إشراقات أدبية

المشكلة التى ليس لها حل بقلم / عبده مرقص عبد الملاك سلامة

المشكلة التى ليس لها حل
بقلم / عبده مرقص عبد الملاك سلامة
المشكلة التى لا حل لها أن لا يكون هناك مشكلة و لكن
كل مشكلة مهما تفاقمت و مهما كانت نتائجها ,فإنه من السهل أن نجد لها حلاً ,
سواء كانت هذه المشكلة بين الأفراد أو قطاعات المجتمع أو بين الدول ولو تأملت أسباب المشكلة ستجدها لا تستحق ما نتج عنها. و على مستوى الأفراد قد يتبادر لذهنك أن تسأل أحد أطراف المشكلة العويصة التى إستمرت لوقت طويل عن أسباب هذه المشكلة و إذا ما كان له تقبل لحلها لتسير الحياة ،ستندهش إذا كانت الإجابة إن الطرف الذى تسأله لم يعد يتذكر سبباً واحداً لهذه المشكلة التى تسببت فى الوقيعة و القطيعة بين الافراد ( اقرباء ،ازواج ،أخوات ،زملاء عمل ،جيران ) و كل الذى يتذكره أن هناك مشكلة قديمة و على مستوى شرائح المجتمع قد ينجم عن مشكلة ما بين عائلتين ( أسبابها أوهى من خيوط العنكبوت )…… قد يقع ضحايا و قتلى و خسائر فى الزرع و الضرع و حرق منازل و تهجير و تصبح تجارة السلاح رائجة و فى سبيل الانتقام يبيع كل طرف الغالى رخيصاً و تتوقف سبل الحياة ،و قد ينجم بين الازواج الطلاق و تشريد الاطفال ،أو وقوع قتلى بين الاخوات وولاد العمومة
و على مستوى القوى المتصارعة على السلطة أو النفوذ سنجد إنهم يشعلون حريقاً وقوده البشر و الحجر و ينجم عنه خراب دولة كانت تتمتع بالأمن و السلام و الرخاء وتصبح أطلالاً يسكنها الأرامل و اليتامى و العجزة الذين يعانون الجوع و العرى والمتطلبات الضرورية للحياة …و ينجح فريق فى تولى مقاليد الحكم و ينتشى بما لا يشبع و لا يسمن ،
و على مستوى الدول سنجد صورة مكبرة لما ذكر آنفاً
الكل يدرك أن هناك مشكلة أدت لإشعال فتيل حرب ضروس و يتناسى أسباب الشرارة الاولى و تستمر الحرب تنهك الفريقين و تصيب تبعاتها دولاً أخرى
كل ذلك كان يمكن تداركه بقليل من الفكر و المنطق و التخلى عن الأهواء الشخصية ،و من السهل حل أو إيجاد حل لكل هذه المشاكل ببساطة ،
أما المشكلة التى ليس لها حل أن لا يكون هناك مشكلة بالفعل
و مما لفت نظرى فى هذا الصدد ما قرأته عن إرتفاع أصواتنا فى الحوار عند الغضب ، و فيما يلى نص الموضوع

لماذا ترتفع أصواتنا عند الغضب ..
كان أحد الحكماء في زيارة لنهر للاستحمام، عندما رأى على ضفتيه مجموعة أفراد يتصارخون في غضب. التفت مبتسماً لتلامذته وتساءل ” لماذا ترتفع أصوات الناس عند الغضب ..”
فكر تلامذته لبرهة، ثم أجابه أحدهم ” لأننا عندما نفقد هدوءنا، تعلو أصواتنا”.
رد عليه الحكيم متساءلاً “ولكن لما عليك أن تصرخ في حين أن الشخص الآخر بجانبك تماماً ؟ يمكنك أن تخبره ما تريد بطريقة أفضل”.
أعطى بعض تلامذته إجابات أخرى، لكن أحداً منها لم يقنع أياً من الباقيين.
وأخيرا وضح الحكيم “عندما يغضب شخصان من بعضهما البعض، يتباعد قلبيهما كثيراً، وحتى يستطيعان تغطية كل تلك المسافة ليسمع كل منهما الآخر، عليهما أن يرفعا من صوتيهما. كلما تزايد غضبهما أكثر فأكثر، كلما أحتاجا إلى أن يرفعا صوتيهما أعلى فأعلى، ليغطيا تلك المسافة العظيمة.
ما الذي يحدث عندما يقع شخصان في الحب؟ هما لا يصرخان في وجه بعضهما البعض، بل يتحدثان في رقة، ذلك لأن قلبيهما قريبان جدا من بعضهما، تلك المسافة بينهما صغيرة جداً أو حتى غير موجودة.”
ثم تابع ” عندما يحبان بعضهما البعض أكثر، ما الذي يحدث؟ هم يتهامسان حينها، فلقد اقتربا أكثر وأكثر.
في النهاية، لن يكون هناك حاجه للحديث بينهما، فقط ينظران لبعضهما البعض، هذا كل شيء. هذا هو مقدار القرب الذي قد يصل اليه شخصان يحبان بعضهما البعض.”
نظر الحكيم إلى تلامذته وقال “لذا عندما تختلفون على أمر ما، عندما تتناقشون أو تتجادلون، لا تدعوا لقلوبكم أن تتباعد، لا تتفوهوا بكلمات قد تبعدكم عن بعضكم البعض أكثر، وإلا فإنه سيأتي ذلك اليوم الذي تتسع فيه تلك المسافة بينكم إلى الدرجة التي لن تستطيعوا بعدها أن تجدوا طريقاً للعودة…تلك هي العبرة لاتجعل غضبك يسيطر عليك إنما عامل الناس بالتسامح.
تحياتى
عبده مرقص عبد الملاك سلامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى