظيمة قائمة يتلقى الطلاب العلم فيها جيل عن جيل وكان من أنجبِ تلامذتها الإمام الشافعي ت 204 هـ.
أما مدرسة المدينة المنورة فكانت أكثر علما وأوفر شهرة من مكة لأن معظم الصحابة الكبار عاشوا فيها وعلموا جيلا كبيرا من التابعين، كان من أشهرهم في العصر الأموي سعيد بن المسيب سنة 95هـ، وعروة بن الزبير بن العوام سنة 94 هـ الذي كان من أعلم أهل المدينة وأكثرهم تقوى و ورعا.
عن هذه القافلة من العلماء ، أخذ العلم منحى اخر ، كان من أشهرعلمائه محمد بن شهاب الزهري سنة 134هـ، الذي حفظ فقه علماء المدينة وحديثهم، وكان من أسبق العلماء إلى تدوين العلم، واتصل بكثير من خلفاء بني أمية، مثل عبد الملك بن مروان وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك وهشام بن عبد الملك …”.
وقد أنجبت مدرسة المدينة إمام دار الهجرة مالك بن أنس 93-179 هـ الذي عاش حوالي نصف عمره في العصر الأموي.
هذا عن الحركة العلمية في العصر الأموي في المدينتين المقدستين: مكة والمدينة.
أما في العراق: فقد نشأت مدرستان عظيمتان في كل من الكوفة البصرة، ففي الكوفة عاش كثيرون من كبار الصحابة الذين نزلوها بعد تأسيسها في عهد عمر بن الخطاب سنة 17 هـ وكان من أشهر من عاش في الكوفة من الصحابة علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما، وإذا كان علي رضي الله عنه قد شُغل بالسياسة وأمور الدولة إلى حد كبير عن التفرغ للتعليم فإن ابن مسعود قد قام بهذا الدور، ولذلك يعتبر من أكثر الصحابة أثرا علميا في الكوفة، وقد أخذ عنه كثيرون من علماء الكوفة ولزمه تلاميذ منه تعلموا العلم وعلى يديه وتأدبوا بآدابه، وكان يعلم الناس القرآن ويفسره لهم ويروي لهم الأحاديث التي سمعها من الرسول صلى الله عليه وسلم.
الحركة العلمية :
تكونت في الكوفة حركة علمية كبيرة اشتهر من علمائها شريح القاضي والشعبي والنخعي وسعيد بن جبير وكل هؤلاء عاشوا في العصر الأموي دامت هذه المدرسة تنمو الكوفة حتى تُوجت بالإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان (80 ـ 150 هـ.)
في البصرة:
فقد نشأت فيها كذلك مدرسة علمية كبيرة كان أساتذتها من كبار الصحابة مثل: أبي موسي الأشعري وأنس بن مالك خادم الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن أشهر العلماء الذين خرجتهم مدرسة البصرة في العصر الأموي: الحسن البصري ومحمد بن سيرين، وكلاهما من الموالي، وكلاهما كانت له شخصية علمية ظاهرة في البصرة، فالحسن البصري اشتهر بمتانة خلقه وصلاحه وعلمه وفصاحته، وكان موضع حب واحترام أهل البصرة، حتى أن المصادر تروي أنه عند وفاته سنة 110 هـ تبع أهل البصرة كلهم جنازته، حتى لم يبقى بالمسجد من يصلي العصر. وكان رغم انتقاده العلني لخلفاء بني أمية ، كان موضع احترامهم.
وأما محمد بن سيرين فقد تعلم على يد زيد بن ثابت وأنس بن مالك وشريح وغيرهم، وكان محدثا ثقة وفقيها يفتي فيما يعرض عليه من القضايا والشؤون، واشتهر أيضا بتفسير الأحلام وتوفي سنة 110 هـ.
في الشام:
نشأت مدراس علمية منذ بداية الفتح الإسلامي في عهد عمر بن الخطاب، فقد روى البخاري في كتاب التاريخ: أن يزيد بن أبي سفيان كتب إلى عمر بن الخطاب أن أهل الشام قد احتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم في الدين، فأرسل إليه معاذ ابن جبل وعبادة بن الصامت وأبا الدرداء رضي الله عنهم جميعا، فكان هؤلاء الثلاثة أول مؤسسي الحركة العلمية الإسلامية في الشام، فقد تفرقوا في أقاليمها، فنزل أبو الدرداء في دمشق، وعبادة في حمص، ومعاذ في فلسطين، وتخرج على أيدي هؤلاء الصحابة الكبار عدد كبير من التابعين منهم: أبو إدريس الخولاني ثم مكحول الدمشقي، وعمر بن عبد العزيز، ورجاء بن حيوة، وكل هؤلاء من أعلام العلماء في العصر الأموي.
ثم خرّجت مدرسة الشام عبد الرحمن الأوزاعي الذي يعد من أقران الإمامين أبي حنيفة ومالك بن أنس، وكان من الطبيعي أن تكون الشام مقرا لحركة علمية واسعة وأن يقصدها العلماء من كل صقع لأنها أصبحت مركز الخلافة الأموية وفيها عاصمتها مدينة دمشق.
في مصر:
نشأت مدرسة علمية إسلامية عظيمة بعد الفتح الإسلامي وكان أساتذتها ومؤسسوها أيضا من الصحابة الذين نزلوا مصر، ومن أشهرهم: عمرو بن العاص وابنه عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما الذي يعد من أكثر الناس حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه كان يدوّن ما كان يسمعه من الرسول، وقد سكن مصر فلم يكن يغادرها إلا للغزو أو الحج أو العمرة، ويعد بحق مؤسس المدرسة المصرية وأخذ عنه العلم كثيرون من أهلها.
تابع
ملفينا توفيق ابومراد
لبنان
1/8/2023
جزء من المعلومات من غوغل