اين الطريق سعيد إبرهيم زعلوك
اين الطريق
سعيد إبرهيم زعلوك
وعدت بعد غربة، وتوهان
ومرارة فقد، وأحزان
اريد ان اعود للبداية
لأصل بعضها ببعض الحكاية
واضع كل ما فعلت في سلة النسيان
ولكن ما هذا،
ضاع من قدمي الطريق
البلاد التي كانت هنا جميلة
وطفولتي الباسمة ،
وكل ما كان لدى فيها من بريق
غاب الرفاق
وكل من سكنوا في الأعماق
اختفت كل الاشياء المبهرة
أين.. أين هذه الساحرة
أين راحت..
وأين كل ما كنت أشمه،
ها هنا من رحيق
وتوتنا، حبيبتنا، ونخلتنا الشامخة
كيف هوت
وأصابها الأعياء حين لامسها الحريق
هل تراني ضللت الطريق
لم أعد ارى من بهاء
الجفاف قد حل في كل مكان
ونزلت من السماء البروق
والحب لم اعد اعثر له على أثر
لم ينجو منه سوى اقل القليل
قد توارى خلف الشقوق
رباه.
كيف صارت مدينتي بهذا الجفاء؟
من قبل ألم تكن واحة غناء؟
ألم تجعلها جنة خضراء؟
كيف حل بها العناء؟
كيف صارت اشجار من الأسمنت
أين وجهها الرقيق
وصحبتي، ورفقتي، وجميع احبتي
والخليل، والنبيل، والجليل، والرفيق
أين راحوا
هل فعلاً هذه مدينتي التي خلفتها
ام أن قدمي قد ضلت الطريق
أين يا ربي ما كان فيها من بريق؟
ما غبت عنها كثيراً
عشرون عام من الأغتراب فقط
والركض نحو الحياة البهية
هل هذا عهد سحيق؟
كيف تبدلت كل الوجوه فيها
تتجاهلني كل الشوارع
والحواري، والازقة
كأنني ما مشيت فيها
ولا لعبت في صباى هنا
وقدمي ما اصابها الأعياء، الشقوق
رباه أنا فيها كئيب
مشرد، وغريب
ولا اجد هنا غير العقوق
رباهَ … يا رباهَ
خذ بقدمي لصواب الطريق
أنا ضائعٍ في بلدتي
أنا تائهٍ في بلدتي
أنا عاجز،
وقلبي ضعيف جداً، ورقيق
لما غاب من سمائها القمر
والنجوم في المساء
وأختفت شمس الشروق
رباه حزني عميق
فهبني بريق
لأبصر عتمة الليالي،
واتلمس الطريق