المختصر المفيد بقلم ريحان الجزائري
#المختصر_المفيد
يخلق الله من الشبه أربعين…
لكن أيامي تخطت في تشابهها الأربعين…
فلم أعد أفرق بين الجمعة والسبت وبين الأحد والاثنين…
وكل ما أذكره أنني بالأمس كنت على مشارف العشرين…
واليوم أنا على أعتاب الثلاثين…
لكنني متيقنة أن الغد يوم مختلف ولو بلغت الأربعين…
وسيصنع الاختلاف مني عشرينية في الخمسين…
وثلاثينية في عز الستين…
ولن يصيبني يأس الأربعين ولو تجاوزت السبعين…
أما في الخمسين فسأصب كل أملي في الثمانين…
وكيف لي أن أكون عجوزا في الستين وأنا لم أكن كذلك في ذروة التسعين؟؟؟
وكيف يشيخ من كان قلبه يشبه في اختلافه زهر الياسمين؟؟؟
أما عنك يا من صار لك قرن منذ يومين…
لا تطمع في أن يكون لك قرنين…
وستبقى وحيدا كالأسد في العرين…
ومع ذلك لا تجزع لتشابه الأيام والسنين…
وعش يومك وكأنك لن تكون بالغد تحت القبر دفين…
وإنسى ماضيك ولا تدع للأمس في قلبك حنين…
وقوي قلبك بالصلاة وقراءة القرآن ولا تهجره فبهجره تسكنك وساوس الشيطان اللعين…
واستعذ من شروره بالقوي المتين…
وأكثر من الاستغفار فهو كنز ثمين…
أما أنت أيها الشاب المسكين…
لا يغرنك شبابك وتذكر أنك بالأمس كنت في رحم أمك جنين…
ولا تنسى أن ناقوس الموت لا يتوقف عن الرنين…
وإذا دق على روحك فستكون على ضياع شبابك حزين…
ولن ينفعك آنذاك لا بكاء ولا عويل ولا حتى أنين…
فتب إلى الله عسى الله يرفع عنك البلاء في ذلك الحين…
ويرزقك خير الخليلة ونعم الخلف من البنات والبنين…
وتذكر يا ابن آدم أن الشباب مجرد كمين…
فكن في عون نفسك يكن لك الرب معين…
وتدبر في عظمة المغفرة وتفكر في العذاب المهين…
وجاهد نفسك فجهاد النفس حرب تبيح لك القتال بالسيف والسكين…
فإما أن تنتصر ويزهر قلبك من الشريان إلى الوتين…
وإما أن تنهزم وتجد نفسك منثورا بين أشواك المعاصي كحفنة طحين…
وكل شوكة قد تركت في جسدك جرح عفن ثخين…
أما روحك فتكاد تبرئ نفسها منك إذا ما صمها الضمير بأصخب طنين…
أما في الأخير وبالمختصر المفيد الحياة مهما طالت فهي أقصر من المسافة الفاصلة بين الحاجب والعين.
#ريحان_الجزائري
#روح_وريحان
#أنت_روحي_وأنا_ريحانك
#ببلومانيا_للنشر_والتوزيع
#معرض_زايد جناح ببلومانيا i7