الموت في بيتنا بقلم الشاعر جمال العامري
…………… الموت في بيتنا …………..
_ ١ _
ليلةٍ كابيةِ السواد
ونداء مُنفرِد عقيم
يتأرجح صداه في الفراغ ،
يرسم في المدى حزناً عميقاً .
_ ٢ _
عراكٍ دؤوب بين الحقيقة والخيال
إبتسامات ذابت كمداً ْقبيل موعِدها بلحظاتٍ ،
جثى على إثرها عويل الثكالى والأطفال .
_ ٣ _
ظُّلمةٍ جائرة تُخيفني ،
تعج علينا بصخبٍِ اللعنة ،
دموع الطبيعة تتكوّر في يمّ السّكون .
_ ٤ _
الزهرة البريّة صارت متوحشة ،
ولحظةِ حزنٍ تركت فيَّ شِتاءاتٍ يتيمةٍ ،
_ ٥ _
الحب الذي نُسميه وطناً تلاشى
وتقطّع إرباً ،
ووطنٍ يمرُّ على مُفترق طُرق ،
تبدو النجاة في غاية الصعوبة
وتمرّ النهاية سِراعاً إلى السّفحِ الخطر .
_ ٦ _
السُّحب المُتقطِّعة تحتجِز ضوء القمر .
كل الأشياء من حوله باهِتة ،
والسكينة تدعو للحيرة والبكاء .
كالكازينوهات العاصمة تعرّضت للدمار ،
واستشهدت السكينة في جبهة الهامش ،
مات الجميع بإسم الثورة ،
وعاش اللصوص في قلب النّضال ،
السغادة أغلقت دُوني أبوابها ،
والشوارع تغيرت ملامحها ،
فيما الحياة صُلِبَتْ تحت حُكم المافيا والظلام
رائحتها المائزة ، تضوع بالفسق والوُجوم
في هذا الظلام الغريب الأطوار
تضيع عليك الطريق
حتى ملابِسك اصبحت غريبة عنك ،
وحده العنف المُدلّل هو الحَكَمْ
ووحده الشعب هو المُتّهمْ بلعنة الصّرخة
يُشرعِن إقتحام المنازِل
تارةً باسم الدين
وأخرى باسم التبعية ،
خوف جاثم على صدر الوطن
يبدو كشبحٍ لا يراه أحد
ولا يلتفِت إليه أحد
ويرهب بصرخته جميع البشر ،
باب السّلام ، لم يعد آمناً
وشوارِعه التي فُقِدَ بريقها لا يُحرِّكه اليراع ،
رائحتها سوداء
وطعمها اسود
كنارٍ على تِل ضارِب في العلو يزداد في الليل إتقاداً
يتغذّى من جوع التطرُّفِ والخراب ،
مدينة مُفعمة بالحب والفن
أضحت مرتعاً للفوضى والإرهاب
تمزّق فيها نسيج المجتمع ،
كبيتٍ أضحتْ خالية من الغريب ،
مدينة يُحاكم فيها البشر بحكم إنتمائهم
ومعتقداتهم ،
لم يعد فيها موطئ قدم للحياة ،
فقط لافِتة إعلانية عِند كل نُقطة أمنيّة
مكتوبٍ عليها إفكاً ……
الموت في بيتنا
الموت للحياة
اللعنة على بيارق الصباح
………………………..جمال العامري م09/12/2014