المقال
براءة قاسية بقلم: “كلثوم خرخاشي”
______براءة قاسية__________
لؤلؤة ناعمة ..جوهرة …ياقوتة ..تشع من بعيد …في عين من يراها ..
حيوية لاتمد يدها لشئ سوى العمل المرهق الشاق ، تتحمله بحصرة وثقل بالرغم من جسدها الهزيل وعمرها الصغير..
لأجل قسوة الحياة ، تقوم فجرا بردا وحرا ، صابرة لا تشكو شئ …تتحمل كل الألم لوحدها وتخبئه بقلبها الصغير ، يداها الناعمتان الرقيقتان الرطبة التي خشنت من العمل المرهق وأظافرها المقضومة بأسنانها وصمتها الدائم ..
عيناها حزينة ولكن تبتسم لكل شئ وتعطي الأمل لمن حولها وتحبهم بصدق ، لا تبخل عنهم ابدا .
وقت شئ مضحك ويبتسم له من حولها هي تقهقه بصوت عالي فينظر لها من حولها نظرة استنفار…
هادئة صامتة لا تزعج احدا لا تقول لأحد شئ ولا تفشي سرا ولا تتخدث بتفاهة. تنظر لكل شئ حولها بقناعة وصبر وتجلد و قلب مملوء بحنان و حب وعاطفة . تدمع عيناها على ابسط الامور الصغيرة وكأن رموشها تسقى بالدموع فتميل بالذبول فيتغير شكلها ..ترى بنظرة حزن دفين عميق جمد مشاعرها واحاسيسها فأصبح كل شئ بلا طعم حولها ..من ما أثر له بالماضي عنها وعن جوارحها و
انها ابنة اكتوبر التي لم تر بعشرينيتها سوى الدموع ولم تقدم سوى الحب والحنان لمن حولها بالرغم من الطعنات التي شقت ظهرها خدشت جوارحها ..أدمت عروقها.شلت جسدها ..اسقطتها ارضا تصرخ تئن ولم تجد حولها سوى فراشات بريئة ..
ابنة الخريف الصابرة دائما المتفائلة بالله وتفعل الخير دائما وتحاول الوقوف وتتمنى دائما أن تجمع اوراقها وتزهر من جديد وتأمل الخير ولا تبحث عن الجواهر والألماس والمرجان او الياقوت سوى أنها تبحث عن سعادة داخلية وراحة ومكان ظاهر بعيد عن خبث ونجاسة البشر وتضحك من القلب والفؤاد ويعود احساسها من جديد.
قلم الكاتبة: كلثوم خرخاشي