برامج و لقاءاتمبدعٌ ولكن؟!

ا.عزيز فيرم ضيف برنامج #مبدعٌ_ولكن؟!

●من هو الأستاذ عزيز ؟ وكيف يصف لنا نفسه؟

بالبداية أشكركم جزيل الشكر على اتاحتكم الفرصة لي قصد إجراء هذا الحوار، تحية لكم ولجميع السادة القرّاء، في عالمنا العربي ككل.
عزيز فيرم، كاتب سياسي وروائي جزائري، مدير الاتحاد العالمي للمثقفين العرب -مكتب الجزائر- ومدير مجلة رؤى وروافد الكترونية، له مؤلفات تنوعت بين السياسة والأدب، حيث صدرت له رواية الفارون إلى الله، ورواية نبض الأقدار وكتاب سياسي- تاريخي موسوم ب: أراجيفُ السياسة الأمريكيّة..التنظيراتُ المثاليّة والنزوعاتُ الامبريالية، وكتاب كوفيد- 19: أيّ تأثير على السياسات الخارجيّة للدول وعلى هيكليّة النظام الدولي، عطفا على مقالات منشورة بمجلاتٍ وجرائد عربيّة ومواقع الكترونيّة.


●الإدارة والقائد مصطلحان مهمان لنجاح الأفراد فما رأيك؟

-ربما الإدارة والقائد، عنصران مهمان ليس فقط لنجاح الأفراد وحسب، بل لنجاح أيّ مشروع بالحياة، المشروع يحتاج إلى وقود الذي يمثله القائد، ونجاح المشروع يعني بالضرورة وجود قائد مثالي يعمل على نقل القول إلى عمل مع احترام كافة العناصر التي تخدم وحدة ونجاح المشروع خاصة الأفراد، فالاستثمار الحسن في العنصر البشري يوفّر لك جهدا ووقتا ومالا، فأغلب مشاريع الحياة تحتاج إلى قيادة حكيمة تعمل بضمير ومهنيّة وحسن تدبيرإن على المستوى الفردي أو حتى المستوى الجمعي أو الحكومي، فمثلا نلاحظ في هذا الصّدد تحوّل بعض الدول من كيانات صغيرة إلى دول عملاقة بفضل القيادات الرّشيدة، والعكس صحيح.


● بما أنك مدير مكتب الجزائر للإتحاد العالمي للمثقفين العرب في الجزائر مارأيك في تطورات الثقافةالعربية في الآونة الأخيرة إجمالا ، و كيف يبدو لك إنخراط و مساهمة الشباب فيها ؟

وسائل التواصل مهمة لتطور الثقافة العربية ولانخراط الشباب العربي فيها فهي منصات مهمة لنشر أفكار الكاتب وبالتالي التشارك مع القرّاء حول تلك الأفكار ومن ثمّة سرعة أنتشارها وهو ما نلحظه فعليا، لكن وجب أخذ الحيطة من قضية سرقة الأفكار في هذا الصدد لأن تلك المنصات غير مأمونة بالنهاية رغم أهميتها في عملية النشر والدعاية.
والنشر الالكتروني الذي يعمد له كثير من مبدعينا الشباب، كغيره من أنواع النشر له حسنات وعليه عيوب، لذلك لا يمكننا أن نفصل فيه كلية، ولكن باعتقادي أننا اليوم أمام موضة هذا النوع الذي بدأ يأخذ حيّزا هاما من تفكير كثير من الكتّاب لسلاسته وعدم تكلفته وانتشاره السريع ولكن مع مراعاة قيمة وسمعة المنصات والمواقع التي تنشر، فليست الأخيرة كلها ذات قيمة ومصداقيّة، ولكن بالمقابل هناك من يفضّل النشر الورقي لميزاته الكثيرة ومنها صدور المخطوط ورقيا ومشاركته بالمعارض وغير ذلك كثير، فالمسألة فيها متسع وخيارات خاصة بكل مؤلف.


●كيف يرى الأستاذ عزيز ممارسات العدو الصهيوني في الأحداث الأخيرة ضد الشعب الفلسطيني على الصعيدين السياسي والإنساني؟

سياسيا، الهجمات الصهيونيّة على الشعب الفلسطيني بغزة، شهدت تواطؤ واضح لما يسمى بالمجتمع الدولي الذي يعمل بشكل واضح مع المشروع الصهيوني بالمنطقة، مع صمت مطبق من طرف الدول العربيّة التي لم تكلّف نفسها عناء مساعدة الفلسطينيين على الأقل من واجب الإنسانيّة، وربما هذا الوضع جعل الكيان الغاصب يتمادى في سلسلة هجماته المتواصلة والممنهجة بغيّة تحقيق مشروع القرن في ثوبه الجديد. إنسانيّا، شعبنا الفلسطيني الأعزل يعاني منذ بداية الغارات والهجمات الصهيونيّة من وضع مأساوي على الصعيد الإنساني حيث تضرر المدنيّون في غزّة الصّامدة أشدّ الضّرر وهم بحاجة ماسة إلى مساعدات عاجلة لا تحتاج إلى تأخير، وإلى هبّة عاجلة.


●رواية “الفارون إلى الله” عنوان جذاب و مميز حدثنا عن الرواية أكثر وما تحمله في طياتها؟

ج5-رواية الفارون إلى الله،
شذرات من حياة إنسانة عاشت ردحا من الزّمن وسط دائرة اللاشيء في براثن الشر ومخالب الفساد وغيوم الشقاء تسللت في أغوار الليل تبحث عن منافذ الخلاص وقد بعدت الشقة وأسدلت ستائر الدجى الموجع على كل قطعة من قلبها الوجيع وروحها الممزقة ونفسها المثخنة جراحا …
ثمة نقطة انعطاف في حياة كل واحد منّا تحوّل حياته من حال إلى حال ، للقدر رسائل مشفرة علّنا لا ندركها إلاّ بعد فترة زمن ، أن تفككك رموزها وتعيّ مضامينها وتغيّر وفق ذاك وضعك الموجود إلى آخر منشود فتلك وأيم الله أمارة فوز محمود وعاقبة نجاح غير محدود.
فالرواية الموسومة بالفارون إلى الله تجسد لنا عدة معان وكثير من القيم الانسانية والاخلاقية والاجتماعية
المنبثقة اصلا من حياة البطلة ماريا سابين التي عاشت في بيئات مختلفة ومتضاربة بلورت الى
حد كبير شخصيتها وفهمها للحياة التي يرنو لها كل انسان عاقل ، اماكن عدة تنقلت اليها
وشخوص عدة التقت بها خلال حياتها الطويلة اثرت في تكوين رصيدها في الحياة ووصولها
الى الخلاص المنشود وهو الوصول الى ان تكون انسانة عاقلة متزنة تمد يد الخير والمساعدة
للجميع في عالم يقطر بالدم والعنجهية والظلام.
و الغرض من كتابة و عرض هذه الرّواية هو استنطاق الزمان و المكان والانسان. ثم الاستفادة من أحداث تاريخية ربما حدث معها تشابه من خلال روايتنا هذه ، ثم الوصول بها إلى طريق الحقّْ والخلاص وبرّ النّجاة وشاطئ الحرية المنشود
فالتّاريخ، كثيرا ما تتكرر حيثياته وتفصيلاته، على نحو مثير للغرابة و الدّهشة و الإبهار.إن أبشع الأحداث والظروف التي مرت على الإنسان عبر حقب زمنية متلاحقة و أكثرها ترويعا، انطوت على فلسفة مختلفة من حيث التفاسير, بيد أن الأمر بالنسبة لنا سببه الأول هو الابتعاد عن قيّم الإسلام الحنيف أو عدم فهمه ،أو تحوير غايته عن المسلك الصّحيح و تحريفه, أو المتاجرة به و زجِّه في مصالح ظلامية ضيّْقة.
فمثلا مصطلح الإرهاب ظلّ ردحا من الزّمن ،يفسّر بكونه سرقة الحياة من إنسان بقتله أو بترويعه أو بتهجيره قسرا وقهرا , بيد أن مثل هكذا توصّْيف لابد للقصور أن يكتنف مضامينه. ذلك إن الإرهاب ليس بتلك المادية المطلقة. إن عيش الإنسان في دياجير الشّر الغاسق الوّاقب، والعتمة الدّهماء فكرا و اعتقادا ،لعمرك هو الإرهاب في أقبح صوره و وسومه.فلا يكفي أن تعيش إنسانا يتمتع بكل صفات الجمال المادي، مالم تحمل أو تعتنق قيّم الانسانية الخالدة.
لقد أمر الله صرير القلم الأعلى، بتدوين كلّ قادمٍ، وكل آتٍ، في اللّوح المحفوظ، وقدر الله نافذٌ لا مناص، وأمره بين الكّاف والنّون، بأن يقول للشيء كُن، فيكُون.
لا يتفاضل النّاس بأوسمة ولا بمناصب و لا بنياشين و لا بشهادات ، ينتفي هناك الزّمان ويبقى الإنسان، تنتفي الرُّتب والأوسمة والقيادات ،لن يقال لك بروفيسور و لا يقال لك دكتور ، بل لا ينادى عليك باسم قائد ولا سلطان ولا وزير ولا غفير ، يتفاضل الخلق في أجداثهم وبرزخهم بعملهم وخلقهم وما قدّمت أيديهم .
بالمفيد المختصر…أنت وحدك في الحياة منْ يقرِّر، فماذا قرّرت الآن ؟ أن تعيش انسان بكامل انسانيته أو إنسان لا يحمل من الانسانية سوى الاسم؟.


● هل دمرّت الثقافة الغربية الفكر الثقافي العربي للشباب؟

فعلا الثقافة الغربيّة دمرت بشكل كبير الفكر الثقافي العربي للشباب، ويظهر ذلك جليّا في ما يكتبه ويقرأه ويتواصل به شبابنا العربي من المحيط إلى الخليج، هناك استلاب ممنهج للفكر العربي الأصيل وإحلال محله التنميط الغربي الغريب.


● ذكرت أنك مدير لمجلة…
ماذا أضاف لك هذا المنصب كروائي وسياسي و أيهما أقرب بالنسبة لك السياسة أم الأدب، كذلك بالنسبة للأفراد والمجتمع ؟

-والله إدارة مجلّة رؤى وروافد فكرية أفادتني كثيرا سواء على المستوى الشخصي أو العملي،وأنا في كتاباتي ميّال أكثر للكتابة السياسيّة بحكم تخصصي الأكاديمي.


● ماذا تترجم حروف كتاب كوفيد_19، ولو تفضلت امتعنا بنص مختصر منه ؟

بالنسبة لكتاب كوفيد فهو سياسي تاريخي طبّي، على شُرفاتٍ عاليةٍ مرعبةٍ، وفوق تلال الشّكِ العارم، ظلّ العالم-عالم -نهاية العقد الثاني وبداية العقد الثالث من الألفية الثالثة (وهو تاريخ رمزي يشابه تاريخ ظهور الانفلونزا الإسبانية سنوات 1918 /1919/ 1920 أي بعد مائة عامٍ)- يراقب تنامي -ويترقب مذعورا- تطورات هذا الفيروس الجديد- القديم، تكبّله هواجسه من جهةٍ ويطلق العنان لتصوراته لما هو آت من جهة أخرى، بين كون الفيروس المستشري كائنٌ صنيع مؤامرةٍ محبوكةٍ بشكلٍ ماكرٍ وكونه فيروس ظهر وفق دوافع أخرى، ظلّ ذلك العالم المتشح بالسواد يتابع مساراته وتطوراته السرياليّة، ظلّ كذلك يستشرف-متفائلاً- نهاياته وبتطلعٍ بالغٍ، آثاره على السياسات الخارجيّة للدول وعلى هيكليّة النّظام الدّولي.
أردنا من خلال هذا البحث السريع تسليط بقعة ضوء على كوفيد-19 وتأثيراته ومدى قدرته على تغيير وجه العالم بشكل عام خاصة العالم السياسي منه، في الحاضر كما في المستقبل المنظور


● ماذا يفتقد الشباب العربي اليوم؟

الشباب العربي يفتقد للعودة إلى ما جاء في تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف وتطبيق ما جاء فيه فوزاً بالدارين.


●الأستاذ المتألق عزيز فيرم، مبدعٌ _ولكن..؟!

مبدع ولكن؟ نتمنى أن نصل برسالتنا إلى مراتب سنيّة، أتقدم بوافر الشكر الجزيل لك أستاذ محمد و لكل طاقم الصحيفة المحترمة،راجيا للجميع المزيد من الرقي والنجاح وللصحيفة مزيد من الانتشار خدمة للمحتوى الهادف، مع تحايا كبيرة لكل السّادة متابعي وقرّاء هذا الصرح الاعلامي المميز بحول الله، على امل أن نلتقي بإذن الله في فرص أقرب

قام بالحوار : الصحفي محمد وسوف / سوريا

المراسل الصحفي: محمد وسوف

محمد محمود وسوف سوريا / طرطوس كاتب وصحفي سوري حائز على شهادات مختلفة في مختلف المجالات الأدبية والصحفية والثقافية تم تكريمه من محافظ مدينته السورية "طرطوس" كما أنه حائز على شهادة في الأيجاز الصحفي والكتابة الصحفية العربية من معهد الجزيرة الإعلامي كما أنه من المؤثرين ثقافياً وإنسانياً في الوطن العربي لعام 2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى