إشراقات أدبيةالخواطر

انهيار بقلم منيرة خديم الله

منيرة خديم الله (الجزائر)
———————–
انهيار…
… صحيح أنها غالبا ما تكون في مزاج سوداوي ما يجعلها تفضل أن تكون وحيدة حدّ بعدها عن الناس و لكنها دائما ما كانت صارمة مع حزنها الذي استحوذ على حيز كبير من خصوصياتها المهمة في حياتها..
… انتهى يومها و ها هي قد دخلت غرفتها بعد يوم شاق، دخلت و هي تتباطؤ في مشيتها، تمشي و تجر رجليها كمن لا يعرف وجهته، نزعت حذاءها بأطراف أصابعها و رمت به بعيدا، تقدمت نحو سريرها و رمت بجسدها فوقه، استلقت و ركزت عيناها في سقف غرفتها دون أن ترمش أو تحركهما و دون أن تتحرك حتى، #كانت هادئة على غير عادتها و ملامحها شاحبة خالية من التعابير و كأن الدم لا يسري في عروقها من يراها في ذلك الوضع يجزم أنها جثة هامدة لا محالة، #فجأة و دون سابق إنذار استقامت جلستها و وقفت، ثم دوى صوت صرختها حتى سمع صداها طويلا في أرجاء غرفتها، ثم إنهالت بعد ذلك بالضرب على مكتبها بكامل قوتها، بعدها أخدت تمزق الكتب و الأوراق الموضوعة فوقه، و للحظة نسيت تلك الليالي الباردة التي كانت فيها الكتب مؤنسها الوحيد لها، و نكرت جميل تلك الأوراق الضعيفة التي كانت بمثابة بئر أسرارها في وقت قل فيه الصدق و الوفاء..
#و بعد هاته المعركة الكبيرة التي خاضتها مع نفسها سقطت على الأرض منهارة و قد خارت كل قواها سقطت كعجوز قاربت سن الثمانين.. #و فجأة أطلقت العنان لتلك الدموع و تلك االغصة التي أثقلت على قلبها..
#كان لابد لها من الإنهيار لكنها فضلت أن تنهار في غرفتها كالغريبة وحيدة حزينة… انهارت لتكسر الحواجز و قد أخلت بالقوانين مرددة في نفسها (فلتذهب كل المعتقدات للجحيم وكل الأمنيات و الأحلام لن تعرف طريقها إلي منذ الحين..)

#و من اليوم لن أسمح لهذا العالم الذي أكرهه أن يكسرني مرة أخرى…♡

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى