(المراة بين ميزان العقل والهجمة الذكورية) بقلم:احسان باشي العتابي/العراق
(المراة بين ميزان العقل والهجمة الذكورية)
بقلم:احسان باشي العتابي/العراق
العقل الواعي والحاضر دائماً،هو المرشد والدليل لصاحبه بل وامامه الذي لا يظله ابداً،وخاصة في الامور التي تستوجب التفكر بها ملياً.فضلاً عن امور اخرى لا تستوجب اجهاد العقل فيها لانها من بديهياته،مثلاً ان النار محرقة لمن حاول لمسها ومن قبيل هكذا امور.
قضية تكاد تصببني بالجنون الحتمي كلما انظر لها،تشعرني كأني اعيش وسط مجتمع حيواني بوسط احدى الغابات او المحميات الخاصة بها بل اراه فاقه حيوانية!
فهي طالما جعلتني،في افضل احوالي اشعر بالخجل،كوني شبيهاً لجنس اولئك الحمقى بالظاهر،ممن امتطوها من غير هداً ولا كتاب منير،الا وهي الرغبة الجنسية المجنونة، اتجاه مسمى اي”انثى”تصادفهم،من اجل الضفر بها واشباع ذلك الهاجس الغريزي الذي جعلهم يلهثون خلفه بلا اي وعي،وتناسوا انهم مهما حاولوا لن يخرقوا الارض ولن يبلغوا الجبال طولا بمساعيهم تلك.
وكأن الحياة ليس فيها سوى تلك”الرغبة الحيوانية”،التي تشدهم للطرف الاخر دائماً وابداً من اجل اشباعها،فاراهم يبحثون عنها في كل زاوية من زوايا حياتهم التافهة،حتى باتت لهم “عصب الحياة”الذي بدونه لن تستقم!!!
بينما الحقيقة ان حياة الانسان الطبيعية،لا تكمن في اشباع غرائزه بالدرجة الاولى”مئة بالمئة”انما في المعقول الذي يجعله يسير منتظماً في حياته اليومية من اجل الاستمرار بها،فهي هبة ويجب المحافظة عليها قدر المستطاع.
اقصد ليس من الضروري لاي انسان سوي،حصوله لكامل رغباته او ربما كلياً لواحدة منها،ما دام النقص الذي قد يوجد في اياً من تلك الرغبات ليس بذلك التأثير الذي يخرجنا من ادميتنا،او يرسخ شعور سلب لحق من حقوقنا،ومنها اشباع الرغبة الجنسية مع الطرف الاخر الذي يبادلني اياها بطبيعة التكوين.
فالغرائز بمجملها وسائل وليس غايات،لبلوغ اهداف عقلائية في ديمومة الحياة التي نعيشها اليوم،كما هو حال الذين سبقونا من قبل منذ اول نشأتها وهذا من ابسط البديهات المسلم بها.
ورغم اني تعرضت لهذه الحالة الاجتماعية بصورتها السوداوية القاتمة لانها واقع مر بل مخزي نعيشه بمجتمعاتنا،تبقى الحياة جميلة وفي غاية الروعة،والاجمل والاروع فيها هو وجود”الانثى”،وهو امر طبيعي ليس وليد اللحظة،بل ان الحياة اسست بهذا النسق المتلائم منذ اول وهلة.
والانثى..بأي مرحلة من مراحل عمرها تبقى رائعة ومعطا فضلاعن عناوينها الجميلة المتعددة بإتجاه نصفها الاخر”الذكر”.
كم جميلة هي مشاعر طهارة القلب وصفائه،التي تؤسسها ثوابت اخلاقية مستندة للعقل اتجاه كائن اخر جميل،يشكل معنا سبباً لطبيعة استمرارية الحياة بكل جوانبها.
حيث بات علي هنا التوسل الى الذكور،اكتفاءهم بانثى واحدة بعنوان الزوجة ،وان يعتق البقية عتق جبار حكيم مقتدر.
حفاظا على مسارات الحياة الدنيا من الانحراف،التي قد لا رجعة لها، وان قدر لها الرجوع لا اعلم متى،فربما القضبة حينها تكون شائكة جداً، وتحتاج ربما لقوانين خاصة تسن لها!!!
وحتى اكون منصفاً في طرحي،تتحمل هي كذلك جزءاً من ترسيخ هذا الشعور الهمجي والمتخلف باتجاها،والواقع يؤيد صحة رأي بهذه الجزئية فلا احتاج لتقديم البراهين في اثبات صحته.
براي المتواضع ان القضية تحتاج فقط ان ننظر لها من زاويتين.الاولى القناعة والثانية المقارنة،فان كانت القناعة منقوصة ونقصها هو الذي يدفع اولئك المتصيدون لاي مسمى انثى،ياتي دور المقارنة بين الذي يسعى للحصول عليه بأي وسيلة وبين تركه من اجل غنيمة اكبر ان لم تكن غنائم كثيرة،اولئك اللاهثون هم الاقدر على اختيار نوع المقياس الذي يقيسون به بين الامرين،رغم ان القضية واضحة ولا تحتاج لذوي اختصاص لتبيانها لنا.
كم هو جميل ان يكتفي الرجل بامراة واحدة له بعنوان الزوجة،والذي وجودها يغنيه عن تجديد ذلك العنوان،ان لم يكن لديه سبباً وجيهاً لتجديده،وهذه الجزئية ليست هي محل النقاش،لكن كان لابد علي التنويه لها اثناء الطرح.
والاجمل من ذلك الشعور، الذي اساسه الاكتفاء بامراة واحدة بعنوان الزوجة،هو شعور احدنا ان بقية النساء من حوله جميعهن بحكم محارمه،والمحافظة عليهن واجب بل فرض عين وفق مبادئ القيم والاخلاق التي لا تستقم حياة اي مجتمع بدونهما حتى وان وصل لاعلى درجات العلو والكمال بجوانب اخرى.
لا تتوقعون طرحي هذا هو ضرب من الخيال،او احلام رجل يتمنى ان يعيش باخلاق زمن فاضل نسجه بمخيلته،او ربما كان حاضراً في عقود غابرة واندثر عبر السنين،او تأثر بشخصية ما عبر التاريخ كان لها اثراً اجتماعياً بخصوص هذه الجزئية جوهر قضية البحث هذا.
بل ان طرحي هذا واقع اعيشه يومياً،واتعامل معه بتلك الروحية والعفوية،لاني ببساطة احكم عقلي وضميري في التعامل اتجاه القضية موضوع البحث،ولا احتاج لرسالة سماوية تغريني كي اتنكر لغريزتي تلك من اجل مكاسب غيبية،او شخصاً ما ترسله السماء يبين لي صحة اوخطأ هذا الامر،الذي كان ينكره كل عاقل عاش عبر الازمنة الغابرة.
القضية وكما نوهت لها في معرض حديثي،تحتاج لارادة قوية مصدرها العقل والضمير ووحدات قياس واضحة توضح لنا الموازين جميعها.
الخلاصة..
زوجة واحدة تكفي وتفي بالغرض والبقية اجعل منهن عناوين نستكمل بها ما ينقصنا من عناوين تجمعنا بنصفنا الاخر الشريك الاوحد لديمومة الحياة وفق مسارات صحيحة وخالية من كل ما يعكر صفاءها الاجتماعي في كل ابعاده.