أخبار فنيةأخبار وفنون

المسلسل الجزائري ” الدامة” يحقق أعلى نسبة مشاهدة

أعود للحديث عن المسلسل الدرامي”الدامة”الذي يعرض على قنوات التلفزيون الجزائري،و قد حقق أعلى نسب المشاهدة التي لم يعرفها أي مسلسل من قبل.
الدامة،الشطرنج،لعبة الحياة أو نحن و الحياة،حقيقة لا نقاش فيها،شئنا أم أبينا.
للأسف كثيرون منا “يغطون الشمس بالغربال”و يتغافلون عن الحقيقة،بل يكذبون و يصدقون أنفسهم،و يحاولون بشتى الطرق البائسة إقناع الناس بضرورة تصديق أكاذيبهم.
الدامة:الحقيقة التي يجب علينا الإيمان بها و الجهر بها دون نفاق لأنفسنا،لأننا ندرك حقيقة الأمور،و هي:
1/الإنتشار الفضيع للمخدرات إستهلاكا و ترويجا و متاجرة
2/الفقر البائس الذي ينخر زوايا الأحياء الشعبية سواء في الأرياف أو في المدن الكبرى
3/تحرش أبناء الجيران ببنات الجيران
4/رغم كل المشاكل و القيل و القال تبقى أواصر الجيرة قائمة بين الجيران
5/فتيات يافعات صغيرات في السن،تمكن منهن أخطبوط المخدرات،فرحن يستهلكنها،و يروجن لها و يتاجرن بها و كثيرات منهن موجودات في السجن
6/عالم المخدرات لا يجلب إليه أبناء الفقراء فقط،بل يجلب أيضا أبناء الأسر الميسورة و المرتاحة ماديا
7/تهريب الآثار و بيعها و تكوين ثروة طائلة
8/مافيا المخدرات أقحموا القصر من أبناء الإبتدائيات و المتوسطات و الثانويات في المدن الكبيرة كما الأحياء الصغيرة و هذا لتسهيل الترويج و المتاجرة دون لفت إنتباه الناس،و هنا يتم التركيز خاصة على الأطفال المعوزين بدعوى مساعدة أوليائهم الفقراء.
9/البطالة المنتشرة في الأحياء كما في المدن ساهمت بنسبة
كبيرة في الإستهلاك المفرط للمهلوسات بكل أنواعها.
10/قلب الأم هو قلب الأم سواء في صورة الممثلة كلثوم رحمها الله أو في صورة ريم تاكوشت،او في صورة كل الأمهات.
حقائق كثيرة نتغافل عن الإعتراف بها،و نرى أنفسنا ملائكة،و الٱخرين شياطين
هذا الذي حدث مع مسلسل الدامة على قنوات التلفزيون الجزائري،الذي حقق نجاحا خرافيا خلال أيام فقط من عرضه،طبعا هذا النجاح لا يعني خلو العمل من النقائص،هذا النجاح الجماهيري قابله شن حملة شرسة على مؤسسة التلفزيون الجزائري التي أنتجت العمل بوسائلها و تقنييها و مسؤوليها إذ تظافرت جهود الجميع من أجل إنجاح المسلسل الذي كان تحديا و الحمد لله كان الجميع في المستوى.
الذين يتهمون مؤسستنا بالترويج للحركات الإرهابية من خلال المسلسل،إنما هي نار الغيرة التي أحرقت أفئدتهم و أعمت أبصارهم،فراحوا يكيلون التهم جاهزة باحثين لأنفسهم عن بعض التموقع في ساحة الوطنية التي يتغنون بها،و هم أدرى الناس بمدى وطنية التلفزيون الجزائري.
مسلسل الدامة واقعنا جميعا،حتى إن كان أولادي و أولادك بعيدين عن عالم المخدرات و الإجرام،إلا أن أولاد ذاك و تلك أدمنوا و صاروا رهائن هاته السموم،و الحقيقة المرة أن المسلسل هو تمثيل،لكنه واقع بل استشراف لما بعد إدمان المخدرات و المتاجرة بها:القتل و السجن و الضياع…..
الدامة واقع معيش،جاء لينبهنا جميعا إلى ضرورة الإهتمام بأبنائنا داخل البيت و خارجه تفاديا للوقوع في فخ المخدرات و الإجرام.
الدامة دراما جزائرية ربطت بين الواقع و الخيال من خلال الشخوص الفنية المجسدة للعمل،بعيدا عن التنميق و(التزويق) و العشق و الغرام و الكلام المعسول.
الدامة صرختنا جميعا في مجتمعنا الذي يعيش التناقضات،و كل يفتي حسب هواه،و كل يغني ليلاه، و النتيجة ضياع مفاهيم و قيم اجتماعية ما زلنا نوهم أنفسنا أننا نقدسها.
أصدقائي لنعترف جميعا أن مسلسل الدامة حقيقتنا،و تفاصيل يومياتنا بعيدا عن عوالم الثراء الفاحش و حياة الرفاهية و كل المشتقات الناتجة عنها…..
كل الإحترام و التقدير لكل من ساهم في إنجاح مسلسل الدامة
أسمى التحايا لكل من قرأ المنشور الطويل نوعا ما،فإن علق بمصداقة فله الإحترام،و إن انتقد بما يراه قناعة فله الإحترام أيضا،فقط أعلم علم اليقين أن الجميع يشاهد العمل و هذا في حد ذاته نجاح ٱخر لهذا المسلسل و اتساع رقعة جماهيريته الكبيرة لأنه يمثلنا جميعا في عائلاتنا و جيراننا و معارفنا و محيطنا.

رشيدة براهيمي/صحفية التلفزيون الجزائري

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى