ترنيمةُ عشقٍ “بقلم سكينة الرفوع /الأردن
في تأملاتِ لحظةِ الغُروبِ المُلتاعةِ بذكرياتِ تُهيّجُ الوجدَ ، وتُوقدُ قناديلَ الحنينِ ، تجلسُ على أريكتِها تراقبُ لحظةَ الأُفولِ تتسربُ إليها مشاعر تُهادنُ الحزنَ ؛ وتُخامرُ ساعاتِ الفرحِ ، يعتمرُ القلب بلحنٍ بابليّ يتغلغلُ مسامات
ذاكرتها ، يشدُّ بها نحوَ أُسطورةِ آشوريةٍ ، تُلقي بظلالها على عرائشَ ممالك الشّعرِ ، تهيمُ في عبقريّةِ المُتنبي ، وتُرواغُ الحزنَ في دهشةٍ معريّةٍ ، شغفٌ يُراودُ الحبَّ في معزوفةِ لحنِ الخُلودِ لأغنيةٍ تراثيّةٍ تُفصحُ فيها تباريح الشّوقِ
عن ترنيمةِ عشقٍ تُخلّدُ كلمات ” جلجل عليها الرٍمان “.
بحور شعرية تطفو على سطحها لآلىء ايقاعات الفراهيديّ .
فتعزفُ قيثارةَ الأملِ لحنَ أُنشودةِ المطرِ المٌتناغم بروائحَ النّخيلِ في قصصِ تنهلُ عُبابَ الشّموخِ ، تكتبُ بأبجديةٍ مُوشّحةٍ على نقشٍ سومريّ، قصة حضارةٍ مٌعتّقةٍ بالمجدِ ، تبزغُ سنا شمسها على مداءاتِ لا حدودَ لبلوغِ عطائها.
تُرى …
كيف لها أن تنسى أول قصيدة تاريخيّة ، امتزجتْ قوافيها بماءِ الفُراتِ وعُزفتْ بلحنٍ مُؤطرٍ بعناقيدَ ياسمينٍ يترنّحُ بالقداسةِ منذ أن كللت ” أنخيدو أنّا” لوحات شعرها على هيكل حدائق بابل المعلّقة ، ذاتَ زمنٍ يزهو بالأصالةِ، ويرفلُ بشمسٍ تشرقُ في سماء العراقة .
في محرابِ الصّمتِ تسابيح فجرٍ يتوقُ أن يستردَّ نقاءه في لحظةِ خيالٍ تترقّبُ الأملَ تحت جذواتِ الانتظارِ .
سكينة الرفوع
الأردن -البحرين