متفرقات

تراث باتنة يخلد في عالم الحضارة بقلم:”مريم بيطام”📘

لقد ترك لنا أجدادنا تراثا ذهبيا يحق لنا أن نفخر به وندونه بأحرف عتيقة ليبقى ذخرا للأجيال القادمة .
ومثالا على ذلك ولاية باتنة الجزائرية التي ترجع نشأتها إلى عصور ماقبل التاريخ فاعتبرها المؤرخون تحفة فنية بأثارها وتاريخها العتيق .
نتجول سويا في رحلة ممتعة نتعرف فيها على تاريخ وتراث هاته المنطقة التي تضم كمّا هائلا من الأثار الرومانية الأصل ك:
تيمقاد المدينة الأثرية الوحيدة في إفريقيا التي لازالت صامدة منذ العهد الروماني بما فيها من ،مكتبة ، مسرح ،حمامات، قوس النصر ، معبد سيريس …الخ . وهذا ما ساهم في تصنفيها من طرف منضمة اليونيسكو كأحد أهم الآثار التاريخية .
وفي هاته الناحية نجد الضريح الأمازيغي أمدغاسن الذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث أو الرابع قبل الميلاد .. لمن لا يعرفه ، هو عبارة عن قبة عملاقة أو كما يصفها البعض بقاعدة أسطوانية تتخذ شكلا مخروطيا من الأعلى ، وصفته اليونيسكو بأنه :”يعود لأقدم ملوك نوميديا، يحوي نقوشا بونيقية وإغريقية” .
وبذكر ولاية باتنة لا يمكن أن لا نذكر الشاوية الأمازيغ ( سكان المنطقة ) . دائما مايضرب بهم المثل في الشجاعة والرجولة لمحافظتهم على تراثهم العريق ، فالرجل الشاوي يتمتع بمظهر الرجولة في كسوته “القشابية” المصنوعة من الوبر والصوف الخالص، وهي ذات منظور وقيمة كبيرة لحد الآن لأنها تعبر عن بسالة الشاوي ، أما المرأة فتجدها بلباسها الحريري “الملحفة” مع زينة الرديف الذي يبسط روعة المرأة الشاوية الأصيلة ويزيدها جمالا ورونقا ،وحتى في الأكل لازالو محافظين على أكلاتهم التقليدية التي يغلب عليها طعم الفلفل الحار في ” المحاجب ، الشخشوخة ، زفيطي …الخ” كما لهم أطباق حلوة وجد لذيذة ك ” الرفيس و زيراوي ” . و نلاحظ في أعراسهم وحفلاتهم مدى محافظتهم على عاداتهم وتقاليدهم من خلال حضور الزرنة و الخيل وكذا ضربات عديدة بالبارود تعبيرا عن مدى فرحهم بقدوم العروس ، وفي الليل يجهزون سهرة أغاني شاوية قديمة تتمثل في الرحابة مع القصبة والبندير وتكمل العروس حياتها كأنها كانت فردا في تلك العائلة .
قبل أن تنتهي رحلتنا ياأصدقاء سأعرفكم بيوم جد مهم لدى الأمازيغ ككل وكثيرا ما يحتفل به شاوية باتنة “يناير” وهو احتفال بالأرض والفلاحة وتفاؤلا بسنة خير وغلة وفيرة ، حيث تحتفل به كل عائلة في جو رائع لإحياء تراثها وقد أصبح الآن إحتفالا وطنيا في المدارس فتقام عروض موسيقية ومعارض للألبسة والأكلات التقليدية وكذا الحلي والأواني الفخارية .
هاقد انتهت رحلتنا في هاته الولاية التي تحظى بتراث غني محافظ عليه لحد الآن، ما علي إلا أن أقول أن تراثنا في كل منطقة وبلد هو جزء من هويتنا ويعبر عن شخصيتنا ، وعلى كل فرد منا ألا ينسى تاريخه وأسلافه ويحافظ عليه لأنه الأصل.

مريم بيطام📘

 

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى