ايا الراحل مهلا بقلم حورية ميلك
أيّهـــا الراحـــل مـَهـــلا
أيـــها المُهِـــل مــن فجـــرٍ قـــد لاح
أشعلـــت بصــدري نـــارا
مـــن لهـــب
يا نـــور الصـــباح
يا وليــــد الريـــاح
إليـــك أكتــــب
مــن بقــــايا الصبــــر
أرتشـــف كـــؤوس الهـــوى
يا قبلتـــي ومحـــراب الـــروح
يا وجـــه القمـــر
فـــي المـــدارات السرمديـــة
يا مـــن جعلــت الحــرف شمــساً
والكلمـــة كالقمـــم النديــة
يا محــراب أحلامــي
كيـــف اللقـــاء
ودروب الصمـــت تطـــوف بنا
وتسمــــو كأراجيــح الصبيـــة
يا أنــتَ يا مــن كنــتُ ألقـــاه
على الـــدروب
وفــي أســرار الحــروف المخفيـــة
كـــان اللقـــاء على رصيــف
الذاكـــرة
محمـــلا بالشـــوق
مصحـــوباً بنــور الســهى
لكـــن أســـراب الحنيـــن تدفّقـــت
وتوقفـــت كــل المـــدارات
وعـــاد اللهيـــب يلفنـــي
ماتـــت شمـــوع النهــار
وانكسرت الأساطير القويـــة
يا روعـة الإشـــراق
يا مـــوكب مجـــدنا الزاهـــي
إنتهـــى اليـــوم العهـــد القديـــم
وأُغلقـــــت تــــلك القضيـــة
أشرقـــت روحـــك بسمائــــي
وارتــــوت دروبـــي العطـــشى
يا نشـــوة الفـــرح
وسوســـن النغـــم الجـــريء
جِئــــت اليـــوم لـــي بأجمـــل هديـــة
فـــلا الليـــل يبكـــي بعـــد اليـــوم
بدمـــوع الحــــزن الشجيـــة
ولــــن تســدل ستــــارات النجـــوم
بسمائـــي البهيـــة
يا نـــداء الــــــروح
لازلـــت أسمـــع دنــــدنات الريــــح
تهطـــل عـــلى جبينـــي
ها قـــد عـــاد
مـــن كان طيفـــه مخفـــيا
ها قـــد عـــاد مـــن كان همســـه شجـــيا
يافـــرح أيامــــي
جئـــت قبـــل إشــــراق الربيـــع ..
واسقيتــــنا مـــن كنـــوز الليـــل سحـــراً
نامـــت الأحـــلام فــى رصيـــف الانتـــظار
واقتــــربنا وابتعـــدنا فــي مـــدار
وافتــــرقنا والتقيـــنا فــي حـــوار
جـــاءت ساعـــة اللقــــاء
يا أمـــلا يعـــزف على أوتـــار القلـــب
حــــــــورية ميــلك