المقال
بعد الكعبة..ربما نشاهد جبل احد وغار حراء والبراق! بقلم: “احسان العتابي”
(بعد الكعبة..ربما نشاهد جبل احد وغار حراء والبراق!)
بقلم:احسان العتابي/العراق
واثق الخطى دائماً يمشي ملكاً،فلا يحتاج لتبرير من احد لما يفعله،او مغالاة به،بل وتعظيماً حتى،فما بالنا بمن كل ما يحيط بنا،يدل على عظيم قدرته وحكمته”هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الضالمون في ضلال مبين”.
وهنا تقع الطامة الكبرى والعظمى كذلك،بتجاه واثق الخطوة ذاك،جراء جهل بعض الذين يحسبون انفسهم عليه،وهذا تنزلاً مني بطبيعة الحال،والا فان الواقع،يشير لتعمد اولئك البعض بفعل تلك الافاعيل،التي تشوه صورة ومكانة المدعين به واقصد الخالق سبحانه وتعالى”قل ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون”.
من الامور المفتريات على دين الله( الاسلام) مؤخراً،هو وضع (مجسم الكعبة الشريفة)في مدينة كربلاء،وتحديداً بين حرمي الحسين واخيه العباس-ع-،حيث اثار هذا الفعل ردود افعال كبيرة وغاضبة،في العراق خاصة،والعالمين العربي والاسلامي عامة،كونه عمل مستهجن ويمس ثوابت الدين الاسلامي ومقدساته وباتفاق جميع علماء المسلمين”من رأى منكم منكراً فالغيره..”.
وغصت مختلف وسائل التواصل الاجتماعي داخل العراق وخارجه كما اسلفت،بالتعليقات المستنكرة لهذا الفعل،بعد انتشار تلك المقاطع الفديوية ‘لمجسم الكعبة’وكيف اخذ البعض يطوف حوله! “ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله”.
حيث وصفت تلك الخطوة،من قبل رواد المواقع الاجتماعية بأنها(بدعة)ومس بمكانة الكعبة المشرفة،التي هي قبلة للمسلمين جميعاً بكل مذاهبهم،وصنع ذلك المجسم لها ووضعه في مدينة كربلاء من اجل طواف البعض لا يجوز اطلاقاً،لانه يعتبر استهتاراً بمشاعر اكثر من مليار مسلم”قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين”.
وذهبت بعض الاراء في التعليقات،الى ان تلك الخطوة تهدف لزرع الفتنة في العالم الاسلامي،وادخال العراق على وجه الخصوص،في متاهات جديدة،خدمة لاجندات معادية له،تسعى لفصله عن عمقه العربي اولاً والاسلامي ثانياً”قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو اهدى سبيلا”.
ادارة العتبة الحسينية من جانبها قالت،بعدم مسؤوليتها عن وضع مجسم الكعبة،وانه قد تم ازالته بالفعل،مؤكدةً ان خلف تلك الحادثة،احد المواكب الحسينية،يدخل ضمن احد المشاهد التمثيلية،بمناسبة مولد الامام علي-ع-! “حدث العاقل بما لا يعقل فان صدق فلا عقل له”.
واستنكر المرجع الديني محمد مهدي الخالصي تلك الحادثة،بالقول إن “ما جرى من بناء هيكلية للكعبة المشرفة في مدينة الإمام الحسين الشهيد هو كفر بواح وارتداد عن الدين وافتراء وكذب على الله وتكذيب صريح للقرآن،وعلى العلماء والمراجع وكل من يستطيع من المسلمين إنكار هذا الافتراء الصريح والعمل على إزالة المجسم،ومن يسكت عنه مشارك في الإثم والعدوان”.
مرجع الدين العراقي حسن الموسوي هو الاخر تحدث من جانبه بهذا الشأن حيث قال،”إن تشييد مجسم يرمز للكعبة المشرفة بين مرقدي الإمامين الحسين والعباس وجعل الناس تطوف حوله، إنما جاء حسب أهواء مرجعيات الضلال، ويعد تحديا صارخا لأوامر الله، ويحمل طابعا سياسيا واضحا لاستفزاز مشاعر مسلمي العالم، بل هو عودة إلى الجاهلية الأولى”داعياً الى”موقف إسلامي موحد ضد هذه البدع التي تؤدي إلى حرف الدين عن أصله الصحيح،وإن صمت المرجعيات الدينية عن هذا العمل لهو دليل واضح على رضاها بهذا العمل المخالف لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والشريعة السمحاء،وان هذا العمل بداية لتشييد كعبة جديدة ثابتة في المستقبل، استنادا إلى فتاوى الولي الفقيه في إيران، إذ نهيب بالمسلمين كافة أن ينتبهوا إلى دينهم الحق ويبتعدوا عن تلك الخزعبلات التي يراد لها الفتنة”.
بودي هنا ان اطرح امرين:الاول سؤال اوجهه لادارة العتبة الحسينية، كيف لمجسم كبير بهذا الحجم ان يمر من دون ملاحظة القائمين على ادارة العتبة وخدمتها؟! “قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي”.
الامر الثاني:قد سبقت هذه الحادثة حادثة مقاربة لها،حيث قام البعض،بتجسيد شخصية ادم ونوح وعيسى وموسى-ع-،ومشاركتهم بالزيارة الاربعينية تحديداً،وامام انظار الجميع! ومرت تلك الحادثة مرور الكرام”قالوا اتتخذنا هزواً قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين”.
اذا بقي الحال هكذا،ربما نشاهد بعد فترة مجسمات لجبل احد وغار حراء والبراق،اما عن تجسيد شخصية النبي الخاتم،فيوجد الكثير اليوم ممن يمثلوه حسب فتاوى البعض،فهذا الامر هين ولا صعوبة فيه! “والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا”.