إشراقات أدبيةالقصائد

بائعة الورد بقلم الشاعر حمزة عبد الجليل


/ــــــــ **بائعة الــورد** ـــــــــــ/
***
ذَبُلَتْ سُنُـونِي بِخَرِيفِ العُمْرِ والأَحْدَاقُ
وَتلاشَتْ عَزِيـمَتِي وَوَهَنَت مِنِي السَاقُ
وَكُـنْتُ بِالأَمْسِ دُرُوبِ العِـشْقِ أجُوبُهَا
لاَ تُثْنِينِي أَمْطَارٌ وَ لاَ يُرْهِـقُـنِي إِمْـلاقُ
كَـأَنَّ هِمّتِي مِنْ عُـيُونِ الـعُشَّاقِ أَسْتَـلُّهَا
هَلْ غَـادَرَ الـدّرْبَ المُحِـبُّون وَ العُشّاقُ
أَمْ مَا عَـادَتْ للوُرُودِ رَسَائِلٌ فَـتُوصِلُهَا
وَمَاتَتْ كَـمَرَاسِيلِ حُبِّ تَضُّمُـهَا أَوْرَاقُ
أَمْ صَارَتِ للبَـرْقِـيَات رَائِحَةً قَـدْ يَشُّمُهَا
مِنْ جَوّالِ مَلْهُـوفٌ وَ يَسْتَحْسِنُهَا مُشْتَاقُ
تَغَيّرَ الزَمَـانُ وَمَا أَرْزَاقِي مِنْكَ أُصِيبُهَا
يَا تُرْجُمَانِ الغَـرَامِ فالأَمْـرُ هُنَا لاَ يُطَاقُ
أَغْتَـالُكَ يَا زَاهِي اللَّـوْنِ لِحَبِيبَةٍ وَحَبِيبِهَا
وَعَزَاؤُكَ عِـنْدَ المُحِبّينَ إِمَّا قُبَلٌ أوَعِنَاقُ
فَـتَذْبُلُ وُرَيْقَاتُكَ وَكَأَنّ مَاحَيَاةٌ كَانَتْ بِهَا
وَكَانَتْ تُحْيِي أَرْوَاحًا إِلْتَهَـمَهَا الإِحْرَاقُ
مَا نَفَعَتْكَ أقْـدَاحٌ فَاضَ مَاءٌ عَلَى طَرْفِهَا
وَهَـلْ يَنِـفَعُ بَعْدَ المِنِيّةِ عِـلاجٌ أَوْ تِرْيَاقُ
فَوَدَاعٌ يَا رَفِـيقَ الـدّرِبْ لاَ أَكَـادُ أَنْطِقُهَا
إِزْدَرَتْنَا أَعْـيُنُ أَهْـلِ الهَـوَى وَآنَ الفُرَاقُ
مَا صَارَ فِـينَا قَيْسٌ بِـأشْعَارٍ لَيْلاَهُ يُدَلّلُـهَا
وَلاَ بَيْنَنَا لَيْـلَى تُبِكِي النُجُومَ حِينَ تَشْتَاقُ
حُبُّ الشَاشَاتِ أَذَلَّ الأَحَـاِسيسَ وَجَرّدَهَا
مِنْ لَذّةِ شَوْقِ وَغَيْـظًا انْتَحَرَتِ الأَشْوَاقُ
فَـإِنْ هِي الحَـبِيبَةُ بِالهِنْـدِ حَطّـتْ رِحَالُهَا
يَكَسِرَ العِلْمُ أَنْفَ الـنَوَى وَفُكَّتِ الأَطْوَاقُ
وَتَبِيتُ الخَـلائِـقُ فِي وِصَالٍ لاَ هَـمَّ لَهَـا
فِي شَوْقٍ وَكَيَفَ مَرِيرُ الـشَوْقُ هُنَا بُذَاقُ
يَا غَارِسَ الوُرُودِ رِفْقًا إِنْ شَحَتْ بِعِبْقِهَا
وَ للوَرْدِ رُوحٌ لاَ يُمَيّـزُهَا غِشٌّ وَلاَ نِفَاقُ
إِذْ تَسْعَى بَيْنَ الأحِـبّةِ وَإِنْ قُطِعَتْ سَاقُهَا
وَقَدْ لا يَسْعَى إلَـيْكَ مَنْ ذَا الـذِي لَهُ سَاقُ
نَحْرِمُ فَرَاشَا و نَحْـلاً وَ مْنْهَا يَـأتِي قُوتُهَا
خَلْفَ حُبِّ الـذّاتِ بِأَنَـانِيةٍ نُجَرُّ وَ نَنْسَـاقُ
تِلِكُـمْ بَائِعَةُ الـوَرْدِ بِمَرَارَةٍ تَـرْوِي حَكْيَهَا
عَنْ عِـشْقِ زَمَـنٍ لاَ طعْـمٌ لَهُ وَ لاَ مَـذَاقُ

ــــــــــ(د/حمزة عبد الجليل)ــــــــــــــــ

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى