إشراقات أدبيةالمقال

بانوراما عاشق بقلم الاستاذ محمود احمد الورداني عاشق الكلمات

***** بـــــانــورامـــا عــــاشـــق *****

حين أجلس على هذا المكتب و أمسك بقلمي الأزرق و هو يهم بموج حبره على مياه أوراقي البيضاء تتكاثر من حولي الأفكار و ألاف الكلمات و مئات الموضوعات المتناثرة ، و تطوف برأسي لحظات عـُمري البانورامية و أحاول أن أكتب عن أشياء جديدة و أفكار قد سمعنا بها و رأيناها و لكنها مرت بنا مرور الطيف الخفي ولا نـُلاحظها بوضوح و أحاول أيضاً أن أجمع خيوط موضوعي أو مقالي الذي أكتبه سواء عن الأداب بكل أنماطها القصصية أو الشعرية أو النثرية أو اللغوية أو أكتب عن العلوم بفروعها الطبيعية و الكونية و الأجتماعية أو عن التاريخ العربي أو الفرعوني أو الحديث أو الأسلامي أو النهضة أو أتكلم عن الفنون بصورها الشعبية و الغنائية و اللوحات التشكيلية أو الجداريات أو المـُنمنمات أو المخطوطات أو البرديات القديمة أو أتحدث عن الفكر بكل صوره أو التراث بأشكله العتيقة و حضاراتنا الخالدة و غيرها من هذه الأفكار المـُتزاحمة داخل مخيلة رأسي الصغيرة التي كتبت القدر عليها أن تتحمل هذه مسئولية نشر العلم و الثقافة و المعرفة كما أردت و كما رغبت – برضا مني و قبول و أعتزاز – لإني إنساناً مـُسلماً أولاً و عربياً ثانياً و دوري كما ذكرته في أحاديث سابقة و هو نشر الثقافة العربية المتحدة و المعرفة الإنسانية المـُقدسة و ما نشر عن الثقافة العالمية المـُترجمة ، و جعل كل هذه الأشياء بين يدي القارئ أو الذي يكتب عنها – بلا شك – في وضع المـُتأمل و الباحث و المفكر قبل أن يكون أديباً أو مؤرخاً أو عالماً أو حتى فناناً ، حتى نقف هنا على هذه الأرض أشداء على أي عدو و أي فكر خارجي و نكون رحماء فيما بيننا و نـُسقي من شهد ثقافتنا و عسل معرفتنا كل من حاول أن يتذوق هذه الثقافة و هذه المعرفة التي قد أنساب في نهرها العالم و قام بها نهضته و فكره الحالي ، و أن نزرع بساتين من حقول العلم تفوح بزهور المشاعر الجميلة و أريج الأحاسيس الصادقة و أن نضرب بكل قوتنا أجراس العقل و نـُرتل أيات الفكر العربي في كل محراب أو كنيسة أو معبد أو مسجد على تلك الأرض العربية و في كل ميدان من هذا العالم الكبير ، و إنه قد حانت و دنت ساعة العمل الجاد و علينا إرتداء ثوب التقدم المـُقشب و رداء العلوم و نخلع منا عباءة الجهل و ثياب التخلف و أذيال الرجعية التي طال الزمان على قول الغرب عنا هذا الكلام البغيض و الكريه و المشوه لهيبتنا و هويتنا العربية الأصيلة !! .

إن لإعرف أن بعض ممن يقرأون مني هذا الكلام ليقولون إنني مـُكرراً و أني لم أملك في جعبة مكتبتي أو قواميس معرفتي أو دواليب ثقافتي أو معاجم حروفي غير هذا النزر القليل الذي أفضي به كلما حاولت أن أتكلم عن أي موضوع أو مقال أو دراسة جديدة ، و لكني يا سادة لا أقول أني أملك الكثير من الكتب ولا أني لا خبرة لي بالنقاش أو إنني فقير بالمعرفة أو هناك من يزعم بأني أفتخر بما أقدمه ولا أحد يضاهي قلمي بما أفعله ، و لكن حـُزني و أسفي على هؤلاء ضعاف العقول و قليلو الفكر و عاجزي التأمـُل و محدودي الإدراك لو أنهم فقط شعروا أو أحسوا بما أرمي إليه و ما أسعى و ما أحاول أن أبثه بين أيديهم و أجعلهم مثلي فخوريين بعروبتهم الحقيقية و حضاراتهم الغالية ، و لكن كيف أسى و أحزن على قوم لا يفقهون أو لا يعلمون أو حتى لا يـُبصرون !! .

قد أقول في شيئاً من المـُبالغة لكنها هذه الحقيقة و هي أنني أرى بعض من البشر الأن هم بالنسبة لهذه الأمة العربية الكبيرة هم موتى ، نعم موتى و لكن ليس موتى الجسد و لكنهم موتى العقل و الفكر و الروح و المشاعر النبيلة و راقدون في قبور التكنولوجيا الحديثة و مدافن اليوتوبيا الفاضحة و سراديب الجوجل و المتصفحات الشاسعة ، ولا أحد منهم يستطيع و لو ساعة أن ينظر لنفسه و لو بضع دقائق و يتأمل عم يـُريد صاحب هذه التكنولوجيا و هذه التقنية المـُقننة من تقلـُبنا بين هذه الأشياء و بين عبثنا بتلك المفاتيح الكيبوردية ولا يدري بأن هناك يداً عابثة و قراصنة خـُبثاء يحاولون أن يتجسسوا عليه و يحاولون أن يضيعوه في غياهـُب هذا العبث الشيطاني و يطردوه من نعيم ربه في الأخرة و يحللون له الخبائث و يحرمون عليه الطيبات و يجردونه من كل شئ ، و يخلعون منه الدين و الإيمان بالله و الثقافة و المعرفة الصادقة و يسعون فيه الفساد و الله لا يـُحب المـُفسدين !! .

إنني سوف أنشر – بإذن لله و إن كان في عـُمري ساعة باقية – ما قرأته و ما تأملته على مدار هذا العمر و هذه الحياة المـُتقلبة و أجعلهم يرتشفون و لو قطرات من كأس المعرفة و شراب الثقافة و أحاول أن أجعلهم أن يعودوا لرشدهم و لو قليلاً عما يقولون بألسنتهم ولا تعقله قلوبهم ولا يشعرون بقيمتهم الإنسانية الروحية قبل الجسدية و الذاتية قبل المادية ، و لكني خوفي الوحيد – و كما سوف أقول في مقالات أخرى قادمة – من أن يفوت عمري و يضيع من قبل أن أرى عربي واحد يخاف على أمته و وطنه العربي مثلي و أعلم بأن هناك الكثير مثلي و لكن أكثر الناس يشوهونهم بتخاريفهم الباطلة و سوف يـُظهرهم الله يوماً حتى تعود وحدتنا و ثقافتنا و معرفتنا المبتغاة و نبقى يداً واحدة حتى أخـــــــر العــُمــــر ..

اللهم هل بلغت اللهم فأشهد ..

و إلى لقاء قريب بإذن الله …

مع أصدق تحيـــــــــاتي / عـــــــــــــاشق الكلمـــــــــــــات / محمود احمد الورداني

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى