بين ثنايا سورة بقلم:”أميرة غربي”
#بين_ثنايا_سورة🦋
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خلال مدارستنا لسور القران الكريم وقصص الأنبياء ومن بينها سورة يوسف التي تضمنت قصته نلاحظ بين طياتها كيف أن الله أعدّ وصقل نفوس الأنبياء “يوسف”فكانت مطيته الابتلاء فيوسف عليه السلام رباه الله على حب الخير للغير فأنزل الله عليه الوحي ،وأول وحي كان عبارة عن”حلم”يراه يوسف في المنام فبذلك بدأت قصته بحلم وبشرى من الله أنه سيكون نبيا وسيدا على قومه لذلك كان لابد من يوسف أن يمر بعدة اختبارات لتتجسد فيه علامات النبوة وتستجمع النفس قواها وتبرز جدارتها في حمل الرسالة الربانية ..تعرض يوسف للظلم من طرف إخوته فتعلم أن أقرب الناس له يمكن أن يؤذيه إذا أذن الله بذلك وهو أول ابتلاء فصبر عليه ولم يعترض ،وتعرض للظلم من طرف زوجة العزيز وسجن فتعلم أن يتوكل على الله ولا يستعين بغيره ، فتنت بجماله كل نساء مصر ومع ذلك لم يمدح الله جماله بل مدح إخلاصه وإحسانه ،قصة يوسف التي قصها الله على نبيه محمد صلى الله عليه وقال :”نحنُ نقصُ عليكَ أحسنَ القصص”لأن سورة يوسف تعلمنا الكثير من الأمور ،فهي تحكي تحول من ذل إلا عزّ،ومن فقرإلى غنى ،ومن مظلوم إلى منصور بإذن الله
فعلمتنا سورة يوسف أن الخليفة الحق يجب أن يكون:
الصابر الحكيم الذي يصبر على مصابه وبحكمة فلا يقنط من روح الله
الابتلاء مطية ودأب الأنبياء وهم أكثر ابتلاء أهل الأرض لذلك لتجاوز الابتلاء وجد الصبر
الإخلاص الذي وجِد في يوسف عليه السلام أهله أن يكون من الأنبياء والخلفاء “إنه كان من المخلصين”
التقوى التي جعلته يخشى الله كأنه يراه من أبرز الصفات التي يجب أن تتجسد في الأنبياء
الذل مهانة إلا الذل لله عزّ ،لقد ذلّ يوسف من طرف إخوته عندما بيع بثمن بخس فكانت النتيجة عزّ وتحقيق الرؤيا
الأمانة ،فقد اؤتمن يوسف عليه السلام على ملك العزيز “خزائن الأرض”فأحسن زرعها وأحسن إليها
حسن الظن بالله ،عندما خسر يعقوب عليه السلام ابنيه أحسن الظن بالله ولم يقنط
حتى الصالح يمكن له أن ينتكس وخير مثال إخوة يوسف فهم أولاد نبي مع ذلك ارتكبوا جرما في حق يوسف وعفا عنهم يوسف (العفو)
وكظم الغيظ فيوسف يرى إخوته أمامه ،اخوته الذين تسببوا في فراقه عن أبيه لكنه كظم غيظه وأسرّ كلامه في نفسه لم يرد أن يرد السيئة بالسيئة
حسن الكلام مثل حسن الجوار لولا أن أحسن يوسف الحديث مع الناس فدعاهم إلى عبادة التوحيد لما تبعه الأهل و وأتمنه الناس
معجزة النبي يوسف أن قميصا كان دليلا على براءته ،وشفاء لأبيه ،وأيضا دليل على افتراء إخوتهنجد كل الأنبياء مكنهم الله في الأرض و كرمهم بمعجزات عن بقية البشر ويوسف عليه السلام قد علم تأويل الأحاديث ..
الذي ينظر إلى قصة يوسف السجين ،المظلوم ،عزيز مصر ،الذي أوتي الحكمة ولين الجانب وحسن الخطاب يجد أن كل هذه الصفات أهلته وصقلته ليكون ممكنا في الأرض
هذه السورة التي قيل عنها “ما قرأها مهموم إلا استراح” لأنها تحمل البشرى بين ثناياها
نسأل الله أن يعلمنا مما لا نعلم ويرزقنا تدبر القرآن يارب العالمين
والصلاة والسلام على رسول اللهأميرة غربي
الجزائر