اليوم الدولي لاحياء ذكرى ضحايا محرقة اليهود بقلم الكاتبة اللبنانية ملفينا ابومراد

اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا محرقة اليهود
(A/RES/60/7)
27 كانون الثاني/يناير
المحرقة لم تقتصر على اليهود فقط في ذلك الحين…
تُحيي اليونسكو، في 27 كانون الثاني/ يناير من كل عام، ذكرى ضحايا الهولوكوست وتؤكد مجدداً إلتزامها القاطع بمكافحة معاداة السامية، والعنصرية، وسائر أشكال التعصب التي من شأنها إثارة أعمال العنف ضد جماعات مستهدفة. ويوافق هذا اليوم الذكرى السنوية لقيام القوات السوفييتية بتحرير معسكر الاعتقال والإبادة النازي أوشفيتز ـ بيركيناو في 27 كانون الثاني/ يناير 1945. وقد قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً في تشرين الثاني/نوفمبر 2005 إعلان هذا اليوم من كل عام يوماً دولياً لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست.
إحياء الذكرى لعام 2025
تحل في 27 كانون الثاني/يناير 2025 الذكرى السنوية الثمانون لتحرير معسكر أوشفتيز بيركيناو النازي الألماني للاعتقال والإبادة. وقد قُتل أكثر من مليون شخص في هذا المجمَّع الكبير بمفرده، وكان معظمهم من اليهود. وتنظِّم اليونسكو بمناسبة هذه الذكرى السنوية واليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست، سلسلة من الفعاليات في 23 كانون الثاني/يناير للتذكير بالأهمية المستمرة للتعليم والتعلم عن الهولوكوست على الصعيد العالمي.
احتفالات عام 2025.
(نقلا عن موقع الأمم المتحدة )
المحرقة لم تقتصر على اليهود فقط في ذلك الحين
الهولوكوست هي عمليات إضطهاد وقتل برعاية الدولة ومدفوعة بأيديولوجيا في حق ستة ملايين يهودي في جميع أنحاء أوروبا ونصف مليون مجزرة ارتكبتها ألمانيا النازية (1933-1945) وغيرها من الدول العنصرية . بُنيت الأيديولوجية النازية على معاداة السامية ومعاداة الغجر الموجودة مسبقا. فتعاون بعض السكان المحليين مع النازيين عن طيب خاطر وساعد آخرون الضحايا. و إكتفت الأغلبية بالمشاهدة. طالبت العنصرية النازية، بقتل الألمان ذوي الإعاقة وأسرى الحرب السوفييت واستعباد السلاف. كما جرم النازيون كل من اعتبروه معارضا للنظام بمن في ذلك المثليون جنسيا. والمعارضون السياسيون وشهود يهوه. لكن في المخيلة النازية، يمثل اليهود تهديدا رئيسيا لنظامهم العالمي الجديد. لذلك سنّت الحكومة النازية أجندتها العنصرية المعادية للسامية، وبعد عام 1941، شرعت في قتل كل يهودي طفلا كان أو رجلا أو امرأة.
من هم النازيون؟
النازيون هو الإسم المختصر لحزب العمال القومي الإشتراكي الألماني، الذي تأسس عام 1919، في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ونمت شعبيته في عشرينيات القرن الماضي، بعد خسارة ألمانيا للحرب، ومعاناة الألمان من الفقر والبطالة، جراء العقوبات المالية التي فُرضت على ألمانيا بعد الحرب.
كان النازيون عنصريين؛ إذ آمنوا بتفوق عرقهم الآري على بقية الأعراق. وقد اتسموا بمعاداة السامية، وهو ما طبع سياساتهم، ودفع إلى غزو ألمانيا لعدد من الدول قبل الحرب وأثناءها.
الإضطهاد النازي:
منذ اللحظة التي تولوا فيها السلطة، عام 1933 ، إضطهد النازيون الأشخاص الذين لم يعتقدوا في جدارتهم كأعضاء في المجتمع الألماني، وأبرزهم اليهود.
وأصدر النازيون قوانين تكرِّس للتمييز ضد اليهود وسلب حقوقهم؛ إذ مُنعوا من دخول عدد من الأماكن، كما حُظر عليهم تولي وظائف معينة.
وشرع النازيون في إقامة معسكرات اعتقال، أرسلوا إليها كل من إعتقدوا بأنهم “أعداء للدولة”، وأجبروهم على العمل.
وكان معسكر “داكاو” أول معسكر إعتقال أسسه النازيون، خارج ميونيخ، عام 1933. قبل أن يؤسسوا أكثر من 40 ألف معسكر في المناطق التي سيطروا عليها، ما بين عامي 1933 و 1945.
بعض هذه المعسكرات كان للعمل بالسخرة، والبعض الآخر كان لتأهيل السجناء وللإبادة، حيث قُتلت أعداد كبيرة من الناس على يد حراس المعسكرات أو جراء الظروف الرهيبة التي عاشوها هناك.
وفي عام 1934، صدر قانون يسمى : قانون النميمة الخبيثة، الذي أصبح، بموجبه، إلقاء النكات المناهضة للنازية جريمة. كما حُظرت موسيقى الجاز، وأعيدت كتابة الكتب المدرسية لتحوي الأفكار والقيم النازية، وأُتلفت الكتب التي لم تكن على هوى النازيين.
(هذا القانون اي النميمة الخبيثة ) ، بل أصبح مبدأ النميمة الخبيثة ساري المفعول حتى ايامنا هذه للاسف .
وفي عام 1935، أغلقت 1600 صحيفة، كما لم يُسمح لما بقي من الصحف بنشر أي مقالات دون موافقة النازيين عليها.
وفي أوائل الأربعينات، توصل النازيون إلى فكرة معسكرات الإبادة، التي أسموها “الحل النهائي”، للتخلص من السكان اليهود في أوروبا.
بحلول نهاية عام 1941، أنشأ النازيون أول معسكر للإبادة في بولندا، تحت اسم “خيلمنو”. كما أقيمت ستة معسكرات للإبادة في المناطق التي يسيطر عليها النازيون في بولندا، كان أكبرها معسكر أوشفيتز-بيركناو. إلى جانب معسكرات أخرى في بيلاروسيا وصربيا وأوكرانيا وكرواتيا، شهدت مقتل مئات الآلاف.
ملفينا توفيق ابومراد
عضو إتحاد الكتاب اللبنانين
لبنان🇱🇧 / في 2025/1/27