انْبِثاقُ الصَّمْتِ بقلم الشاعر خالد حامد
انْبِثاقُ الصَّمْتِ
اعْتَدْتُ عَلَى مَضْغ الأَلَمِ
وَبَاتَ القَلْبُ للأَحْزَانِ تَوَّاقَا٠٠
لا يَغُرَّنَّكَ فِي الوَجْهِ ضَحِكٌ
فَبَعْضُ الضَّحِكِ لِلْيَأْسِ سَوَّاقْ
أَشْرَبُ حِلْمَ الطُّفْولَةِ سِرَّاً
وَفِي كَأْسِ الصِبَا دَقَّتِ الأَبْوَاقْ٠
أَبْوَاقُ حَرْبٍ غَلِيظَةٌ تُنْفَحُ ذُعْراً
يَخَافُ دَوِيَّ وَ هَزِيْزَ
صَوْتِها البَوَّاقْ٠
وَأَنا الْمُكَبَّلُ بِالأَصْفَادِ قَهْرَاً
أَيْنَ السَّكِينَةُ مِنْ
قَلْبي الخَفَّاقْ ٠
وَقَدْ عَصَفَت بِي الأيَّامُ عَصْفاً
وَكَحَّلَتْ زَهْرَةَ الشَّبَابِ
بِحِمْلٍ لاَيُطَاقْ
تَشْكي الرُّوْحُ جَزَعَ صَبْرٍ
وَالرَّأْسُ ضَاقَتْ بِهِ الآفَاقُ٠٠
وَصَرْخَةٌ ارْتَقَتْ مَنَابِرَ
الْحَقِ فَخْرَاً أَسْكَتَتْ
أَلْسِنةَ السُّوءِ بِكَفَّهَا الطَّرَّاقْ٠٠
أَلاَ يَا تِلْكَ الوُجُوهُ الْمُوَشَّمَةُ
غَدْرَاً غَداً
يَجْتَثُّ وَشْمَ غَدْرِكِ النِفَاقْ
غَداً يُهَلْهَلُ لِلْحَقِ صُبْحٌ
وَبِوَجْهِ الحَقِيقَةِ
تُفْتَّحُ صَدْورُهَا الأَوْرَاقْ٠
وَتُسْجَرُ قِبَابُ الظُّلْمِ سَجْرَاً
وَيُشَبُّ فِي قِلاَعِ
الكُفْرِ إِحْرَاقْ٠٠٠
يَا نَفْسُ إِشْرَبي
كَأْسَ الكَرَامَةِ صَبْراً
إِنَّ ثَوْبَ الطُّهْرِ
وَ الكَرَامَةِ وِفَاق٠٠
لاَ لِعَيْشِ الْمَهانَةِ
مَادُمْتَ حُرّاً
أَوَ هَلْ يُلاَمُ مَنْ كَانَ
مَعَّ الْمَهانَةِ فِرَاق٠٠
حَتَّى إِذَا جَلْجَلَ لِلَّحَقِ
صَوْتٌ ضَيَّقَ عَلَى
الظُّلْمِ حَبْلُ الخِنَاق٠٠٠
فَتَرَى انْبِثاقَ الصَّمْتِ
رَعْداً وَالحَقَّ
فِي العَلْيَاءِ إِغْدَاقْ٠٠٠
خالد حامد