المغزى بقلم هنيبعل كرم
(المغزى)
تسألُني امرأةٌ عن المَغزى،
أقولُ: أنتِ جميلةٌ جدًّا لأغُضَّ الطّرفَ
عن السّؤال،
ستفهمينَ
حين يغدو كلُّ شيءٍ كالحبِّ بالمجّان…
أرى العالمَ ساعةً رمليّةً
في بئرٍ
وكونًا لا يبالي…!
كُوني جميلةً
لأكتبَ، وأنا أغادرُ عينيكِ الحائرتينِ
وصيّتي،
هذا العالمُ ذئابٌ وذبابٌ على أفواهِها،
وأفخاذٌ تسعى في الرّحلةِ إلى السّؤال الأزليّ:
“مرآتي… مَنْ أجمل منّي في المَزابلِ، في الشِّعرِ
في الرَّسمِ، في السّاسةِ،
في ال-قِيلَ وفي ال-قال؟!”
كُوني لا تشبهينَ الماءَ في الولادةِ
لأكتبَ المَعنى غيرَ مفهوم:
“لا فرحَ ولا حزنَ
حينَ يغدو الرّحيلُ مستمرًّا في المكان،
ويقظةً متعبةً كالنّومِ في حقيبة…
أنا أيضًا لا أبالي،
لا أبالي بالقرودِ
لا أبالي بالقُرادِ في آذانِ الكلابِ
لا أبالي… كالرّيحِ لا تبالي بالغبار،
في عيني نقطةٌ من وَسخِ الدّنيا
تزعجُني،
قلبي امتلاءٌ يبتلعُ كلَّ شيء!