الخواطر

بدر الزمان بقلم”رحيمة حزمون”

بدر الزمان

في زمن شاع فيه الفساد لم يعد للحق
فيه مكان والظلم قد خيم على الإنسان
والارواح لم تعد تميز بين الواقع والخيال
وقلوب البشر صارت لعبة بين أيدي قادرة
لم تعرف قيمتها وتسعى لتدوسها بالأقدام .
حكايتنا لهذا اليوم تروى عن عائلة استولى على
حقها قطاع الطرق حولها لخراب بعد ما احرقوا البيت
وقتلوا الأهل والجيران ولم تنجُ من الموت الا ابنتهم
بدر الزمان لأنها كانت خارج البيت منشغلة بجمع الأزهار
ولم يعلمها أحدهم بما صار
عادت فلم تجد لمنزلها أثر
نادت ابي امي لم يجبها إلا صدى صوتها أجهشت بالبكاء
ولم تجد من يمسح دمعتها ويعوضها الحرمان وراحت تجري
في الشارع تبحث عن الأمان وشاء القدر أن تقع في أيدي
قطاع الطرق انفسهم حاولت الفرار لكن دون جدوى صرخت
فلم يسمع
لصرختها إحد… ذاقت أشد العذاب دون أن تأخذهم بها
رأفة او رحمة… ماذنبها ان تتلقى منهم كل هذا العذاب ذنبها الوحيد
انها ولدت في بيئة لا تقدر مشاعر الأطفال حلمت أن تعيش
في أمان لكن حتى الحلم صار محال ظلت في صراع
معهم و لم يتركوها حتى جعلوا منها طعم للحيتان ماتت
وهي تريد العيش بسلام ولم يستطع إنقاذها احد وكتبت قصتها
على الجدران واصبحت أسطورة يتداولها الناس متحسرون
على فقدانها قبل الأوان ستبقى في قلوبنا حية لا محال
لن ننساك يا بدر الزمان ومٓن فعل بك هذا لن ينجوا من غضب
المنان واعلمي أنك طيرٌ من طيور الرحمن

وسيأتي يوما ويقع الظالمين في قبضة رب الأكوان
ولن يرحمهم
وسيجرعهم طعم المرار ضعف ما فعلوه ببني الإنسان
وهذه قصة بدر الزمان لم يكتب مثلها في ذلك الزمان
ولم يستوعبها عقل انسان

رحيمة حزمون / الجزائر

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى