القصائد

الوَدَاع……الشاعر سمير الزيات

أَخْبِرِينِي ! ، كَيْفَ كُنَّا ؟ ، كَيْفَ هُنَّا ؟
وَامْتَثَلْنَا لِلْوَدَاعْ
كَيْفَ صَارَ الْحُبُّ فِينَا وَهْمَ أَيَّامٍ
طَغَى فِيهَا الخِدَاعْ
***
أَخْبِرِينِي عَنْ هَوَاكِ ، أَخْبِرِينِي
إِنَّهُ نَارُ الظُّنُونِ
إِنَّهُ سُهْدٌ وَشَوْكٌ فِي جُفُونِي
وَنَذِيرٌ لِجُنُونِي
***
هَكَذَا أَحْسَسْتُ خَوْفِي ، عِنْدَمَا كَانَ
الْهَوَى طِفْلاً وَلِيدَا
عِنْدَهَا كَانَ الْهَوَى بَيْنَ الْمُنَى يَشْدُو
لَنَا لَحْناً فَرِيدَا
***
ضَاعَ رُشْدِي ، وَصَوَابِي ، وَشَبَابِي
وَانْقَضَى عَهْدٌ أَمِينْ
وَارْتَشَفْتُ الْحُبَّ صَاباً فِي شَرَابِي
وَأَرَاكِ تَمْكُرِينْ
***
لاَ تَقُولِي أَنَّنِي يَوْماً سَأَنْسَى
لَوْ بَدَا حُبٌّ جَدِيدْ
مَنْ أَضَاعَ الْعُمْرَ يَهْوَى كَيْفَ يَنْسَى
فِي الْهَوَى الْعُمْرَ الْمَدِيدْ
***
كَيْفَ أَنْسَى ؟ ، وَالْهَوَى يُدْنِيكِ مِنِّي
كُلَّمَا أَرْنُو إِلَيْكِ
كَيْفَ أَنْسَى لَوْعَةً صَارَتْ تُمَنِّي
لَوْعَتِي فِي نَاظِرَيْكِ ؟
***
لَسْتُ أَنْسَاكِ ، وَقَلْبِي تَائِهٌ يَمْضِي
عَلَى نَفْسِ الطَّرِيقْ
إِنَّهُ مَازَالَ يَبْكِي ، يَشْرَبُ الْوَهْمَ
وَيَأْبَى أَنْ يُفِيقْ
***
يَا حَيَاةَ الرُّوحِ ، يَا عُمْرِي ، كَفَانِي
– مِنْ هَوَاكِ – مَا أُعَانِي
إِنَّنِي أَصْبَحْتُ أَشْقَى بِالأَمَانِي
فَوْقَ نِيرَانِ الْمَعَانِي
***
هَلْ تُرَاكِ كُنْتِ وَهْماً – عِشْتُ فِيهِ –
حَافِلاً بِالأُمْنِيَاتْ
أَمْ تُرَانِي بَعْدَ حِينٍ أَحْتَوِيهِ
فِي كُهُوفِ الذِّكْرَيَاتْ
***
أَيُّ حُبٍّ ضَمَّنَا ؟ ، هَلاَّ أَجَبْتِ ؟
أَيُّ أَهْدَافٍ لَنَا ؟
قُلْتِ : ( لاَ أَدْرِي وَلَكِنْ لاَ تَسَلْنِي
غَيْرَ إِحْسَاسِي أَنَا
***
لاَ تَسَلْنِي يَا حَبِيبِي – لَسْتُ أَدْرِي
غَيْرَ أَنَّاتِي وَحِسِّي
وَاخْتَفَيْتِ عَنْ عُيُونِي رَغْمَ يَأْسِي
وَهَدَمْتِ كُلَّ أَمْسِي
***
وَامْتَثَلْنَا لِلْوَدَاع ، وَافْتَرَقْنَا
وَانْتَهَيْنَا لِلَّضَيَاعْ
لَسْتُ أَدْرِي كَيْفَ ضِعْنَا ، كَيْفَ فَرَّ الْحُبُّ
مِنَّا ؟ ، كَيْفَ ضَاعْ
***

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى